كان يجلس بغرفة المكتب حين طرق أحدهم الباب ، ودون أن يترك ما بيده من ورق اذن بالدخول لتدخل تلك السيدة الخمسينية بهدوء شديد وتجلس أمامه تناظره بعيناها العسلية الحادة ... انتظر صوت دون جدوى ليرفع رأسه بستسلام عن الأوراق وينظر فى عيناها بقوة .
يامن بثبات: هات ما عندك .
كوثر بغضب: انت تعلم ما أريد .
يامن بثبات: طالما انا حى .... لن تطئ قدمه منزل العائلة ... الكلام منتهى ... وان أردت رؤيته ... قابليه فى اى مكان عدا هنا .
كوثر بغضب: أنه أخوك الوحيد .
يامن بغضب: والخائن الوحيد .... ناصر خانّى أمى ...
نظرت له بتروى وأخذت نفس عميق لتهدئ ثورتها من غباء ابنها البكرى ، سلطت عليه نظراتها الحاقدة الغاضبة .
كوثر بتقريع: انت من خنت نفسك حين سمحت بحدوث هذا منذ البداية .... انت من صنعت تلك المرأة التى يخشاها الجميع الآن .... انت من خنتها وخنتنا وخنت نفسك قبل الجميع .... والآن حان الدور على أخيك ! لكنى لن أسمح لك .... رؤية نفسها لم تفعل هذا ! على العكس ... لقد فعلت ماكان مفترض فعله منذ زمن .... تلك الشركة حقك وحق عائلة الحديدى يامن .
قام يامن من كرسيه وعيناه تقدحان الشرر وبصوت جهور هز أركان المكان وبث الرعب فى النفوس .
يامن بغضب: ادعى يامن الراوى .. سحقا للحديدى وعائلتهم ... انا راوى وساظل راوى ولا حق لاحد بشئ عدا رؤية .... هى الوريث الوحيد والمالك والمتحكم الأوحد فى كل شئ .... ومن لا يعجبه هذا .... عليه مواجهتى اولا .... ايا كان هو .
كان تحدى صريح لإرادة والدته ... هو اكثر من يفهمها وهى أكثر من تفهمه ... وقفت امه وضربت المكتب بيدها والغضب يطل من عيناها .
كوثر بغضب: لقد تماديت كثيرا يا يامن ... وستندم على افعالك تلك حين تلفظك من مملكتها كما لفظتها انت يوما .... حين ترد لك صنيعك وتخون ثقتك كما خنتها .... لا تبعد عائلتك عنك ... وتذكر ... لست راوى ... ولم يعد لنا مكان فى تلك العائلة منذ فعلتك .... ولا تلم اخاك ... فهو يتعلم منك ... وما فعله ذرة فيما فعلته قبلا .
القت كلامها بوجهه ورحلت عله يفيق من غيبوبة عشقه المتفانى لامرأة لن يكون هو لها رجلا .... لامرأة لم يعد ينبض قلبها بالمشاعر ... لعنها هو فتحجرت ، ولعن نفسه ليصير أسير عيناها المتجمدة .
رحلت غير عابئة بما بداخله من نار الخوف أن تتحقق نبؤتها ... لقد لمست وتره الحساس ... داست بقوة على حقل الغام اقل لمسه فيه تفجر الام لم يكن يتخيلها يوما ... يعلم ان عشقه لرؤية صار مرض ينخر علاقاته العائلية حتى لم يعد له احد ، لكنه لا يهتم طالما لجوارها بأى صورة كان ... فكل همه الآن ان يعوضها عن فعلته .... ان ينسيها خيانته .... ان يعيدها كما كانت .... وشرد عقله للماضى ....
أنت تقرأ
ملكة الجليد
Любовные романыلعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد بعشقه لها ربيعها الفائت .