Part 74

1.8K 109 5
                                    

تنهد بملل وعيناه مغلقة بقوة يحاول استدعاء الصبر بصبر .. ينتظرها منذ عدة ساعات حتى بداء الشك يتسلل إليه بأنها تركته من جديد وهربت لكنه نفى الفكرة .. هى من سعت إليه .. هى من اختارت العودة لسبب قوى يجهله .

تسللت رائحتها اللوتسية إلى أنفه يعبأ بها رئتيه لتسلبه وعيه وتحوم به فى عوالم مغلفة بسحر عيناها الزرقاء الخاطفة للانفاس .. التهمت عيناه تفاصيلها بنهم وجوع اعتقد انه اشبعه فى اليومين الماضيين واكتشف الآن سذاجة اعتقاده .. تألق جسدها الصغير فى ثوبها الأبيض المزين بازهار حمراء صغيرة يصل لبعد الركبة بقليل كاشفا رقبتها وبفتحة مربعة الشكل ، وزاعيها اختفت أسفل كنزة صوفية وردية داكنة مع حذاء وردى عالى تاركة شعرها العسلى الطويل حر تزينه خصلاتها الثلجية ليقع فى غرامها من جديد .

تبهره بأناقتها وانوثتها من جديد
يشتهيها ويشتاق لها من جديد
عقله يردد بجنون متى تكف عن إثارة قلبه المسحول فى هواها .

وقف يتأمل ابتسامتها الواثقة مظهرة غمزاتها القاتلة .. ان كانت تتأمل الخروج بهذة الفتنة فهى واهمة ، مكانها هذة اللحظة بين ذراعيه يضمها بقوة شاعرا بملمس كل انش من بشرتها الحريرية بانامله .. اخرجته من أفكاره وخيالاته الرومنسية بصوتها الهادئ تحثه على اللحاق بها حين أمسك يدها بحدة يوقفها .

" لن أتحرك قبل ان أفهم .. لما سافرنا إلى هنا ! .. وإلى أين بكل هذا التألق !"

ابتسمت له بود جديد عليه ليتوه فى ابتسامتها التى لم يعتدها بعد لتفاجئه أكثر حين راقب يداها تتسلل برويه ناحية يده لتضمها إلى صدرها .

" حان وقت معرفة سبب عودتى .. حان وقت اللقاء حمزة "

لا يعلم سبب نبض قلبه الشديد .. اهو بسبب لطفها الزائد ام بسبب اللقاء الذى أشتاق له طويلا .. أخيرا سيرى بعينه ثمرة عشقه لإمرأة خلقت لتزلزل كيانه .
سحبته خلفها وهو كالمغيب لم يعترض ، ولم يناقش .. فقط يتحرك معها وعقله ينسج الف سيناريو لما سيحدث .. لكنه كان يجهل ما ينتظره فعليا .

--------------------

لم يصدق ما تراه عيناه .. نسخة صغيرة عن حبيبته .. عيناها الزرقاء النادرة ، شعرها العسلى المموج الطويل بخصلات شقراء ، بشرتها البيضاء الناعمة ، غمازاتها الساحرة .. هى رؤية قبل أعوام .. لكنها له .. طفلته الصغيرة التى تمنى لقائها منذ فارق أمها ، لم يستطع تحمل نبض قلبه الهادر وهى تقترب بثوبها الأزرق القصير بين يديها دب محشو .. وقفت أمامه بقامتها القصيرة اشبة بدمية بلاستيكية رائعة الجمال وهو من صدمته يجهل ماذا يفعل ، فاق على مرفق رؤية يطعنه فى معدته بهدوء تهمس له بالانتباه .. لم يشعر بابتسامته الواسعة ويده تتلقفها بلهفة ليضمها بشوق ليالى للمسها ، تنفس رائحتها الدافئة المريحة وراح يقبل كل انش بها بينما ضحكاتها الطفولية ملأت ممر المشفى الشبه خالى .. صوت ضحكاتها العذب دغدغ مشاعره .. طفلته الصغيرة تضحك له .. تعرفه .

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن