بكائها وانفطار قلبها وذبح كرامتها لم يلقى تعاطف الأخرى الجالسة أمامها بجفاء رافعة حاجبها باحتقار لضعفها ، لتكيل لها توبيخ جاف يزيد هتك كبريائها .
هدى بجفاء : وتبكى أيضا يا خائبة !
رفعت عيناها العسلية الكسيرة الغارقة بالدموع ويدها المكورة لمنديل ورقى تمسح أنفها الأحمر بقوة .
ولاء ببكاء : وماذا بيدى يا خالتى غير البكاء .. هو يكرهنى الان .. عيناه تخبرنى كم يتمنى الخلاص منى .
وضعت المرأة السبعينية يدها أسفل ذقنها واصبع السبابة على خدها ومصمصت شفاها باعوجاج .
هدى بجفاء : وماذا توقعتى بعد ما سمعه يا خائبة الرجى ! .. الرجل علم أنه لعبة بين يدينا وطويناه بجيبنا .. اتوقعتى ان يقبلك ويخبرك انك اجمل ورطة وارق مصيبة ! .. افيقى يا فتاة واتركى دور الضحية فهو لا يليق بك .
ولاء ببكاء : وماذا افعل ؟
كان الرد تلك المرة قفزة فوق الأريكة ويد تقبض خصلاتها الطويلة الناعمة بقبضة حديدية غير عابئة بصرخاتها المستغيثة .
هدى بشراسة : تأمرت معك وزوجتك ابنى الوحيد مجازفة بقطع علاقته معى كما يفعل الآن لتاتى لى باكية شاكية جفائه تسأليني ماذا افعل ! .. افعلى كما تفعل كل زوجة ناصحة .. عام كامل زوجته فى منزل واحد وفشلتى فى جعل الزواج حقيقى رغم جمالك الذى جعل العرسان طوابير أمام باب منزلى لأعوام .
كانت تحاول يائسة فك شعرها من يد خالتها دون جدوى ويد الأخرى تقبض بشراسة وغل لما آلت إليه الامور .
ولاء بقلة حيلة : يرفضنى .. اغريته بالاهتمام والحب حتى اثواب النوم والعروض الرخيصة كفتاة ليل تتصيد زبون .. لم ادخر طريقة وكل الأبواب موصودة .. وكأن هناك أخرى .
تركت شعرها أخيرا وانزلت قدميها تلمس الارض ، تنفست تهدئ ثورتها واندفاعها وهى تعيد الجفاء لملامحها .
هدى : ان كان هناك ما تزوجك ولو امسكتك عارية بفراشه وليس فى غرفته .. وحتى لو هناك أخرى .. لم يخلق رجل قديس .. كل الرجال تفقد السيطرة على جسدها فى حضرة الجمال .. عمك كان يحب زميلته بالجامعة حد الجنون .. وتزوجنى خلال 15 يوم قضيتهم مع أمك بالمنزل .. العيب يكمن بك انت .
ولاء بضعف : والعمل .
هدى بحدة : العمل عملى .. انت تتركى الأمر لى حتى اعيد ابنى لاحضانى اولا .. خائبة .. أمك كانت الاذكى بيننا .. زوجتنا 5 فتيات وأنت .. خائبة وبلهاء لمن !
كمشت على نفسها بخوف من بطش خالتها التى على وشك افتراسها بينما الأخرى تفكر بجدية ما سمعته منها .. أبنها ليس كأبيه .. ان كان هناك امرأة أخرى فالأمر أصبح صعب للغاية .. احتدت ملامحها وهى تتوعد ان الأمر لن يكون إلا كما تراه هى .. ولاء هى الزوجة المناسبة لابنها .
أنت تقرأ
ملكة الجليد
Romanceلعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد بعشقه لها ربيعها الفائت .
