أسرع حمزة بترك يد الآخر كأنها تحرقه .. والآخر لم يعقب وهو يلقى بالمنديل الأبيض -الذى سكنت يديهم المتعانقه أسفله لدقائق مرت كعمر - بملل فوق الطاولة الصغيرة بمكتب حمزة .. للآن لا يعلم سبب كل ما حدث .. بماذا تفكر إبنة عمه لتتصرف بتهور على غير عادتها وتقترن بهذا الرجل الذى للآن لا يعرف ماذا فعل لها لتتنازل عن مبدئها بعدم الزواج .
رفع عينه العسلية الناقمة الممتلئة بتحدى والاخر عيناه الذئبية الحادة مشتعلة بتحدى اشد .
أنور : مبروك يا نسيبى .
حمزة : مبروك على منزلى قريبتك .
كانت عين أمجد الخضراء حائرة بينهم .. نبرتهم الحادة المتوعدة ، وعيناهم المشتعلة بغضب وتحدى تنفى ما يخرج من أفواههم من كلام .
كسر تواصل عيناهم حمدى حين قرر انتهاء دوره وإحباط مخططه فى لقائها حيث اختفت عن عينه ولم يروى قلبه المشتاق لطيفها ورقتها .. هدر ساعات أمام المرآة يتأكد من اناقته ينوى النظر فى عينها والترديد خلف المأذون بتعهد إلا تكون لغيره .
حمدى : مبروك يا باشمهندس وبالرفاء والبنين
حمزة : شكرا يا حمدى ولا تنس اتفاقنا .
أخبره حمزة يشد على يده بقوة ، وعينه تعود للقط البرى الشاهر مخالبه للقتال .
أنور بضيق : ما السر حمزة ! .. بماذا وعدتها حتى تتزوجك وبتلك الطريقة التى لا تليق بامرأة مثلها !
أبتسم حمزة وعيناه تلمع بالنصر ، وبهدوء شديد وعنجهية وضع ساق فوق الأخرى واراح جسده فوق المقعد الخشبي .
حمزة : بما لن يحققه غيرى .. ابن ابن عم والد زوجتى .
أنور باندفاع : أخيها وحاميها وقاتل أعدائها ان استدعى الأمر .
شبح إبتسامة خط شفتيه سرعان ما اختفى .. حمائية رجال الراوى إتجاه زوجته تعجبه ، وتخنقه فى نفس الوقت .. لكن كله أفضل من جنون ابن الحديدى والذى بسببه يقاسى الآن .
حمزة بهدوء : زوجتى أنا أولى باعدائها .. أنور .
يستفزه عن تعمد ، أنور عاقل والا ما آتمنته زوجته العزيزة على سر زواجهم الخفى وفوضته وكيلها .
حمزة بجدية : أسمع أنور .. رؤية زوجتى الان ، وصدقنى فى أمان معى ّ
حاول تفادى شجار بينهم يكفى ما حدث بينهم قبل أسبوع بعد علمه بمخطط قريبته حيث اقتحم مكتبه بالشركة ولكمه بقوة كمن سرق منه والدته ، وليس رجل أراد الاقتران بقريبته .
تنهد أنور بارهاق فهو حرم النوم منذ علم بخطوتها الكارثية رافضة الإفصاح عما يدور بعقلها .
أنور بتعب : أتمنى أن تكون معك بأمان فهى قاست الكثير ولم يعد الأمر يحتمل اكثر .
لم يعلق حمزة .. يعترف أنها ترملت صغيرة وتحملت مسؤلية الشركات وابن زوجها ، ولكن .. أليس بكلامه مبالغة قليلا !
تنهد بهدوء ، يكفيه الضغط الذى يعانيه منذ زيارته الأخيرة لها قبل أسبوعين .
أنت تقرأ
ملكة الجليد
Romansaلعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد بعشقه لها ربيعها الفائت .