تنهدت بأسى تشاهد الزهرات الصغيرات تذبلن ببطء عاجزة عن مساعدتها ، والحجة دورة الحياة .. ايام الشباب معدودة تنتهى بسرعة وياتى النضوج ثم الشيخوخة وهى لم تعش شبابها بعد .. عشقه يقيدها ويقصقص ريشها يحرمها الحرية التى تنشدها ، بارع فى تجاهلها وبارع فى إلقاء غضبه واوامره عليها .
اقترب منها بهدوء يجلس لجوارها فوق الارجوحة القطيفة التى قام والدها بصنعها لها بنفسه لتبتهج اميرته المدللة .
ناصر بهمس : ماذا يؤلمك يا شمس لتجلسى ببؤس هكذا !
لم تجيبه وهى تناظر الازهار .. هى متعبة للغاية ووجوده لجوارها لن يساعدها .. هى تكرهه وتكره صوته ، حتى رائحته تكرهها .
زفر بضيق يغيظه تجاهلها له .. هى تستصغر وجوده وهو لا ينفك يقترب منها اكثر .
ناصر بضيق : شمس حين أحدثك اجيبى ولا تستفزينى .
التفتت له بعينان تقدحان شرر تعلن عن ثورتها .
شمس بحدة : وان فعلت ماذا بيدك سيد ناصر !
تنفس بعمق يغمض عيناه يستجدى الصبر عليها .. اخر ما يريده شجار معها يبكيها ويخيفها منه .. منذ فعلة يامن وهى تتفره وتزيد فى تمردها ونفورها منه وكأنها وجدت اخيرا حجتها لتلقى به بعيدا عن عالمها وهذا ما لن يسمح به .. شمس أنثى متمردة لا تقبل الرضوخ وهو لن يستسلم .. لن يكسرها كما فعل يامن برؤية ، لكن ان كان حله الاخير لن يمانع .
ناصر بحدة : شمس اعتدلى فى كلامك معى ولا تنسى من اكون وما انا قادر على فعله .
بكت بقهر يتغلغل داخلها بحب مسموم مطموس المعالم بسبب الجالس لجوارها وعائلته .. كيف تنسى وهم لعنة حياتها ، نقمة واختبار من الله على مواجهة الابتلاء وما اقساه اختبار .
لان لها وهو يراها تبكى .. دموعها تقهره وتضعفه وتعيده لسيطرة قلبه اللين وتنحى العقل وافكاره الجهنمية التى لا تنضب .
ناصر بحنان : انا اسف يا شموسة .. انا .. انا فقط كنت اطمئن عليك .. لم اتحمل رؤيتك حزينة منذ الصباح .
رفعت له عيناها الدامعة المقهورة ظلما وغدرا وبصوت حاقد لم تتحكم فيه .
شمس : ومن السبب فى هذا ! .. أليس يامن وأفعاله القذرة التى دمر بها منزلنا ! .. كنا عائلة سعيدة نضحك ونلعب ولا نحمل هموم .. كان هو اماننا وجدارنا الحامى ليسقط علينا يدفننا اسفله .. رؤية وحدها من حملت كل تهوراته وجنونه ، لكن لم يسلم احد من اذاه .. والان تقول تطمئن على .. لا أريدك قربى يا ناصر .. انت تخيفنى كما يخيفنى هو .. انا لم أعد احتمل يا ناصر .. انا .. انا .
لم تستطع إكمال ما بداخلها وحلقها يغص بقوة يخنقها وانفاسها تتلاشى .. هى مقهورة ومحطمة الأحلام .. أنور لم يعد يهتم بها حتى أنه ابعدها عن مكتبه امس بقرار متعسف حتى لا يقابلها .. الانتقام يعميه عن انه يفقدها .. هى لن تتحمل الضغط كثيرا .. أعوام تُصَبر حالها ولا نهاية لطريقه .. اولاد الحديدى حقيقة فى حياتها حلها اما قتلها او التعايش معها وانور يرفض الحلين .. يرفض التهاون فى ثآر ابيه ونسى انه ثآرها هى الأخرى لكنها تحب الحياة اكثر .. حبه اكثر .
أنت تقرأ
ملكة الجليد
Romanceلعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد بعشقه لها ربيعها الفائت .