Part 50

1.6K 91 7
                                    

الساعة تخطت ال 11 مساء وهى لم تظهر بعد .. تنهد بياس ، بالتأكيد فى غرفتها التى اعتصمت بها عنه .. زوجته تصر على تجاهله منذ عودتهم من يومين ! تصدر البرود كل تعاملها معه لتنجح فى إيصال فكرتها باسلوب بارد لا يتوافق مع نارية طباعه .

هب واقفا يرفض ما تفعله من تجاهل له ولليلتهم معا .. عليهم بالحوار .. الشجار ، الصراخ عليه اى شئ عدا تجاهله وتجنبه كما تفعل .

اسرع بعنفوان للخارج ليعود مرة أخرى يرتدى خفه ويخرج بعاصفة لغرفتها التى اقتحمها بعاصفته الهادرة .. عاصفة اندثرت ما إن رفعت عيناها الثلجية اليه .

رؤية ببرود : تحتاج لشئ !

تشتت بينها وبين ملفاتها التى تفترش الفراش الناعم .. الكثير من الملفات يعنى الكثير من العمل .. لم تبالغ حين أخبرته انها تعمل ليلا .
توتر وغابت حججه التى أتى يشهرها لها ، انقذه ضماضة راسها .

حمزة بهدوء : اطمئن عليك .. جرحك بخير ! اساعدك فى تغير الضماض !

رؤية ببرود : بخير ، وسعاد غيرته منذ قليل .. شكرا لعرضك .

اغلقت باب الحوار بينهما بأدب ولباقة ليشعر كم هى بعيدة عنه .. كم تتفنن فى ابعاده وهو من يريد مواساتها .

اقترب منها وأغلق الباب خلفه وجلس لجوارها يرفع ملف بين يديه .

حمزة بهدوء : لما تعملى فوق الفراش !

رؤية بتلقائية : لا مكتب لى بقصرك .

رفع حاجبه باستنكار لردها المستفز .. الباردة انفصلت عنه فى غرفة نوم مستقلة وتشكو اهماله لعدم وجود مكتب !

حمزة باستنكار : حقا !

لم تهتم له وهى تكمل عملها بهدوء كما اعتادت ليتنهد بسآم .. ليس هذا ما يريده .. يريد فض الحرب القائمة بينهما .. يريد الهدوء الذى وعدته به ، لكنها تصر على إخراج اسواء ما به .. نفض غضبه وهمس بجدية .

حمزة بجدية : رؤية.

رؤية ببرود : اجل .

حمزة بابتسامة : أين روحى .. عيونى .. امرك .

لم ترفع عيناها عن الملف بين يديها وبتلقين اجابته .

رؤية : روحى ، عيونى ، امرك .

لوى ثغره يشعر ببرودها الذى لم يعد يطيقه بعد طعم دفئها ،تنفس بعمق يسيطر على رغبته فى ضربها ، لا يريد أن تبتعد عنه اكثر .. منذ عودتهما وهو ينتظر بصبر لا يملكه ان تتحدث عن ما حدث .. عن ناديا وحملها .. عن قسوة شعورها بالحرمان من الأطفال .. عن خالد وكارثته الذى للان يجهلها .. تتحدث حتى عن عنفه عليها، عن ليلتهما ودفئها اللذيذ الذى لم يشعره ابدا باحضان امرأة من قبل ؛ لكن وكعادتها ملتحفة بصقيع ينخر جسده كلما اقترب منها .. تسجن نفسها بقالب سميك تمنعه هو او غيره من الاقتراب .. هل أخطأ حين ظن ان بزواجهما اقترب منها وتخطى الكثير من الجدران الثلجية بينهما ! .. هل عشقها لهذا الشريف كان حد تحريم الفرح والضحكة على قلبها ! .. هل عشقته حد الموت بعده رغم أنها لازالت تتنفس ! .. عقله يرفض هذا التفسير بقوة ، لكن للأسف تجره اليه باصرار .. انتفخ صدره بهواء حميم يشعل غضبه اكثر ليصرخ بقوة فجأة .

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن