استيقظ على صوت الهاتف المزعج يدك رأسه .. نومه الهادئ تحول لورشة نجارة تضرب مطارقها داخل رأسه مع كل جرس ، والف لوم لنفسه لاصراره على وجود الهاتف لجوار الفراش فى حالة وجود طارئ ولسانه يتوعد بأشد العذاب لتعيس الحظ صاحب الصوت من الجهة الأخرى حتى لو كان لطارئ .
حمزة بنعاس : من المتعوس صاحب الحظ العثر !
سمع من الجهة الأخرى صوت ضحكات هادئة وتعليق سمج يليق بصاحب الصوت .
عماد بمرح : معك حق .. من يصاحبك صاحب الحظ العثر حقا .
احتدت سودويتاه والنوم يركض من عقله ليحتل الوعى الكامل مكانه .. عماد صاحب اللباقة والكياسة يتصل به قبل السابعة للمرة الأولى وبمرح بمعنى ان لا شئ طارئ !
حمزة بفطاظة : ماذا تريد يا عماد على الصبح !
قابل فظاظته وحدته بهدوء وهو يسأله عن زوجته كأنه يسأله عن الطقس .
عماد بهدوء : فقط اطمئن على رؤية هانم .
نار شبت فى صدره وتنفسه زاد لدرجة سماع عماد صوت أنفاسه الهدرة بعشوائية ليبرر بارتباك .
عماد : الجرح قد يسبب إرتفاع حرارتها او أرق وصداع .. هى نائمة الان !
لم يلتفت لسؤاله ولهفة صوته لمعرفة أحوالها ليختفى حريقه ويحتل مكانه القلق عليها .. جسدها حساس للحرارة ولا يحتملها ، أغلق السماعة فى وجهه وأسرع إلى غرفتها يطمئن عليها حين اصطدم بادم يطرق غرفتها .
تجمد الصغير مكانه وانكماش جسده بخوف جمده مكانه عاجز عن الاقتراب اكثر .. خائف من رد فعل إبنه على اقترابه والذى بالتأكيد لن يعجبه وسيأجج غضبه من جديد .
وقف مصدوم وتسلل الخوف إليه وهو يفاجأ بوالده يتحرك بسرعة خارج غرفته بينما كان يطمئن على رؤية بعد ما حدث لها أمس وشعوره بتعبها .
نفض خوفه يتذكر حديثه مع رؤية بالأمس ، فمظهر والده ونظراته توحى بتردده فى الاقتراب منه .. تنفس بعمق يجرب الحديث معه بهدوء تام متجاهلا ما حدث امس ، وحاول إظهار التماسك رغم رعدة صوته الظاهرة .
ادم بتلجلج : هى .. لا تجيب .
نظر له بعينان متوسعة قلقة من الاقتراب منه ، وقلقة على قالب الجليد من الحرارة ليسرع إلى الباب يفتحه مسرعا وعيناه تتجول بجنون فى الغرفة يتأكد منها .. الفراش خالى ، كذلك المرحاض .
لحظات فتتّ أعصابه وهو يسرع إلى الحديقة الخلفية حيث تمارس اليوجا صباحاً ليجدها خالية .. أين ذهبت ! .. هاجس استحوذ على عقله بكونها تركته .. رحلت وتركته بعد أن يأست من تغييره .. بعد أن صدمت بهمجيته وبربريته .. للحظة شعر بصعوبة التنفس وكأن أحدهم يقبض صدره بقوة ، وعقله عاجز عن إصدار أوامر بالحركة .. عيناه مشتتة لا يعرف وجهته .
أنت تقرأ
ملكة الجليد
Romanceلعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد بعشقه لها ربيعها الفائت .
