« مَتـى مَـا صَـرخ، العَـالمُ سيـنتهِـي. »
†
هـاري يتأمـلُ الشـارع من خلالِ النّـافذة الزُجـاجية بإبتسامةٍ لطيـفةٍ بينمـا أخيه يحمـله ليستـطيعَ الرؤيـةَ جيّـداً، كـان كلاهمَـا في إنتظـار والدهمـا إدوارد الّـذي من المُفتـرض أن يَـعود اليـوم بالزّيـنة و كعـكِ عيد المِـيلاد.
كلاهمَـا أصرّا على إعدادِ حـفلة عيـدِ ميلادٍ صـغيرةٍ له بمتاسـبةِ عيد ميلادهِ الخامس و الأربـعِين، و بالكـادِ وافق على الرغمِ من أنّـه ليس من هواةِ الحفَـلات، لكنّـه رغبَ بجعل طفليـهِ سعيدين، هذا كل ما يرجـوه بهذه الحَـياة.
الأمَـان و السّـعادة لهما.
صَـاح هاري بحماسِ طفـلٍ في العَـاشرة :
« أُنـظر سيل، بَـابا..! بَـابا..! »بقي يَـضربُ على الزُّجاج و يلوّحُ له بإبتسـامةٍ واسعة سـعيدة، حيثُ كـان إدوارد واقـفاً لبعضِ الوقتِ على الرّصيـفِ المُقـابل، ينتـظرُ الإشـارة ليقوم بعبورِ الشّـارع نحو المَـنزل. ما إن تلوّنت الإشـارة باللون الأحمـرِ حـتى تحركَ بخطى سَـريعة قاصِـداً عبور الطّريق لولا أتت بشكـلٍ مُفاجيء سيـارة مُسـرعة تقوم بدهسِه، ليتهشم رأسه و تسـيل دماءه على الأرضّيـة.
حِـينما رأى هـاري هـذا بـهتت تـعابيره، و بقي يُحـاول مُقـاومة أخيه لينزلَ كي يركـضَ لوالده. لكـن أخيه ببساطةٍ تحرك بخطى سريـعة رُغم إنحناءهِ فيما يحمله قاصداً بـه الذّهـاب للأسفلِ حيث والدهمـا. خرجَـا من المَـنزل، و شَـهد الصّـغير السّيـارة و هي تَـعود للخلفِ لتـدهس والده مُجدداً، ثم تدهسـه عدة مَـراتٍ تـالية لتتفرقَ أجـزاء جـسده.
« بـابــا..! »
صـرخ هـاري يقفز من حُضن أخيـه يركضُ نحـو جُثة والده الّـتي تم تمزيقها لأشلاء، فيـما حدثت هزّة أرضيّـة خفيفة إثر هذا. توجـه نحـو رأس والده المُلقـى بإهمالٍ على الأرض، جثى على رُكبتيـهِ، و مدَّ كـفه يمسحُ على بـشرتهِ الشاحِـبة، و إبتسامتـه الصّـغيرة. بدأ يبـكي بصوتٍ مُنخفض، يشـعر أنّـه في كابوسٍ و سيستيـقظُ قريـباً بأي وقت، فيما أخيه يقـفُ خلـفه بقلّـة حِيـلة.
أنت تقرأ
دِيوجَانِس. | L.S
Fanfictionمُتلازمة دِيوجانِس : تتمثّـل بمفهومِ الإهمال الحَادّ للذات، و المَيـلُ للعزلة بشكلٍ مُتطرّف، كما أنّها مصاحبة لرغبةٍ عارمة في التّملك، و عادةً تكون مصحوبة بإنهيارٍ جسدي، أو عصبي، أو عَقلي. •مَتـى ما صَـرخ، العَـالمُ سَينتهِـي.• "عَـسى أن تَنحـني الم...