تحركت على أطراف اصابعها تتلفت يمين ويسار لتتأكد من خلو الساحة من أعين قد تكتشف هروبها من المنزل لتتنفس براحة وتصعد الدرج بحرص شديد .. درجة تلو الأخرى حتى شارفت على انهائه حين ضربت يد أحدهم على كتفها بقوة لتشهق حتى كادت تقع .. التفتت بفزع لتجده ادم لتصرخ فيه بانفعال هامس .
" افزعتنى يا عفريت العلبة انت "
رفع حاجبه باستنكار لصراخها عليه ليقف أمامها بثبات كرجل متزن وليس طفل لا يتخطى طوله ركبتها ، وبلهجة خشنة محذرة حرص على إلا يسمعها سواها .
" اخفضى صوتك حتى لا تسمعك رؤية .. هى تصلى بالغرفة الصغيرة "
اغمضت عيناها تهدئ روعها وانفعالها حتى لا يعلو صوتها وتنكشف فعلتها الحمقاء .
" ماذا تريد الان ؟"
ابتسم لها ببراءة مُدعية وعينان تبرق بحماس طفولى .
" اريد لعبة البلاى استيشن الجديدة التى اشتراها والد احمد صديقى بالمدرسة من أوروبا "
سألت سؤالها بحُسن نية تتوقع أن يتلائم عليها قليلا ويتنمر كما فعل من قبل .. اخر ما توقعته ان يبتزها عفريت العلبة القزم صاحب الخمس سنوات وعدة أشهر .
كمشت مقدمة قميصه الأخضر بغيظ ومن بين أسنانها خرج صوتها الحانق المغتاط .
" ومن أين لى بثمن هذا الشئ الذى لا أعلم عنه ! .. وان حللت مشكلة ثمنه .. من أين لى به وهو بأوروبا يا عفريت انت ! "
رفع اكتافه بلا مبالاة لا يهتم بنظراتها له ولا مسكتها المُحكمة حول رقبته .
" لا أهتم .. فاجئينى يا عمتى .. فأنت ذكية وقادرة دائما على فعل ما تريدى مهما كان صعب "
فهمت مغزى كلماته لتتفحص نظراته الهادئة فى عيناها المتوترة المشتعلة غيظ من أفعاله التى لا توافق سنه .. متى كبر هذا القزم وأصبح شبيه لوالده !
جزت على أسنانها بغيظ وتركته ليصعد الدرج ببرود ." لا تقفى كثيرا حتى لا يمسكك احد اخر يا سارة يا حبيبتى "
ضغطت أسنانها حتى سمعت صوت اصتكاكها لتصرخ صرخة مكتومة تُفرغ بها غيظها .. لما هى الوحيدة التى كلما فعلت خطأ ما امسكها أحدهم وابتزها ! .. الإجابة طرقت راسها فى لحظتها .. لأنها حمقاء .
عضت لسانها بقهر من حماقتها وغبائها وصعدت الدرج بخطى واثقة غير ابهة بكشف أحدهم لها .. ليكتشفها من يكتشفها فهى اكتفت منهم جميعا .

أنت تقرأ
ملكة الجليد
Romanceلعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد بعشقه لها ربيعها الفائت .