Part 72

1.2K 87 11
                                    

مر ثلاثة اشهر منذ اختفائها الكارثى .. اعتقد أول الأمر أنه أخيرا نجح فى كسر جليدها ليفاجاء بها تجدده وتزيد سماكته حتى صار تعاملهما كالغرباء ، وانتهى الأمر بإختفائها كقطعة جليد ذابت ، ليزيد سوداوية مزاجه وحديته ليدمر 7 شركات فى ثلاثة اشهر فقط .. ولم يكتفى فلازال الطريق أمامه طويل .

وضع يده فوق موضع قلبه والنغزة المؤلمة تعود بشراسة .. التقم أنفاس عميقة طويلة عل الألم يهدأ .. جسده لن يتحمل ذبحة صدرية أخرى فهو للان يعانى آثار الأولى .. كلما تذكر أهوال ما اكتشفه يزداد الألم .. يزداد لمجرد تخيله فما حالها هى من عايشته بكل قسوته !

هدأ الألم قليلا ليشعر براحة تنقصها شعوره بالذنب تجاهها .. كيف لم يفهم ! .. كيف لم يشعر بعذابها .. للان يتذكر مقابلته فى مدام لبنى والدة شريف فى سويسرا .. يتذكر حجم الألم الذى عاد به .

" اهلا سيد حمزة "

لم يستطع رسم ابتسامة على وجهه رغم ابتسامتها الملائكية التى لا تشى بعمرها .. لازالت رغم الشعر الأبيض والتجاعيد الكثيرة تمتلك من الجمال ما يبهر العين ... أشارت له ليجلس أمامها وعيناها تراقب حقول أشجار اللوز الممتدة امام عيناها أسفل التلة التى تقع عليها المصحة التى تسكنها منذ موت ابنها .

" أتيت لاشكرك على المذكرات "

ابتسمت له بود وعيناها تحمل كل الألم والعذاب .. اى قوة تمتلكها هذة المرأة لتتعايش مع هذا الوجع لسنوات!

رددت بصوت هادئ يحمل كل معانى السلام والرضى .

" توقعت زيارتك .. من وصف رامز لك توقعت ان تفعلها "

غامت عيناها بلمعة دموع لم تسمح لها بالهبوط ، وشردت عيناها للبعيد .

" قبل الحادث كان يحدثنى يوميا .. يخبرنى كم يشتاق لحبى .. لحنانى .. كنت لاذهب له لكنه رفض حتى لا يعلم مؤنس بمكانه .. اخبرنى انه يتعالج مع طبيب نفسى ليضبط سلوكياته التى دمرها مؤنس لسنوات سمحت له بفعلها خوفا على ابنى .. هل رأيت أنانية اكبر من هذا ! .. دمرت ابنى مقابل حياته "

اشفق عليها ما تعانيه .. خياراتها مُرة وهى تجرعت مرارتها بصمت ورضى .. ابتسامة الرضى على وجهها تحكى كم هى قوية .. تحملت بصبر كل ما نالها من أذى .

" بعد الحادث تدهورت صحتى .. رؤية من اقترحت هذة المصحة .. هى من تهتم بتكاليفها فكما تعرف وصية شريف لم تشملنى انا وهى .. كتبها بذكاء ليضلل مؤنس عن طفله الاخر .. مسكين ابنى .. لم يرى السعادة يوما ، وحين عرف طريقها ..."

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن