Part 59

1.6K 95 5
                                    

ماء بارد يهبط فوق رأسه يوخز جسده كابر مسننة عل المها يهدئ اشتعاله .. عقله وجسده يحترقان .. الفقد اكثر ما يخافه وهى اعادته لذكريات الفقد .. أسند يده للحائط الأزرق يتذكر الرعب الذى عايشه لساعات .. رعب استوطن روحه حتى فقد فجأة كل ما حوله .. فقد الزمان والمكان حتى الهواء عقله يردد فكرة واحدة .. خسرها .. نفخ الهواء لتتحرك قطرات الماء مبتعدة عن فمه .. أظهر بانهزام ضعفه بسببها .. انكشف أمام نفسه وكشف النقاب عن عشقه المنتاهى لها .. كذبه عن تركه لها والعيش بدونها .. لا حياة له دونها .

خرج من المرحاض يبث نفسه القوة والصلابة .. هى بخير وشر عائلته لن ينالها مرة أخرى .. لن يغفل عنها وانتهى .. لن يترك لها فرصة لتغيب عن نظره .

تحركت عيناه لجسدها الراقد فوق الفراش .. رغبة داخله تحثه على تخديرها حتى تظل فوقه للأبد .. ورغبة أخرى مغايرة تطالبه بنهرها خارج الفراش .. خارج القصر .. خارج حياته بالكامل .. ما حدث له قبل ساعات وترك نفسه بين يديها باستسلام وخضوع كشف ضعفه لها .. هو ببساطة يترك نفسه لها بطيب خاطر تتلاعب بحياته كورقة ذابلة بين يدى شتائها القارص .. أغمض عيناه وداخله أمل ان تحبه يوما .. ان تشعر به .. لا يعلم الطريق لتصل مشاعره إليها .. لا يعلم كيف يتحكم بقلبه ليعود حمزة القديم .. الرجل الذى يَقدر ولا يُقدر عليه .

زفر نفس غاضب من نفسه ..ناقم على حاله .. ابن الكاتب وقع مع حجر لن يحس .. عاش عمره يسخر من الحب ويدوسه باقدامه ، والان أتى دوره ليذوق ما اذاقه من مُر ووجع باسم الحب .. فجأة قفزت فى باله نور .. تلك المرأة التى افنت نفسها فى محاولة إيصال مشاعرها له .. تحملت فى عشقه ما لا تتحمله إمرأة .. قابلت قسوته وعجرفته بالحنان والحب .. والنتيجة .. كسرها بيديه .

لمع الحقد والقسوة فى عيناه المشتعلة بلهيب القوة .. لن يستسلم لها .. يرفض الاستسلام لعشقها ، الاستسلام لبعدها .. هى زوجته ومن حقه حبها .. من حقه أمرها والتحكم بها .. هى له .. لن يقبل ان يصير عبد للعشق بعد أن كان سيده .. سيحبها .. على طريقة الأسياد .

صوت المنبه اخبره ان الساعة 6 صباحا .. تأفف بإزعاج فجسده مازال يريد الراحة ، صدمة الأمس والإرهاق البدنى وسفره للصعيد وعودته فى نفس اليوم ، كلها تراكمت لتهد جسده وتجعله يئن يطالب بالراحة .. لكن عمله المتراكم منذ الامس يحتاجه .. تفاجأ ببقائها نائمة رغم صوت المنبة المزعج .. هى لم تتأخر مرة واحدة عن ميعاد استيقاظها فى حالة نومها .. تنهد بثقل واحداث الأمس تتردد بعقله .. خوفه عليها وقسوته وخشونته معها زفر بضيق وجلس لجوارها يقرب يده من رأسها يغلغل شعرها الناعم بأنامله يتأمل ملامحها المسالمة .. رموش طويلة ، شفاه علوية رفيعة متذمرة وسفلية مكتنزة مغوية، أنف حاد شامخ حتى أثناء نومها .. جبهة عريضة وذقن بيضاوى صغير .. لولا برودها وقوتها لظنها شابة رقيقة ولطيفة .. هى هكذا بالفعل لولا مرضها .

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن