فاقت تستشعر ألم فى كل جسدها .. ألم رهيب وكأنها سقطت عن جرف للهاوية .. تأوهت بنعومة وعقل مشوش تحاول معرفة ما حدث لها تكافح بشدة لتفتح جفنيها الثقيلان .. ثوانى وتذكرت كل شئ .. مكانها وطفلها وكارمن وجريمتها .. شهقت بخوف واناملها تتحرك بصعوبة لمعدتها ليهولها فراغها .. فزع شديد استولى على جسدها لتقفز براسها عن الفراش رغم جسدها الذى يعاندها الما ؛ حين شعرت بيد تعيدها مرة أخرى بحنو .
" ارتاحى حبيبتى فجسدك لن يتحمل "
تجمد جسدها والصوت الهادئ الحانى يتغلغل خلايا عقلها وصورته الشيطانية ترتسم أمامها رغم عيناها المغلقة .. يامن .. يامن هنا .
" ابنى... ابنى "
هذت بصوت ملتاع تريد الاطمئنان عليه .. تقاوم جسدها المتيبس المُتألم بقوة خوفها على قطعة من قلبها .. تجبر عيناها على البقاء مغلقة علها استسلمت للنوم مرة اخرى ويامن كابوس طويل تقبله شرط الا يكون واقع .
" ابنك بخير يا زوجة اخى ... للان "
لم يعد مجال للشك .. لا كابوس مهما كان فظاعته يجمع مؤنس ويامن الا كابوس الواقع .. قاومت ألم جسدها وكتمت انات كادت تخرج من بين شفاها المتشققة .. تحاملت على ثقل جفونها لتفتحها مرة واحدة تتحمل بصمت وخزات الضوء الحارقة لعيناها مشوشة الرؤية تحاول استخلاص صورتهما المخفية ليرتعش جسدها الهش الضعيف .
" ابنى .. ابنى "
ابتسم مؤنس باستمتاع يعجبه ضعفها .. يعجبه للغاية .. اقترب من فراشها الأبيض وأشرف عليها بطوله المهيب وبصوت هادئ يحمل الثقة الكاملة انه يحكم مصيرها .. يحكم روحها بين قبضته .
" حالته صعبة .. لكنه حى .. للان "
قالها بمغزى وصلها بينما يتظاهر بوضع وسادة خلفها لتريحها ، ترقرقت الدموع فى عيناها وضاقت أنفاسها لتشهق بالبكاء وبصوت أودعت فيه كل رجائها وتوسلها متحاملة على جفاف حلقها .
" ارجوك يا مؤنس .. ارجوك .. لا تؤذيه .. لا تفعلها .. سأموت خلفه .. سأموت"
مال إليها يلتقط كفها يقبله برقة وعيناه الموحلة فى عيناها الباكية المتوسلة .. اعاد كفها لجوارها وبصوت لطيف يحمل أسى مصطنع .
" الأمر خرج من يدى عزيزتى .. الأمر قرره يامن "
بلا تردد حولت نظراتها ليامن الجالس فوق مقعد معدنى لجوار فراشها مباشرة وبلهفة التقطت يده تترجاه وتتوسله .

أنت تقرأ
ملكة الجليد
Romansلعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد بعشقه لها ربيعها الفائت .