part 1

20.2K 414 18
                                    

( صارت باردة كاثلج قاسية كالجليد ... كلما نظر لها أحدهم أصابه التجمد حتى نائت بنفسها ولعنتها عن الجميع ، بلمستها السحرية الباردة وقفت مملكتها الثلجية أعلى قمة جبل الثلوج ... تركت البشر ... تركت العالم وقسوته التى لعنت دفئها لبرودة ... وطيبتها لقسوة ... وانتظرت بصمت الموتى حتى ياتى من يحمل مرآة الحقيقة ليذيب جليدها وينشر  الدفئ لقلبها لينبض بالحب من جديد )

صوتها الدافئ يملأ الصمت ، الإضاءة الخافتة تحفز الخيال الخصب ولكن عيناه لم يعد بها قوة لتعاند النوم اكثر ، فسكت الصوت العذب ويدها الدافئة ترفع رأسه الصغير عن حضنها وتوسده وسادته الناعمة الحاملة لرائحتها المنعشة ... رائحة امه .. امسك يدها رافضا تركها له دون انهاء الحكاية
الطفل بتذمر: اكمليها أمى ..... للأميرة قلب ... ام تذوب ان دخل الدفء لها وتنتهى !!!

ابتسمت له بدفء على فضوله وقلة صبره المعتادة ، ولمست شعره الأسود الناعم بيدها والحنان يلتمسه بكل لمسة من اصابيعها النحيلة الطويلة .
الأم بابتسامة: غدا اكملها لك .... تعلم الصبر قليلا .

قلب شفتيه بتذمر بينما عيناه تحارب النوم بجسارة محارب بالعصور الوسطى ويداه الصغيرتان تتشبث بقوة بها .

الطفل برجاء: ارجوك اميييى .

تضحك ضحكة صادقة على ترجى صغيرها المدلل بينما تجلس لجواره بهدوء .

الأم: حسنا حسنا .... اى النهايات تفضل ايها المشاغب .

الطفل بسرعة: ان تمتلك قلب مثل قلبك .... دفء مثل دفئك .... أريدها مثلك أمى وأن اخطفها انا .... واذيب جليدها ونعيش بسعادة للأبد .

علت أصوات ضحكاتها على عفويته وأحلامه الصغيرة النقية .

الأم: حسنا ايها المشاكس .... اذا انها النهاية .... ولكن أعلم انها لم تكن يوما شريرة بارادتها .... إنما اللعنة من فعلت ..... وان الجليد ليس سئ .... فهو نقى كنقاء قلبك .

قالتها وقبلت رأسه واحكمت الغطاء فوقه وتركته ينعم بآخر احلامه ..... فبعدها ... لم ينعم بغير الكوابيس .

                (بعد مرور 25 عام)

كان الجميع فى حاله من القلق والتوتر الشديد فى الطابق الادارى لشركة الكاتب حين ساد الصمت على الهمسات الخافتة بينما كان يمر بين المكاتب بهيبته المرعبة ونظراته الباردة التى تجمد الموت نفسه .... دخل لمكتبه غير مبال للجميع وتبعه رجل وامرأة بهدوء وتوتر ، عقب غلق الباب انهارت القشرة الثلجية لتظهر حرارة الغضب الحارقة .

حمزة بغضب: ماذا كنت تفعل انت وفريقك لتضيع المناقصة من شركتى !

وقف الشاب العشرينى بتوتر لا يعرف ماذا يخبره .... وان اخبره ، فهل له ان يقتنع !

امجد: لقد حاولنا ولكن العرض الاخر كان افضل .

نظر له نظرة قاتلة وحمم الغضب تتناثر من عيناه

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن