( 24.5 ) العـيشُ بينمـا كنّـا صِغار.

2K 122 128
                                    





« مـتى ما صَرخ، العـالمُ سَيـنتهي. »

 »

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.












جـلسَ الطفلُ ذو الخـامسة أمامَ التّلفـاز عن قربٍ شديد، يحدّق بإهتمامٍ جمّ في البرنامجِ المعروضِ أمامه، و الّذي يتحدّث عن حيـاةِ الذئابِ في البريّة. يبتسم كـلما مرّ جرو ذئب صغير يلعبُ مع أقرانـه، لم يبدُ وكأن البرنامج مُخصص للأطفالِ حتى.

لكنّـه وجد فيـه متعة عارمة بدلاً من التّحديق في جدرانِ غرفته المُملة طوال الوقت. والدتهُ في المطبخ تُعد له شطيرة زُبدة مع كأسِ حليبٍ مخفوقٍ بالفراولة، اليـوم يومُ عطلته، و بلا شك من أفضلِ أيام الأسبوعِ بالنسبةِ له.

عادت والدتهُ بعد دقائق تضعُ الشطيرة و المَشـروب أمامه، بعثرت شعرهُ بلطف :
« لا تجعـل التِلفاز يُلهيـكَ عن الطّعام عزيزي، حسناً..؟! »

همهمَ بعدمِ تركيزٍ لما تقول، و بقيت أنظارهُ مثبّتة صـوب التِلفاز. مرّت عدة دقائق تاليّـة قبل أن تتحوّل الشاشـة للون الأسـود، و لا يرى سِوى إنعكاس وجههِ الصغير. التفتَ بسرعة ليجدَ والده قـد نزع القـابس عن الكهرباء.

صـاحَ فيه بحدّة :
« بحقِّ يسـوع..! هل هذهِ هي التّرهات الّتي تضيعُ وقتكَ بها..؟ كم مرّة علي تحذيركَ من هذا..؟! »

نطقَ بصوتٍ منخفض :
« هذا ليسَ عدلاً، اليـوم هو يومُ عطلتي..! »

اقتربَ منه ليسحـبهُ بعنفٍ من ذراعهِ يجبرهُ على النّهوض :
« لا تُوجـد عطلة في أعمالِ الرّب، لوي..! لقد أعطيتكَ يوم الأحدِ عطلة حتى تستذكر مـا عليك، لكن بدلاً من ذلك أنت تقوم بتضييعه في هذا الهُراء..! »

اقتـربت چوانا بسرعةٍ منهمـا، و سحبت لوي بلطف تضمّه إليها :
« هذا يـكفي، ويليام..! أنا من قمتُ بتشغيل التِلفاز، سمحتُ له بتناولِ طعامهِ و هو يـشاهده، إنها الطّريقة الوحيدة. ألا ترى كيف هو هزيل بحقِ الرّب..؟ »

دِيوجَانِس. | L.Sحيث تعيش القصص. اكتشف الآن