Part 69

1.4K 107 9
                                    

الشوق هو شعور يجتاحك نحو ما ينتمى إليك لكن صعب الوصول اليه .. لكن الحرمان هو الحاجة المُلحة لما هو أمامك مباشرة وعاجز عن أخذه لانه ببساطة .. لاينتمى لك .

*********

لم يعد يحتمل شوقه الجارف لها .. مكالمات الهاتف الطويلة لم تعد تشبع رغبته فى قربها ، قلبه يحترق لعطرها الربيعى ، وملمس يدها الحريرى ، ولون عيناها الفيروزى .. اغمض عيناه بنشوى لذكرى وجودها بقربه الذى قتله شوقا لها ببعدها عنه .

تنهد بارتياح وهو يشعر بعجلات الطائرة اخيرا تحط بمطار مارسيلا .. ابتسامة متحمسة لرؤية ملامحها المُتفاجئة حين تراه أمامها .. ابتسم بسعادة بينما يسمع تهنئة الطيار للركاب بالوصول وتمنياته لهم برحلة سعيدة .. وهل هناك سعادة اكبر من وجوده معها ولو فى اخر بلاد العالم !

--------------------

عاد مبكرا كما يفعل منذ عودتها من سفرتها الأخيرة لجده ليراها كما يراها يوميا ترتدى حجاب يخفى شعرها الخلاب وتجلس مع الاولاد فى بهو القصر يرددوا آيات الله الكريمة .. فجأته بحفظها اكثر من نصف المصحف وفاجئه اكثر حرصها على حفظ خالد وآدم للقرآن .. هى مبهرة للغاية وتأسره بالف طريقة .

تنهد براحة وهو يتنفس بعمق عطرها الذى يملا منزله كما من المُفترض ان يكون .. ارتسمت ابتسامة على فمه وهو يستمع لسؤال ادم عن معنى كلمة فى القرآن لتشرح له معناها بهدوء وتروى يذكره بأمه .. امه من حُرم حنانها صغير .

اقتربت منه سعاد تربت على ظهره بحنان وعيناها تبتسم لعودته لطبيعته التى هجرته بابتعادها عدة ايام فقط ، ليبتسم لها براحة وقدمه تتحرك لمكانها تلقائى ليقف خلف الاريكة يفاجئها بقبلة .
ابتسم لها وعيناها الازوردية تنتبه له بفضول .

" مكافئة لاجابتك .. شطورة انت يا زوجتى "

ابتسمت برزانة ولم تعلق على اسلوبه الابوى معها .. حمزة يتعامل معها بأسلوب جديد .. اسلوب الاب الذى يحمى ابنته الصغيرة من نفسها !! .. حمزة أعلن صراحة انها غير قادرة على حماية نفسها ولا معرفة مصلحتها وتحتاجه وصى عليها .
ربتت على كفه برقة وبصوت ناعم تغدغ مشاعره .

" اذهب لتتحمم وترتاح بعض الوقت قبل الإفطار "

ابتسم لنبرتها الناعمة حد التحسس ويده فوق كتفها .

" ويفوتنى الاستماع للدرس ! "

التفت لادم وبتذمر مرح يكسر به حدته الايام الفائتة .

" اترى كيف تريد أن تتحكم بى وتمنعنى الجلوس معك !"

ضحك ادم باستمتاع لعودة والده ليشاغبه كما كان، وفى لحظة انقلبت ضحكاته لتجهم وبحزم طفولى صرح .

" تستحق "

اجفل حمزة من حزمه الشديد ليفاجئه الصغير بحنان .

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن