Part 68

1.4K 80 7
                                    

انتظرته بصبر فوق مقعدها على مائدة الطعام الذى تغيب عنها ولم يجرؤ غيره على فعلها .. ليست اول مرة .. لكنها اول مرة بعد ان أعطته ضمانه الذى اهلكها حتى حصل عليه .. نظرت حولها تصطدم بنظرات الصغار المتعاطفة المزعجة .

تناولت ملعقتها تحتسى الحساء الدافئ بهدوء ورقى كعادتها تعلن ان وقت انتظاره انتهى .. هى امرأة قوية لا تحتاج تعاطف ولا تهتم لمشاعرهم من الأساس .. كل ما يهمها تحقيق أهدافها التى باتت قريبة لكن حمزة عاد ليخنقها من جديد بتقلباته الغير مفهومة .. ما حدث فى الصباح مخيف .. رغم عدم خوفها الا ان دلالته خطيرة للغاية .. هل عليها الآن القلق من حمزة ! .. هى استطاعت الانتصار فى معركتها معه وحولته للفارس الذى تحتاج ، لكن هناك خلل لم تستطع وضع يدها عليه .. علة لا تعرف كينونتها لتصلحها .. انهت طعامها ورحلت عن غرفة الطعام بكبرياء وشموخ تحرص على عدم مغادرتهما حتى فى احلك الأوقات .

ما ان غادرت حتى طعن خالد الطاولة بسكين الطعام بغيظ تملكه وهدر من بين أسنانه .

" حمزة تخطى حدوده .. صباحا يلقى بها فى المسبح دون اى حس بالمسؤولية والان يتغيب عن موعد الغداء دون الاتصال وإبداء أعذار "

طعن الطاولة بقوة اكبر من سابقتها حتى انغرس بقسوة بالطاولة مخترقا المفرش الأبيض الحريرى مُفسدا خشبها الماهجونى .

احنى ادم راسه يشعر بالخزى من أفعال والده المتهورة الغير مسؤولة ولا يعلم منذ متى وهو هذا الرجل المستهتر المغرور ! الإجابة صفعته بقوة .. لطالما كان والده مغرور متباهى يستهتر بالجميع عدا نفسه .. رفع عيناه بقوة يرفض ان ينال حبيبته ما ينال الجميع من بطش والده ..للان يتذكر دمائها الملطخة للسجادة الفاخرة لأنها ساعدته .. لن يسمح لحمزة الكاتب الجبار بتحطيم الام الحبيبة التى تعلق بها قلبه وتقبل كل برودها وجمودها مقابل حبها واحتواءها الذى تجاهد لاخفائه خلف رداء الجليد .

" لن اسمح ل بابا باذيتها .. لن اتركه يتعامل معها بهذة الخشونة والاجحاف "

" ادم .. لن اسمح لك بالتدخل .. الأمر حساس بالنسبة لك لأنه والدك "

برر خالد ببرود يتجاهل سارة المتوترة وخوفها من تورط الصغير فى حرب والده وزوجته يشق عيناها هلعا ومعها حق .. خصوصا ان الصغير اختار المقاتلة إلى جانب زوجة ابيه ضد والده .
صدح صوت الصغير القوى كمقاتل يرفض ترك ساحة المعركة والنجاة بحياته .

" وهى امى .. لن اسمح له ان يؤذيها .. ولو على الاختيار بينهما ساختارها دون تردد او ندم "

تألقت عينا خالد باعجاب .. وغيرة .. يغار من الفارس الصغير الذى اخذ مكانه بجدارة استحقها .. يغار منه ويحترمه فى الوقت ذاته .. لمعة عيناه الابنوسية المليئة بالقوة والثقة تجبره على احترامه والاعتراف انه افضل منه .. ادم افضل منه .

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن