استيقظ بارهاق شديد جعله عاجز حتى عن رفع جسده عن الفراش الدافئ .. مسد وجهه وشعره بيده يحاول مقاومة الكسل والخمول حتى نجح أخيرا فى فتح عينه ليصدمه سقف غرفة لم يألفها .. غرفة دافئة كلاسيكية الأثاث ذات الوان مريحة محايدة .
انتفض جسده الضخم بفزع حين لمح لجواره شعر فحمى حريرى يفترش الوسادة يخفى اسفله وجه وذراع صاحبته ليكتشف أنه عارى كذلك من لجواره .
أغمض عيناه باسف .. فعلها بغبائه وورط نفسه مع امرأة لحوحة ك ناديا .. امرأة سعت له لأعوام ولم تحترم صداقة أو إرادة عدا نفسها .. أخذ نفس عميق ويده تكاد تمزق لحم وجهه المتفجر بحمرة دماء الغضب منها ومن نفسه .. ضيق وثقل على صدره يمنعه التنفس وكأن سقف الغرفة يضغط عليه .
حادت عيناه الحادة إليها يتمنى قتلها .. لكن قتلها لن يمحى خيانته لنفسه ولقلبه .. خيانة قلبه اعتاد عليها ، لكن نفسه !
أسرع يترك الفراش الذى اشبعه دفئ منذ أمس وكأنه أتون يحرقه .. فراش اغدقه حنان ليصير أشواك ، وأمسك ملابسه المبعثرة أرضا يرتديها بينما يفر هاربا من الغرفة .. من المنزل كله .. فحين تستيقظ الأفعى لن يرحمها أحد منه لذلك عليه الهرب .
----------------------
لم ينم منذ تركها ترحل .. فراش الفندق أشواك وأفكاره وخيالاته مسامير لا ترحم .. يخشى عليها ليس رجل ولكن ثلاثة .. يامن وناصر الوقح الصغير خالد .. تنهد بتعب يتمنى لو يرحمه عقله قليلا من خيالاته المريضة ، وأسئلة من المفترض إلا يسألها .
" ما شكل ثوب نومها ؟ .. شعرت بالعطش ليلا وقابلها أحدهم فى المطبخ ! .. شعرها الذهبى بلون الشمس لامس وجه أحدهم ؟ .. أحدهم شرد ببندقيتاها الساحرة ؟ .. او ألقى نكته عليها واستمتع بسمفونية ضحكاتها الناعمة ؟ "
جذب شعره بقوة حتى علقت شعيرات ممزقة بين أصابعه .. يكاد يجن غيرة عليها .. لا يطيق لمسات أخيها وابنه فكيف باغراب لا يعلم كيف تعاملهم معها وهى ساذجة بريئة وبلهاء تماما .
اشرقت الشمس ليسرع بطلب غرفة أمجد ليرتاح من قلقه باحضارها أمام عينه حتى يطمئن .
أمجد بنعاس : أجل !
حمدى بضيق : أستاذ أمجد انا حمدى .. لازلت نائم للآن !
تأفف أمجد ويده تتسلل لساعة يده ليجد الساعة السادسة والنصف ليشعر بغضب .
أمجد بغضب : ماذا ايقظك انت الان ؟ .. شجار الأمس لم يكفيك واتصلت لى تكمله ؟
حمدى بتأفف : انا لم انم من الأساس .. ولم اتصل لإكمال الشجار بل لأعلم متى ستحضر سيارة آدم وانسة سارة للفندق للاستعداد للسفر ؟
اعتدل أمجد فوق الفراش يده تداعب عينه النصف مغلقة وبحدة شديدة لم يعتدها أحد منه .
أمجد بحدة : وما شأنك انت ! .. حمدى .. نصيحة منى لا تدخل فيما لا يعنيك .. حمزة لن يعجبه ما فعلته وتصر على اكماله بغشومية .

أنت تقرأ
ملكة الجليد
Romanceلعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد بعشقه لها ربيعها الفائت .