( 15 ) سأعتنِـي بِـك.

2.4K 154 1K
                                    



« مـتى مَا صَـرخ، العَـالمُ سَـينتـهِي. »

 »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.












أوّلُ يـومٍ بالأسبـوعِ، و آن لم تَشـعر بشعورٍ جيّـد فيما تُرآقب مُعلـمها اللطيف يشـرحُ بعضَ المسآئِـل الحِسابيّـة. رفعت يـدها مراراً و تِـكراراً رغبةً في السؤالِ أو حـتى الإجَـابة، لكنّـه لم يلتفِـت لها أبـداً. و بِنـهايةِ الدرسِ حينمـا قام بمنـاداةِ أسمـاءِ الطّلبـة لتسجـيلهم بسجلِّ الغِيـاب، لم يـقم بمناداةِ إسمـها، ممـا جعلها حـزينةٌ بِشـدة.

وقـتُ إستراحةِ الغـداء، و هـي إعتادت على تَـناوله مع مُعلـمها، حـتى أنّـها أصبحت تَـطلبُ من والدهـا حصتينِ بـدلاً من واحـدة كي تقُـوم بمشاركتِـه. مـعها الآن تُفاحتين و شَـطيرتين جُبن مع زُبـدةِ الفول السودانـي.

سـارت خلفهُ بـسرعةٍ كـي تلحق بِـه، لكنّـها لم تنجح بِذلك.. لـذا بدأت تُنادي عليـه فيما يـقوم بتجاهُلـها تمامـاً. لهـثت أخيـراً حيـنما وصلت غُرفة المُعلميـن، حـيثُ رأت مُعلمـها يـدخل الغُرفة. كـادت تدخلُ خلـفه لولا أنّـه وقـف في طـريـقها يمنـعها مِن الدّخـول، إبتسمـت له و رفـعت غَداءهـا كي يرآه، لكن تعـآبيره كانت مُتهجّمـة بشدة، و مُخيـفة للغَـاية. لا يبـدو كالمُعلم ستـآيلز اللطيف، صـاحب الإبتسـامة الدائـمة.

فتحت فـمها لتتحدّث لكنّـه أغلقَ البـاب بوجهها بوقـاحةٍ شـديدة، مِمـا جعلها تقوّس شـفتيها، و تتجمّع الدّمـوع بعيـنيها. إبتـلعت الغُصـة الّتي تعتري حـلقها، و لم تـفهم ما يَـحدث. هل قـامت بفعلِ شـيءٍ خاطيء..؟! لمـاذا لا يتحدّث معهـا..؟ و لمـاذا لا يـرغبُ بتنـاولِ الغـداء..؟

همّت بالرّحيـل لولا فَتح البـاب مُجدداً، كادت تبتسـمُ بسعـادة حتى سـحبَ منـها صندوق الغـداء بِقوة، قـام بفتحهِ ليأخـذ منهُ حصّتـه الّتي أعدّها لوي لأجلـه، و أعاد الصندوقَ لهـا، يصفعُ البـاب بقـوّة أمـام وجهها.

هـذه المرّة لم تستطع مـنع بُكـاءها، لذا بدأت تبـكي بصمت، و توجّهت نـحو الدرجِ لتجلس عليـه، تشـرع بتنـاولِ غداءها بإنعـدامِ شهيّـة. لا ترغـب في تركـه كيلا يغضب مِنهـا والدها، لِـذا كان عليـها إنهاءه، لـقد بذل جُهداً كبيـراً في إعدادهِ لأجلـها.

دِيوجَانِس. | L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن