« مَتـى مَـا صَـرخ، العَـالمُ سَيـنتهِـي. »
†
دخَل إلى الصّـف، بإبتسامةٍ لطـيفة مُرتسمة على شـفتيه، كالـعادة هو أوّل الواصِلين هُنا. وضع الصنّدوق المصنوع من الورقِ المُقـوى على المَكـتب، و فتحه بِهدوء لتـظهر خَمـسة عشر قِطعة كـعكٍ مكوّب بعدةِ نكـهاتٍ مختلفة، يغلبُ عليـها الشوكولا، مع زيـنة مُبهجـة أعلاهـا.
بدأ بوضـعِ واحدة فَوق كُل سطحِ مكتب من المَـكاتب الصّـغيرة التي تحملُ مقعداً خلفـها، و حيـنما إنتهى، كان قد تنهدَ بـسعادة، و اقتـرب من النّوافـذ ليفتحها أيضاً. لقـد افتقدهم بـشدة، و أخيراً بعد مرورِ أربعـة أشهر من العُطلة الصيفيّـة، عادت الدّرآسة أخيـراً.
إلتقـط القَلم الأسـود ذو الخَطّ العـريض، و تقدّم صـوب السُّبـورة البيضـاء، ليخطَّ عليها بكلماتٍ واضحـة و حروف كـبيرة.
لا دُروس اليَـوم، لنتحـدّث.
حـدّق في ساعةِ هاتـفه لبعضِ الوقـت، بعد خمسِ دقائـق بالضّـبط ستبدأ الحِصـة الأولى. سـحب نفساً عـميقاً، و إبتسامةٍ سـعيدة إرتسمت على شـفتيه، و بقي يُحدّق في البـاب ينتظر دخولهم واحـداً تلو الآخر.
بَـعد دقيقتَـين، بدأ الطُّلاب يـدخلون أخِيـراً، هناك من يسـير وحده، و البَـعض يدخل في جَماعـات. أصواتهم كـانت صاخبة حتى اللحظةِ الّـتي دخلوا فيها الصّـف، التزموا من فـورهم الهُدوء الغير مُحـبب بالنّسبـةِ له. اتخـذ كل فردٍ فيـهم مقعده المُنفـرد، واضعاً حـقيبته إما أرضـاً، أو فوق سطح المَكتبِ الفـارغ.
كان مُتحمسـاً لردّة فـعلهم على الكـعك المُكوّب الذي أعدّه بـنفسه، لكنهم كَانـوا مهذبين كما هـي العَادة، و سيتـناولونها بعد إنتهاء الصّف. هذا ما أقنـع نفسه بـه.
« صبـاحُ الخَيـر، افتقدتكم كـثيراً أطفالـي.
أرجـو أنّكم قضيتم عُطلة صيفيّـة مُمتعة. »
أنت تقرأ
دِيوجَانِس. | L.S
Fanfictionمُتلازمة دِيوجانِس : تتمثّـل بمفهومِ الإهمال الحَادّ للذات، و المَيـلُ للعزلة بشكلٍ مُتطرّف، كما أنّها مصاحبة لرغبةٍ عارمة في التّملك، و عادةً تكون مصحوبة بإنهيارٍ جسدي، أو عصبي، أو عَقلي. •مَتـى ما صَـرخ، العَـالمُ سَينتهِـي.• "عَـسى أن تَنحـني الم...