part 37

1.2K 83 2
                                    

سحب بقوة دخان سيجارته الأسود لتلتهب شعلته ملتهمة جسد السيجارة كلهيب ماضيه ، لعله يهدئ ظلام روحه الموشك على ابتلاعه .. عيناه السرمدية شاردة فى ظلام الليل الدامس كقطعة منه ، يشعر بتخبط أفكاره .

كان يعلم أن المواجهة مؤلمة .. جده لم يستدعيه بعد سنوات طويلة إلا لأمر ما يدبر له كعادته .. والعائلة الكريمة لن تتوانى عن نهش نقطة ضعفه الممثلة فى طفله حتى يكسروا شراسته ، يهدموا همته التى بنت حمزة الكاتب من الصفر .. فريد يدبر لشئ ودرية خير مساند له .. عمته واطماعها وعمه خيال الظل ، ووالده الاهث خلف شهواته تاركه وحده وسط الجميع كعادته .

زفر بقوة يطرد كل الهواء الملوث من رئتيه ومعه فكرة إيذاء طفله .. من يحاول فقط ، له الهلاك .. وان صمت فى الماضى فلاجله فقط .. لأجل آدم .

لم يتوقف عقله عن تخمين الخطوة القادمة لهم .. ليس من عادته أخذ خطوة غير محسوبة وهو يعلم جيدا أنه أهلا بهم جميعا .. لكن عدوه على قدر عالى من الذكاء والدهاء وخطواته محسوبة مثله واكثر .. تنهد بتعب وهو يرى اول خيوط النهار تكسو الظلمة الحالكة وصوتها يبدد سكون الغرفة .

رؤية بنعومة : بإمكانك العودة للفراش حتى لا يراك أحد الخدم من الشرفة ويعرف ان العروس الجديدة فقدت رونقها مبكرا .

رغم جسدها الساكن فوق الفراش منذ ساعات لم تنم .. ترى جلسته التى لم تتغير إلا لتبديل سيجارة باخرى وكأن فمه تحول لمدخنة .. تشعر بخوفه على طفله وتقدره .. تعلم أنه قادر عليهم لذلك تركت له مساحة التفكير .

فجأه استيقاظها فى وقت كهذا ، لكنها استيقظت فى وقتها .. امرأته التى تزيد حيرته بأفعالها الغريبة .. لكنه لن يهدأ حتى يطوعها .

أبتسم وهو يترك مقعده بالشرفة ويتجه للفراش .. جلس امامها يزرع فحمتاه فى جليديتاها .

حمزة بابتسامة متلاعبة : محتمل أنه يستنشق الهواء المنعش لبدأ جولة جديدة .

نظرت له ببرود شديد لا تريد التجاوب معه ليتنهد بارهاق شديد لن يظهره لها .. لا يعلم ما حدث لها لتنطفئ لمعة عيناها التى الهبت حواسه قبل ساعات .

حمزة بسخرية : ماذا يا روحى ! .. أثر بجليدك كلمات درية !

ركزت عيناها فى فحمتاه المشتعلة بسخرية لاذعة مغلفة بقسوة لمحتها رغم الظلام .. يخفى ما بداخله من فوضى وخوف وقلق بهجومه على الجميع دون رحمة .. لن تقع فى فخه وتصير وسيلة لتفريغ غضبه .. بل عليها ترويض همجيته ليتعلم متى يطلقها وعلى من .

مدت كفها الصغير تحتوى كفه بنعومة اقشعر لها جسده .

رؤية بجدية : لا داع للقلق .. انا شاكرة لحمايتك لكنى لا احتاجها حمزة .. انا معك لأجل آدم .. هكذا اتفقنا .

تنهد بضيق .. قرأت قلقه بسهولة كما قرأها أعدائه .. نقطة ضعفه الوحيدة ادم .. وهو لن يسمح لأحد بالاقتراب منه .. ينسفه .

ملكة الجليدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن