ارهقته ولم يستطع تهدئتها .. تبكى منذ وصلت دون رأفة بحالها وحاله معها .. ضعيف أمام نفسه يعجز عن حمايتها .
ابعدها عن أحضانه رغم اصرارها على التمسك به .عاصم بابتسامة : انت مدللة للغاية كارمن .. ترفضى ترك احضانى كطفلة تتمسك بحضن والدها .
لم تبتسم له وأعادت نفسها إليه بتذمر طفولى وبكاء لم ينتهى .
كارمن : ومن لى غيرك .. انت والدى وزوجى وحبيبى .. حتى ابنى .. ابنى انكرنى يا عاصم .
عادت تنتحب بقوة من جديد وكأنه لم يقضى ساعات يحاول تهدئتها ليزفر بضيق .. قليل الحيلة هو فيما يخص طفلها ورؤية .. رؤية امرأة قاسية قوية ، وطفلها أصبح مثلها .. وكلاهما لا يجيد التعامل مع زوجته الرقيقة كورقة زهرة ربيعية .
عاصم بهدوء : لا تقولى هذا .. خالد يحبك .
كارمن بنفى : فضلها على .. على أمه .. هى تقلبه ضدى .
عاصم بلوم : لستما ضرتان لتقلبه ضدك .. انت أمه وهى تعلم هذا .. تقبلى وجودها فى حياة خالد كما هى متقبلة وجودك .
ابتعدت عنه بغضب تصرخ برفض باكى .
كارما : انا أمه .. وجودى مسلم به .. هى الدخيلة بيننا .. ليس لها مكان وسطنا .
قبل وجنتها بتروى يتلذذ بملمس بشرتها فوق شفاه .
عاصم بهدوء : ورغم هذا وجودها مهم .. هى لها مهمة شديدة الحساسية .. هى حارسته الخاصة .. تحمليها حبيبتى .. سلامة خالد تستحق التضحية .
نظرت له بهدوء لتجد ابتسامته المشرقة .. كيف لها صد ابتسامة بتلك الروعة ! .. ابتسمت له تلقى بنفسها فى امانه .. فى دفئه .. مكانها الذى يستقبلها دائما .. رؤية هددتها بمنتهى الصلف به .. هددتها بحرمانها من المكان الوحيد الذى لا تطاردها فيه بوجودها الشرير .
رفع ذقنها له يتأمل بنفسجيتاها الساحرة .. تلك العينان التى لم يرى فى جمالهما من قبل .. ولن يرى .. اقترب بشغف يروى ظمأه منها بقبلة رقيقة ناعمة كحبيبته حين صدح صوت طرقات هادئة على الباب ، حاول تجاهلها لكن الطارق مصر .
عاصم بضيق : دقيقة واحدة .. اقتل الطارق وأعود .
ابتسمت بهدوء تمسح بقايا دموعها تنتظره بشغف .. تنتظر الوحيد من يعطيها دون مقابل بعد ان انهكها عشقها لرجلان كلاهما يأخذان بانانية .
اقترب يفتح الباب وهو يهمس بتوعد حين صدمه الطارق .. فهو آخر من توقع وجوده الان .. وفى هذا المكان تحديدا .
-------------------
عيناه السحيقة كبئر لا نهاية له تنتظر بنفاذ صبر اجاباتها المرضية .. لانها لو العكس سترى حمزة آخر .. حمزة هو نفسه يكرهه .
رؤية بهدوء : أجل .. انا من احرقته .
أعجبه جراءتها فى الاعتراف ببساطة وكأنها تركت باب مفتوح دون غلقه .. لكن عدا ذلك لا شئ يعجبه إطلاقا .. امرأة مليئة بالالغاز والافخاخ .

أنت تقرأ
ملكة الجليد
Romanceلعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد بعشقه لها ربيعها الفائت .