part 43

1.3K 82 4
                                    

ضحكت بقوة كما لم تضحك من قبل ، نست أحزانها وحيرتها وبعثرة مشاعرها أمام الجنية التى سقطت فى طريقها من الشمس ، جميلة بشكل يبهر العين ويأسرها ، ورقيقة كما النسمة لدرجة البكاء من صدام بسيط ، لتفاجأ بأنها بشرية عادية بل وبنكهة مصرية أصيلة .

تذمرت بطفولة وفمها ملتوى من قهقهات الجالسة أمامها التى لم تنتهى منذ ساعة كاملة .

سارة : هل أنا مهرج امامك !

لم تستطع السيطرة على ضحكاتها لتنفجر أكثر وخرجت حروفها مبعثرة من بين ضحكاتها .

ولاء بضحك : انت غير معقولة يا بنت .. انت .. كارثة .. لو لم .. أرى بنفسى .. ما صدقت . ههههه .

انفجرت مرة أخرى فى الضحك تتذكر اقتحام السائق للمدرج ليتأكد من وجودها وعدم هربها من المحاضرات ، وحال رؤيتها انحنى باحترام وخرج مسبب هرج ومرج فى المدرج غير صراخ الدكتور عليهم ولعناته للمسبب فى الفوضى ، لتختبى كلص أسفل المدرج مثيرة بلبلة أكثر .

سارة بتزمر : أنا المخطئة لانى طلبت منك المجئ معى للمحاضرة . هم .

همهمت بحدة ظهرت لعيناها طفولية لذيذة .. لا تصدق ان لازال هناك بشر بهذة السذاجة والطفولة .. سارة اشبة بطفلة صغيرة تشعرك بالمسؤولية تجاهها متى نظرت لبندقيتاها البريئة .. تذكرت كيف انفجرت فى البكاء أمامها لتتوقع انها تأذت ، لكنها وقفت تشكو لها أخوها القاسى ، وزوجته الشريرة ، وابن أخيها العفريت الصغير لتكمل الأمر بترجى منها أن تدخل معها المحاضرة كطفلة ترجو والدها البقاء معه اول يوم بالروضة .
كانت قادرة على تركها فهى ليست متفرغة لدلال أميرة صغيرة ، لكن برائتها غير قابلة للصد .. قطة صغيرة تحتمى من وخزات المطر ، كيف صدها !

ضحكت باستمتاع شديد .

ولاء : وافوت الفرصة ! .. آسفة لن أفعل . انا لا اعلم كيف وصلتى للجامعة بهذا الشكل !

ظهر الحزن ببندقيتاها وذكريات الماضى تمر أمامها .. تخلى والدتها عنها وإهمال والدها المستمر ، لسان عمتها وابنتها ، وأخيرا حمزة وجبروته عليها . لا تنكر أنه حنون لكن قسوته طبع لا يستطيع تركه متى أراد .ارتضت لنفسها حياة سجينة خائفة دائما من الخطأ مترقبة للعقاب كل الاوقات .. حياة وحدة وانعزال فرضتها بنفسها خوفا من بطشه .

شعرت ولاء بحزنها لتصمت ضحكاتها ، تذكرها بنفسها قبل سنوات طويلة ، طفلة صغيرة يتيمة لا تملك من الدنيا سوى عمها وخالتها المتزوجين وابنهم الذى يكبرها بعدة سنوات .. خائفة من تخليهم عنها ، مكسورة مهزومة من الداخل ، انكسار ساعد خالتها على ملئ عقلها بكل ما تريده هى لتصبح لعبة بين يديها .. حتى تعلقها بحمدى هى من بدأته وهى تعشمها منذ الصغر أنها زوجة أبنها لتعمى عينها عن رؤية رجل غيره .
ابتسمت بألم تنفض عنها حزنها وتتمسك بالضحكة اللحظية أمامها .

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن