( 18 ) قبّـلتُـك.

2.5K 153 415
                                    



« مَتـى ما صَرخ، العَـالمُ سَـينتَـهي. »

 »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.













فتـح لوي عينيـهِ بإنزعاجٍ على صوتِ طرقـاتِ الباب القوّيـة، إحتـاج بُرهـةً ليستوعب أنّـه نام على الأريـكةِ مجدداً. نهـض من مـكانِـه، شاعراً بالصّـداع يطرق بـابه هو الآخـر، الرؤّيـة توشّوشت بالنّسـبةِ له في البِدايـة، كما أنّـه يشعر بِعـظامه متصلّـبة، سيفكّـر في هذا لاحقـاً. سـار نحو البـاب، يسحب نفسـاً عميقاً و يفرك عينيـه أولاً بسبابتـهِ و إبهـامه، ثُم فتحَه.

تفاجيء حينمـا اندفعَ هـاري نحوه، يعانقـهُ بقوّة شديدة متشبّثـاً في ثِيابـه، و يـبكي مُنهاراً بصـوتٍ مرتفـع. لوي لم يـفهم أيّـاً مما يـحدث، بالكـادِ يشعر أنّـه مُستيـقظ، وكأنّـه حلم أو مَـا شابه، لم يـكن متأكـداً جداً من واقعيـةِ المشهد. ما الّـذي يجعل هـاري يطرق بـابهُ في منتصفِ الليـل و هو يـبكي..؟! إلا لو حـدثت كارثة لا تـحتمل التأجيـل.

أحاطـه لوي بِذارعٍ واحـدة، و الأخرى أغلقَ بـها البـاب. سحبه بصعوبةٍ نحـو الأريكـة، ساعـده على الجُلـوس، لكن هـاري لم يبتـعد عنه و لو إنشـاً واحـداً، و صـوت بُكـاءه يتعـآلى صداهُ ضِـد جدران المنـزل. جـسده يرتجـفُ بشدّة، و أنفاسـه تخرج مضطـربة غير مُنتـظمة، وكأنّـه ركضَ لأميال. هـل هاري حقاً ركـض كل هذه المسـافة..؟

« لقـد.. رأيتُـه. »

خرجـت مُهتـزّة من بـينِ شفتيـه، و إبتعـد قليلاً يتأمـلُ وجه لوي المـريح للنّـظر في الظّـلام الخفيف المُحيـط بغرفةِ المـعيشة. النّـظر وحده و تأمّـله يشعره بـشعورٍ جيّـد. يعـلم أن علاقـته مع لوي سـيئة و متوتـرة، لكنّـه الشّـخص الوحيـد الّـذي يمكنه اللجـوء إليـه.

واصـل بصوتٍ مُرتجـف هـلِع :
« قـامَ بقتلِ الطـفل دانيال على مرأى مِـن نـاظريّ.. لوي..! كان يـعلم أنّـي.. أراقبه. لكنّـه قتـله على أيّـة حـال، و الطّفل.. يا إلهي الطّفـل لوي..! كان يتوسّـله..! كان يـريد رؤيـة والدته، لكنه.. قتله. اقتـلعَ رأسـه وكأنّـه يقتلع إحـدى الزّهور من مكانِـها..! »

دِيوجَانِس. | L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن