part 12

1.6K 83 11
                                    

ظل يفكر مطولا فى كيفية مفاتحتها فى الأمر ... عليها ان تفهم الأمر بشكل صحيح ، خائف هو ان تفسره أنانية منه ، ان تعتقد أنه مل الأمر ويريد انهائه .... خائف من شكها فى حبه لها وإخلاصه لكل ما وعدها به .... أشتاق لضحكتها التى تيقظ قلبه من ثباته وتجعله فراشة تحلق فى حديقة ازهار عيناها البنفسجية .... لن يتحمل بكائها وحزنها أكثر .... زهرة حياته تذبل أمامه وحماية رؤية وحدها ليست كافية لجعلها سعيدة ، وهى اساسا لا تهتم لحال وردته ... باردة هى عديمة الإحساس ، عكس زهرته الرقيقة التى تتأثر بأقل نسمة هواء ، لذلك عليه التعامل مع الأمر بحكمة .... تذكر لقائه بهم منذ اسبوع .

وصل المطار وهو كطفل تائه لا يعلم أن كانت تلك الخطوة صحيحة ام خطاء سيدفع ثمنها حياته .... تردد فى العودة ونسيان الامر حين لمحه ... انه هو دون شك ، الشبه بينهما كبير وملحوظ .... اقترب بهدوء وتردد .

عاصم بتوتر: عمى منصور !

نظر له الرجل الخمسينى بدهشة لثوانى حتى استوعب انه هو من ينتظر ... لم يتفاعل معه ولم يشعر بالدم الذى يحن كما يقولا .... عاصم هو الآخر لم يشعر بالانتماء له ... لقاء بارد فاتر بين أغراب لم يجمعهما غير اسم يتشاركاه .

منصور بغلاظة: أسرع حتى تنهى اعمالك وتعود إلى وطنك يا ابن جمال .

لم يعقب ولكن الندم بداء ينتصر داخل عقله ويثبت له ان الفشل نتيجة حتمية لتلك المقابلة ، سيعود خالى الوفاض ان استطاع العودة من الأساس .... نكس شموخ رأسه وصار خلف عمه الرجل المهيب .... بعد ساعة بالسيارة رباعية الدفع وصلا لمنزل قديم قدم عائلته المهيبة ... شامخ كشموخ بلاده ... عريق كعراقة نسله .... سمع عنها والآن فقط يروى عيناه بجمالها .... أحاسيس عدة تجتاحه ولا يستطيع تمييز ماهيتها .... الرهبة .... الخوف ... ألم فى معدته ودوار لا يصيبه الا ببكائها ، وتذكر حينها سبب وجوده هنا فى هذا المكان ... بكائها ... وقف بشموخ وتذكر هويته التى سمع عنها من حكايات والده له قبل النوم ... تذكر أن هذا المكان المهيب الباعث للرهبة منزله ... بيته وبيت والده قبله .

( اذا ... عاد حقا الابن الضال )

جاء الصوت قوى من خلفه يزلزل كيانه ... صوت لائم لكنه يحمل نبرة حنين ؛ استدار بقوة ونظر للرجل الثمانينى الذى غزا الشعر الابيض سواد رأسه ، وامتلئ وجهه بتجاعيد الصبر على معاندة الاقدار حوله .... عينان زرقاء مائلة للرمادى ! .... علم الان لما كان يعشق والده النظر لعيناه النيلية كما كان يسميها .... ابتسم بهدوء واقترب بحذر من كرسيه المتحرك ... والآخر منتظر بترقب ردة فعله .

عاصم بحذر: عطية سويلم ! .... جدى !

قالها وهو يركع على قدمه أمام كرسيه امسك يده المجعدة وقبلها بهدوء ... أشتم بها رائحة الماضى المؤلم الذى أغلق منذ زمن وعاد هو الآن ليفتح صفحاته الموجعة ويعيدها حرف حرف .

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن