الخاتمة

2.3K 112 19
                                    

اقترب منها يستنشق عطرها اللوتسى بادمان ونهم يتذكر حاله اول مرة داهمه .. ضم خصرها بيده من الخلف يزرعها باحضانه غير مبالى لأحد قد يقتحم خلوته بها فى بهو السرايا .

أسند ذقنه الحليقة على كتفها يتلمس اهتمامها الذى انصب فوق أحرف كتاب لم تتركه منذ يومان .. كتاب أثار غيرته لكنه لم يظهر حتى لا يشمت به حفنة الذئاب التى ابتلوى بها بمساندة الفهد المرابط بمنزله .

" مهم لتلك الدرجة ! "

خرج صوته هامس متعمد ليدغدغ اذنها وحواسها .. ابتسمت بتلاعب ومكر اجادته من معاشرتها لمكر ذئبها وأبنائه .

" بإمكانك معرفة الأمر بقراءته .. غدا أنتهى منه "

لوى فمه يستنكر استخفافها بمحاولته التودد لها .. زفر الهواء من فمه بضيق لتتداهمه افكار ماكرة ليرفع حاجبه بإعجاب لافكاره ويبتسم بخبث زرع الريبة داخلها من أفعاله الهوجاء الوقحة .

" حمزة "

ابتسم بتلاعب يتلألأ المكر بعينه لنبرتها التحذيرية .. لا يفهمه أحد بقدرها .. امرأته الباردة الحنون .. ثانية واحدة وكانت بين يديه يحملها ويضمها لصدره بينما فحمتاه المشتعلتان دائما برغبته فيها تتحدى ثلجيتاها الباردة المحذرة من تهوره .

" افتقدتك منذ سرقك منى هذا الكتاب "

" انت رجل ماكر حمزة الكاتب "

" اشكرك زوجتى .. وحبيبتى .. وملكتى "

ابتسامته الساحرة وأسلوبه المتلاعب اثرا بها حتى افسحت المجال أخيرا لغمازتيها بالظهور ليتضخم قلبه ولم يعد له قدرة على التحمل ليركض حاملها إلى جناحهم حيث باستطاعته بثها اشتياقه دون دخلاء .

---------------------

" جددت حبك ليه
وأعمل لقلبى ايه
دا مستحيل
قلبى يميل
ويحب يوم غيرك أبدا أبدا
اهو دا إلى مش ممكن أبدا

صدحت الأنغام الساحرة من الجرمافون العتيق وهى تنسدح بجسدها الغض فوق الأريكة المذهبة فى احضانه الحنونة ، ويده لم تتوقف عن تمشيط شعرها الأشقر الناعم .

" عاصم "

" روح عاصم "

ابتسمت له بود وهى تقبض يده تقبلها بحب .

" حبيبى .. اريد ان اعود لفرنسا .. تأخرنا كثيرا "

" مللتى من هنا !"

تسائل بريبة يخشى أن يكون تعرض لها إحدى نساء العائلة .. هى امرأة حساسة للغاية ، وهن لم يتناسيا ما حدث سابقا بسببها .
قبلت يده ببطء وعيناها البنفسجية تبتسم له بسماحة وسعادة لانشغاله براحتها .

" لا حبيبى .. فقط "

ظهر الضيق على ملامحها الجميلة وهى تعتدل بعيدا عن احضانه ، مترددة فى إيجاد وصف لمشاعرها دون جرح مشاعره .

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن