أغلق المنبه بتعب وعينان حمراء لم تنعم بالنوم ولو ثانية واحدة .. تنهد بارهاق وعيناه فوق الفراش الفارغ بشرود .. تسللت قبل ساعة بهدوء لتصلى ولم تعُد .. مسح وجهه وتحرك للحمام لا يريد التأخر فوجوده لجوارها يخنقه .
تأكد بفتور من رابطة العنق وهبط الدرج بتكاسل ليجد سعاد أمامه واقفة بحيرة وارتباك لم يلتفت لهما .. حرك عيناه بآلية إلى غرفة الطعام يتوقع وجودها هى والأولاد ليجدها فارغة .. عاد بعيناه المتسائلة بدهشة لسعاد بعدما تأكد من الوقت بساعته .
" رؤية تمارس اليوجا للان ! .. هكذا سنتاخر على العمل "
نظرت له بتوتر وتردد تجهل كيف تخبره بما حدث من زوجته امس .
" هى .. لا تمارس اليوجا منذ فترة .. هى بغرفة التدريبات تُتابع خالد وآدم "
ضيق عيناه بدهشة فهى منذ تزوجها لم تغير روتينها اليومى ابدا ، وهذا أكد شعوره بمرضها .. نظر لسعاد والقلق يقفز من عيناه الداكنة .
" سعاد .. الا تشعرى ان رؤية ليست بخير ! .. صحتها ليست على ما يرام هذة الايام ! "
تنهدت وهى تحسم ترددها .. لن تخبره .. حمزة لن يتفاعل مع ما ستخبره به فهو لم يعد يرى غير زوجته التى يحب ويخاف عليها .
" لا لم الاحظ .. هى بخير فقط تهتم بادم اكثر هذة الايام بسبب بطولته القريبة "
تنفس الصعداء وكأنه كان يحتاج تأكيد أحدهم انها بخير ليرتاح ويصدق غافلا عن رسمية سعاد فى التحدث .
" اخبريها انى انتظرهم على المائدة "
اتاه صوتها الهادئ الرائق وهى تتهادى فى ثوب ربيعى وردى طويل وواسع يظهر تألقها وصفاء بشرتها ولمعان عيناها الباهرة .
" ونحن لن نتأخر عليك حمزة "
أشرق وجهه وعيناه تلمع بصورتها الاخاذة ليقترب منها يقبل وجنتها .. كل يوم يزداد جمالها فى عينه حتى اقترب قلبه على الانفجار عشقا .. وخوفا .
أشارت له بعيناها على ادم وخالد الواقفان خلفها يراقبان بصمت .. فهم حمزة ليقترب من ادم يرفعه اليه بمرح .
" هل زاد وزنك ! .. ماذا تاكل هذة الايام يا ولد !"
ابتسم ادم وذراعيه الصغيرين يضمان عنق والده بحب .
" اتناول حديد وبروتين يا بابا .. هذا الثقل عضلات "
أفلت عنق والده يستعرض عضلاته بينما يجز على أسنانه علها تبرز ليضحك حمزة بفخر وسعادة لابنه الذى يهمله كعادته بسبب العمل .. نظر لرؤية بامتنان فهى تهتم بابنه على أكمل وجه وتعطيه فى زخم يومها كل الاهتمام اللازم ليشعر الصغير بوجوده واهميته لمن حوله .. قابلت عيناه بابتسامة ناعمة بالاكاد أظهرت غمازتيها الخُرافيتين .
أنت تقرأ
ملكة الجليد
عاطفيةلعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد بعشقه لها ربيعها الفائت .
