( 2 ) تَحـمّـل.

5.2K 263 303
                                    


« مَتـى ما صَـرخ، العَـالمُ سينتَـهي. »

 »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.












أنا آسِـفة.

هذا كُل ما تَركـته، قـبلَ أن تخبو أنفاسهـا للأبد، و يستكين جَسدها الهَـزيل، خالياً من كل مَعنـى للحياة.

أكَـانت يآئسة لهذه الدّرجة..؟ تسآءل دَاخله، و الألمُ يقطر من عينيه، فيـما قلبه ينكمشُ بشـدة لرؤيـةِ جسد زوجـته المُتدلي من السَـقف. لم تُسـفر تعابيره عن أي شَـيء، ماذا لو رأت ابنتـه هذا..؟ من الجيد أنّـها عند جـدّها، لم تكن مُضطرة لرؤيـةِ شيء كهذا.

المَطـرُ الخـفيف، امتزجَ مع التُرآب، فأضحَى المـكان أشد رُطوبة، بينَما يراقب التّـابوت الذي يحمل زوجـته يتم دفعه ببطءٍ في الحُفـرة العميقة، حيث مثواها الأخير. يرتدي الأسود، و يحمل ابنته بَين ذِراعـيه، التي تئن و تَبكي بصوتٍ مكتوم على كَتفه.

استمع لصلوات القِـس بإهتمـامٍ شديد، هناك بعض الأشخاص المُتفرقين، معظمهم عآئلتها و أصدقاؤها و زملاؤها بالعَمـل. لطالما كانت إجتماعيّـة، و أحبت التعرّف على الجميع.

نَطـق بصوتٍ هاديء، يُلقي أول حِفنة ترابٍ رطب فوق التَـابوت :
« ليرحَـم الرّب رُوحكِ فيونـا، و يغفر آثامِـك. »

تدريجيـاً بدأ البَقيـة يترددون نـحو التَـابوت، و لم يبقَ حتى ليشاهد كُل هذا، و إنما سَـار نحو منزلهِ حيث العـزاء، حاملاً ابنتـه مَـعه للدّاخل. دخَـل من البَـاب المفتوح، و أنزلهـا أرضاً، لكنها تشبثت بِـه غير راغبة بالنّـزول.

تنهدَ بعمقٍ قآئلاً بصوتٍ هاديء :
« آن، على والدك الإهتـمام بالضّـيوف، اذهبي لغُرفتكِ عـزيزتي. »

قوّسـت شفتيها بشدة :
« هل ستعـود أمي لو فعلت..؟ »

عَقـد حاجبيه بإنزعاج، ثُم هَمس مُحدّقاً في عينيهـا :
« آن، اذهبي لغُرفتـكِ..! »

دِيوجَانِس. | L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن