قامت من فراشها بهدوء وتوجهت للحمام ؛ غرفتها مزيج بين الرقة والفخامة ، اثاثها انيق باللون الأبيض والذهبى والرمادى ؛ ارتدت ثوب أزرق هادئ ، ضيق ذو اكمام يكشف عن ساقيها المتناسقة ، تأكدت من شعرها ودوى كعبها العالى على الدرج ينذر بوصولها .
انيقة دائما هى ، فهو خير من يعلم بهذا ، أليس هو من اهتم بأن تكون الأكثر أناقة على الاطلاق ! ... ابتسم لها ببلاهه حال وصولها لمائدة الإفطار ، الجميع مجتمع لا ينقص أحد عدا ناصر المطرود من جنة الراوى .رؤية بهدوء: صباح الخير .
الجميع : صباح النور .
لم يغب عنها نبرة عمتها كوثر المتململة لكنها لم تعلق نظر لها يامن بعملية .
يامن بجدية: ليس هناك داعى لمقابلة مندوب الشركة الايطالية ... سأفعل انا .
رمقته كوثر بسخرية لتتافف حسيبة المرأة الستينية لجوارها بينما شمس جالسة أمامهم توزع نظرها بينهم وهى تغطى الخبز بالمربى وتتناوله بترقب القادم .
رؤية بهدوء: أريد مقابلته بنفسى .
يامن بغضب: لما رؤية ! ... ما تريديه اخبرينى به وانفذه لك .... هذا الرجل لا ارتاح له .
رؤية ببرود: أريد التأكد من العقود بنفسى .
هم ان يتحدث حين بادرت حسيبة بينما تتلاعب بحاجباها .
حسيبة بخبث: اتغار عليها يا ابن الحديدى .
كوثر بغضب: فالتخرسى ابنة الكاشف ... لا ناقة لك هنا ولا جمل ... فضعى لسانك بفمك وامطرينا بصمتك .
نظرت لها حسيبة بسخرية وعينا كوثر تقدحان بالشر والصغير جالس يراقب بتركيز شديد لتنظر له رؤية بهدوء ليقترب منها ويهمس .
خالد : الاثنتان منذ الأمس فى حرب حامية .
نظرت له ببرود غير مهتمة ليعتدل الصغير فى جلسته يشرب كأس الحليب بهدوء غير مبالى هو الآخر .
رؤية ببرود: أنهى تلك المهزلة وأذهب لشركة أنور ... اريد بعض الاوراق ولا اثق بأحد عداك .
تهللت اساريره ، مهما كان ما بينهم لازالت تثق به ، رغم ما حدث هو الشخص الوحيد الذى تثق به ، غير منتبه بأن الأمر قد ينجزه اصغر محاسب بالشركة . تحركت بخطى ثابته للخارج دون تناول شئ ولحق بها الطفل ذات ال 9 سنوات دون اكتراث بأحد ، وما أن اختفت حتى حدجهم بنظرات شرسة واردف .
يامن بشراسة: متى تنتهى تلك المعركة امى ! ... متى زوجة خالى ! .... لم أعد احتمل شجاركم كل يوم وتعكير صفو يومها .
ضحكة صاخبة اوقفت استرساله ، كانت حسيبة تضحك دون اكتراث بصوت انفاسه الهادرة .
حسيبة بتهكم: صفو يومها ! ... ومنذ متى ورؤية تصفو أيامها ! .... وانت من يتحدث ! ، انت آخر من يتحدث عن تعكير يومها فأنت عكرت حياتها بالكامل .
رمت سم كلامها عليه غير مبالية بنظراته القاتلة الموجهة إليها .
أنت تقرأ
ملكة الجليد
Romanceلعنها الجميع بقسوة فتحول ربيعها لشتاء قارس .... ذبلت ازهارها ، لكنه اقسم ان عطرها يفوح واعاده لنفسه القديمة ... هجر قسوته لأجلها ، ووعد نفسه أن يعيد بعشقه لها ربيعها الفائت .