part 4

2.8K 117 2
                                    

لم يستطع النوم .... كيف ينام وهو يحلم بهذا اليوم منذ أشهر .... منذ اول يوم لمحها به .... تلك الجنية الصغيرة التى سرقت لبه قبل فؤاده .... عام كامل حتى استطاع اخيرا محادثتها ! ... صوتها ناعم كعزف الكمان .... ذاب كمعدن منصهر أمامها وهى تردد اسمه من بين شفتاها الكرزية ( حمدى) أغلق عيناه يتلذذ بذكرى اسمه فقط ويتسائل بجراءة فجائته هو نفسه ( ترى ما طعم تلك الشفاه) ردد اسمها برغبة ملحة فى امتلاكها (سارة) حين ايقظه صوتها من أحلامه ... انزعج منها حد التفكير فى قتلها كما قتلت لحظته الغالية ... كانت جميلة للغاية ومغرية بمنامتها المنزلية القصيرة ... وشعرها الأسود الطويل وعيناها العسلية الواسعة تسأله عما يشغل باله ، لكنه تجاهلها ببرود وأمسك هاتفه المحمول مدعى الاهتمام بشئ ما ، لكنها لم تيأس وجلست لجواره على الفراش وابتسمت إبتسامة ساحرة

ولاء بمرح: لم تجبنى .

حمدى بملل: ماذا سألت ؟

ولاء بمرح: ماذا تفعل ؟

حمدى بملل: أتابع الأخبار على الهاتف .

ولاء بمرح: وقبل الهاتف ! ... لقد كنت شارد الذهن .

حمدى بنفاد صبر: اذا !

لم يخفى عليها أسلوبه فى الحديث معها .. ولكن ماذا بيدها لفعله غير ادعاء الجهل ومحاولة تلطيف الاجواء .
نظرت له بعمق ومن ثم أخفت ابتسامتها ونظرت لمفرش الفراش الاحمر الحريرى المطرز .

ولاء بهدوء: أتريد أن أحضر العشاء !

حمدى بانزعاج: تعشيت بالخارج .

ولاء بألم: ولكنى ...

لم يعد به طاقة لها ليقاطعها زاجرا إياها بغضبه الذى دائما ما يشتعل على اقل الاشياء تفاهة .

حمدى بغضب: ولاء ... أخبرتك آلا تهتمى لى او بى ... اخرجينى من حساباتك نهائيا فما بيننا ليس اكثر مما هو الأن ...

حاولت الكلام ليقاطعها مرة أخرى بقوة أكثر ناهيا تلك المحادثة ومحادثات أخرى كانت لتحدث .

حمدى بقوة: ولن يكون .

أعاد نظره للهاتف مدعى الانشغال بينما هى جرت اذيال خيبتها به المكللة بدموعها راحلة دون رجعة اقله لعدة أيام ... ما ان خرجت حتى ألقى الهاتف على الفراش بتأفف ... يعلم أنه يؤلمها ويجرح كبريائها وكرامتها كأنثى ... ولكنها هى الأخرى لا تتوانى فى الضغط عليه ، وهو لن يصبح ابدا ما تريده هى ... حاول استدعاء خياله لينسج له صورتها الملائكية علها علاج غضبه الأن ، لكن خياله خذله كما خذله قبلا لسانه وورطه تلك الورطة التى لا فكاك منها .

دخلت بهيبتها الاخاذة كعادتها ... عاصفة ثلجية اقشعر لها ابدان الموظفون بمرورها عليهم .... وكيف لا ولقبها المرأة الجليدية ، كانت تتحرك بهدوء وثقة ليس بمثلها شبيه بهم ،انيقة بثوبها النبيذى القصير الذى اطفى اليها هالة جدية ، بينما ناديا تلك المرأة الجامدة تجلس على مكتبها .... هى أكثر من يليق بسكرتيرة امرأة ك رؤية .... شعر اسود طويل ينافس بنعومته الحرير ، بشرة حنطية وعينان عسلية جامدة كملامحها ... من يراها يجذم انها لم تبتسم منذ أعوام .... وتلك حقيقة .... هذا ما فكر به بينما هو جالس ينتظرها بهدوء ... وقفت ناديا فى استقبالها بجمود وجدية حين قاطع اللحظة دخول رجل فى الستين من عمره تقريبا .... كان اندفاعه وتوتره ينم عن كارثة ، ودون انتظار ثانية واحدة أو نطق كلمة مد يده فى جيب بنطال بدلته الرمادية ليخرج منها مسدس صغير .
خرجت شهقة مكتومة متفاجئة من بين شفتى ناديا ، وضعت اناملها بخوف على فمها لتكتم صوت صراخ كاد يخرج بينما تسللت يدها المرتعشة بهدوء وحذر إلى أحد الازرار أمامها ... كاد قلب امجد ان يتوقف عن النبض حال رؤيته المسدس موجة إتجاه تلك المرأة التى لم تتأثر ولو بتفاجؤ ... كأنها تشاهد مشهد بفيلم شاهدته من قبل .... لم تهتز .. لم تتأثر .... كان حمزة لجواره يدقق فيما يحدث حوله دون تدخل ... فالرجل متوتر بشدة وأى تدخل بالتأكيد سيطلق الرصاص ... الهالات السوداء حول عيناه ، وشعره الشعث يدل على عدم نومه منذ فترة قد تصل لأيام ... انه يائس .... لا يملك ما يخسره لذلك عليه التعامل بحذر شديد ، وتحديد الوقت المناسب لمباغتته ... لكن فاجائه برودها وهدوء اعصابها حد الاستفزاز وكأن ما يحدث لا يعنيها وليس أحدهم يوجه ناحيتها مسدس !

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن