part 23

1.4K 81 14
                                    

ضغطت شفاها المنتفخة أثر جنونه بشغف وعيناها الفيروزية تلتهم ملامحه الرجولية بنهم .. افتقدته بألم طوال أشهر هجرها فيها منذ آخر لقاء كارثى جمعهم .. تنهدت براحة وابتسامة ترتسم على شفاها وهى تتذكر اشتياقه المجنون لها والذى لم تشعره منه طوال سنوات زواجهم .. حتى أنه غفى لجوارها لأول مرة .. كانت تخشى ابتعاده عقب كلامه الفج وأسلوبه القاسى معها آخر مرة ، لكنه أخلف توقعاتها بلقاء حميمى لا يجمع إلا بين عاشقين غارقين ببحور الهيام .

مالت إليه تقبل شفاه برقة لا تريد أن تقلق راحته .. او تفيق من أحلامها ككل مرة على عباراته الجارحة المهينة .

نفضت أفكارها السوداوية تتمسك ببواقى أمل كان يلفظ أنفاسه الأخيرة لياتى اتصاله يعيد إحيائه .

اتسعت ابتسامتها غافلة عن الدموع التى تسابقت للخروج من عيناها تغرق صفحة وجهها .. على من تكذب ! ما بينهما إنتهى والدليل هو ما حدث منذ ساعات .. هو لم يكن معها .. كان مع الأخرى التى ظل طوال ساعات يهيم بجسدها بينما ينادى بإسم امرأة أخرى .. امرأة هزمتها فى فراش زوجها وتلك خيانة لن يقدر على تحملها قلبها .. تحملت مشاركته مع أخريات .. تحملت عصبيته وجنونه .. حتى أنها تحملت اهاناته وتهميش دورها من زوجة لعشيقة يناديها كلما احتاج امرأة فى فراشه .
لكن ان يكون معها .. بين يديها .. وينادى بهذا الشغف اسم أخرى غيرها ! هذا فاق كل ما فعله لسنوات ..  فعلته فوق احتمالها .

تقلبه فى الفراش انذرها باستيقاظه وصح ظنها حين فرك شعره بكسل وجلس مغلق العينان لجوارها عارى الجسد يغطى نصفه السفلى شرشف خفيف .
أسرعت تمسح دموعها قبل ان يلمحها واعادت رسم ابتسامتها متجاهلة كل ما فكرت به قبل ثوان .

نور بابتسامة : صباح الخير يا روحى .

حمزة بكسل : كم الساعة !

تناولت ساعتها الذهبية الصغيرة من فوق الكومود .

نور : الرابعة والنصف .

فاق من كسله ونعاسه تبخر وهو يكتشف أنه قضى معها ساعات طويلة تلتها ساعات أخرى نائم حتى انقضى الليل واقترب الصباح .
كان كالمغيب يحتاج امرأة يهدئ بها عقله المشتعل بأفكار تأرقه .. تحرمه سعادته بامتلاك كنز الراوى الذى عجز الجميع عن الاقتراب منه بينما فاز هو به .. او .. لم يفز .

يعجز عن اختراق عقلها رغم يقينه بوجود ثغره اكتشفها هو .. الا ان استنتاجاته تخذله أغلب الوقت .. منذ العقد وهى تتجاهله وهو يرد بالتجاهل لدرجة مضى أسبوعان دون لقاء او حديث إلا مكالمة واحدة بارك لها العقد وابلغها برغبته بالترتيب الزفاف بنفسه .. مكالمة لم تستغرق اكثر من عدة دقائق باردة فاترة لا تليق بزوجان يستعدان للزفاف .

تنهد بارهاق ذهنى مؤلم وعيناها تتفرس شروده عنها بحدة وحذر ، وما أن تقابلت عيناه بها حتى ابتسمت بارتباك .

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن