جاسوسة

2.4K 132 63
                                    

دا أخر جزء في الفصل ال28 واللي بعتبرة النقلة في الرواية .. بداية الرواية الحقيقية اللي خلاني أصلا أكتب جزء تالت يعنى من الأخر فصل هدية كارثة مزدوجة هنغرف بقى اسمها أسطورة البطل ليه .. يعنى سيبنا من الرومانس ونبدأ في الأكش عايزة تفاعل من النار الواحد مكتئب وعنده امتحانات ..
الفصل الثامن والعشرون الجزء الثالت
"جاسوسة"
في الثامنة صباحًا،،،
على السادة الركاب ربط الأحزمة، الطائرة على وشك الإقلاع...
وعلى كرسيها تنظر للنافذة بشرود ودمعة متحجرة تأبي أن تنزل ..تتذكر في منتصف الليلة الماضيةكانت شارة تتطلع للسقف ولم تستطع النوم كما جرت العادة لكن الجديد هو شرودها في هذا القرار المصيري، وجوارها كان يعاني من أرق مثلها لا يعرف هل ما فعله وسيفعله صحيح أم خطأ؟! سألته بشرود:.-
أسامة! أنت ليه مهتم بموضوع الخلفة ده زيادة..
تأفف أسامة هاتفًا:.-تاني رجعنا للكلام ده تاني .. ما كنا اتفقنا!
-ما اتفقناش .. أنت قررت قرار وأنا مجرد بسألك سر الاهتمام؟ ولا كمان مبقاش ليا حق أسالك عن حياتنا زي ما مليش حق أسئلك عن شغلك!
تنهدثم استند بمرفقيه على الفراش ليشرف عليها قائلا بعقلانية :..
-دي سنة الله في الخلق! أطفال ..ذرية .. امتداد ليا في الحياة .. نفسي أجيب ولاد أربيهم كويس أبقى صاحبهم قبل أبوهم .
أخفى ببراعة غصة حلقه لما تذكر والده وتابع بجدية..
-مفيش راجل في الدنيا مبيحبش الولاد .. كام نموذج قدامك طلق ولا اتجوز على مراته عشان ما بتخلفش؟؟ مهما كان بيحبها .. دي فطرة .. أنتي حضرتك عايزة تحرمينى وتحرمى نفسك من فطرة ربنا إننا نكون أب وأم عشان شوية تخاريف في دماغك؟!!
-يعني لو طلعت ما بخلفش يا أسامة هتطلقني؟
-يخرب بيت النكد ... أنا عارف أنتي بتسألي الأسئلة دي ليه .. بس مهما حصل يمريم هنروح للدكتور .. بلاش قرف.
ثم أعطاها ظهره وحاول النوم وهو يزفر بحنق، قبل أن يأتيه همسها الضعيف:.
-لو سمحت جاوبني أرجوكِ ... أنا ولا الأطفال .. أنا محتاجة الإجابة ..
شخصت ببصرها في الفراغ وحبست أنفاسها انتظارًا لإجابته التي تنتظرها بلهفة.. تقسم بالله لو كانت إيجابته كما تمنت لن تسافر .. لن تفكر في هذا القرار أبدًا وستبحث عن طريقة أخرى بل قد تشاركه فيما تريده.. ثواني قبل أن يقول ببرود ثلجي:..
-يبقى الأطفال يمريم....لو مبتخلفيش هطلقك ... اترتحتي مفيش يوم يعدي مبسوطين من غير ما تنكدي عليا!!
وغادر الغرفة برمتها غاضبًا!!وتركها مستلقية مكانها تحدق في أثره بخواء غريب.. أغمضت عينيها وفجأة ولا تدري كيف استسلمت للنوم..استيقظت قبل موعد الطائرة بعدة ساعات .. تجهزت وأخذت أوراقها وجواز السفر، نظرت لملامحه المستكينة بوداع متألم، لم يطاوعها قلبها على تركه بدون قبلة وداع!!وسافرت...وفي داخلها تعلم أن كل شيء انتهى بعد مغادرتها لتلك الغرفة!
..........
انتبهت فجأة من شرودها وقد تحررت دموعها فجأة وكأن مع الذكرى استعادت ذلك الألم المصاحب لها.. زادت دموعها وهي تتفحص على هاتفها التقرير النهائي الذي استلمته صباح يوم أمس بعد أن أعادت الفحص عدة مرات وسألت عدة أطباء!
والنتيجة مريم حجازي أرض بور لن تطرح أبدًا له الذرية التي يشتهيها! لن تشعر بالإحساس الذي شعرت به أختها والتي كادت تطير فرحًا من الخبر! في الوقت ذاته التي انقطعت أمالها هي.. !!
فعندما أصابها ذلك الألم الغريب الذي يأتيها كل فترة لكنها لم تهتم به.. أصرت بريهان أن تعرف سببه وقاموا بعمل فحصوات لها بعدما طلبها طبيب النساء الذي شك بمشاكل بالرحم!وبعد أسبوع علمت النتيجة...عاقر!!!تشوهات خلقية بالرحم ستمنعها من الإنجاب حتى لو أردت!!
إذا كان سينفصلان في النهاية ماذا سيحدث إن عجلت هي النهاية عدة أيام؟!
مسحت دموعها بعزم ومعه كل قاعدة البيانات الخاصة بهاتفها ودمرت شريحة الهاتف كما علموها!!
المقدم مريم حجازي لم تغادر أرض الوطن.. بل المهندسة شيرين رياض كما يقول جواز السفر! هكذا اشترطوا عليها حتى يسمحوا السفر بل أعدوها طوال الفترة السابقة كضابط مخابرات إذا ما حاول أحد استغلال شخصها كمقدم بالجيش المصري.. لم تر داع لكل تلك التدريبات بالأصل لكنها ستفعل أي شيء حتى تسافر لندن وتقضى على هذا الوغد كما خططت ..وقد اشترطوا عليها أيضا أن تركب طائرة معينة التي ستهبط كاستراحة في بلد صغيرة تدعى "سانداليا" وأثناء انتظارها لطائرتها أعلموها أن هناك اتصال لها، ترددت قبل أن تذهب لكنها ذهبت فيبدو أن الأمر مستعجل من يعرف شيرين رياض تلك غير القوات المصرية أو أن هناك خطأ لكنها يجب أن تذهب حتى لا تثير الشكوك..دخلت بهدوء سرعات ما اتسعت عينيها عندما لاحظت عدد مريب من قوات أمن هذه البلد في انتظارها وقبل أن تنطق بكلمة حتى شعرت بإبرة حادة تنغرز في رقبتها... وأخر ما وعته هو يدها التي تقيد بالأصفاد!!.
..........................
انتظر بوجه جامد-يخفى خلفه بركان من غضبه- موعده الأول في العمل.. فبعد أن استيقظ في الصباح الباكر ولم يجدها واتصل بها عدة مرات لكن هاتفها ليس في نطاق الخدمة وهو يتوعدها بتكسير الغرفة كلها على رأسها وإن لم يخف غضبه قد يخنقها بين يده.. كيف كسرت كلامها وهربت كالعادة متعللة بالعمل، لكن ليس ككل كرة سيفيدك الهروب! هذه المرة ستعرف كيف تكسر كلمة زوجها وتخرج دون إذنه !! تمادت كثيرا وحان وقت ردعها وكسر تمردها.. فإذا لم يفلح اللين في ترويضها فالويل لها!!
الآن تأكد من صحة قراره .. طالما هي القائد عليه ستظل تظن أن لها عليها حُكم .. على أيه حال عمله في الفرقة كان كبتًا لجهوده.. فالعمل الجماعي لا يناسبه على أيه حال! فليترك لها فرقتها تلك لتأكلهم أو ليأكلوها لم يعد يهتم!! لن يهتم بغيرته ولا حبه في سبيل كبريائه بعد الآن .. مريم ثابت قد استنفزت كل رصيدها لديه!.
.........................
-أه يا ناري ...مش قادرة يا شذا .. والله لو طلع فيهم سيرة ته مربوطة حتى لقطع منه نساير نساير وأعملها شاورما وأوزعها على الغلابة!
-بس حرام تأكلي الناس لحم بنى أدم..
وكأن باقي كلامها الانتقامي ليس به أي حرمانية ..
-خلاص هأكله لكلاب الشوارع ارتاحتي ..
-إذا كان كدة أووك ... بس حسام مالوش في السكة دي .. دا ودانه بتحمر أما بيتكلم معايا وأنا خطيبته لا الموضوع أكبر من كدة.
-ما تقرري شريكهم التالت زي المرة اللي فاتت.
-اتهرشت من المرة اللي فاتت وبقى يخلع من برا برا وأما أسألة يقولوا شغلي شكلهم كدروه ونصحوه .
قالتها شذا تقصد أخيها حيث أوقعوا به المرة الماضية فسألوه عن صديقهم المريض فأخبرهم أنها حادثة تريلا بينما استجوبت كلا منهن رجلها فكانت الإجابات غير متطابقة فحازم قال أنها حادثة سيارة وحسام اختار إجابة مختلفة نهائيًا فأخبر شذا أنه حاول الانتحار وألقى بنفسه من الشرفة كما تمنى أن يفعل بحالة بعد معرفته بحال أختيه..
-تيجي نراقبهم.
-لا حازم ناصح مش هتعرفي توقعيه وبصراحة أنتي غبية يا جنى!
-أنا غبية ماشي يا ام العريف مش كنتي قايلة هتروحي لأبو حسام تعرفي منه.
-حسام منعني أروح هناك بس على مين .. أنا هقول لماما أني نازلة اشترى معاكي حاجات ونطب عليه النهاردة الساعة تمانية..
-شذا! حازم لو عرف إني خرجت من وراه هيعلقني شبه حزمة البصل في البلكونة بصراحة هو عنده حق أنا كل ما بخرج لوحدى بجبله مصيبة..
-خلاص خليكي كدة جبانة طول عمرك .. وهو يستغفلك براحته ما هو مطمن من نحيتك..
وعند ذكرها لكلمة "يستغفلك" اشتعلت غيرتها ووافقت شذا على حطها وفي داخلها تتوعده إن كان ما تظنه صحيح..
-معلشي اقفلي يا شذا عشان حازم طلبني عنده في مكتبه .. هيتنيه يكرهني في الشغل لحد ما يقعدني في البيت أنا عارفة .. مجتمع ذكوري متعفن.
.........................
مساءً
رفرفت مريم بأجفانها لتجد نفسها جالسة على كرسي مقيدة اليدين والقدمين... تفحصت المكان تفتشه علها تجد مهرب لكن أبدًا!
دقائق وجدت أحدهم يدخل ثم جلس على كرسي مقابل لها وبينهما طاولة وفي أذنه سماعة المترجم..
-ما اسمك؟وماذا كانت مهمتك هنا؟
يبدو أنها ستخضع لاستجواب الآن ! من هؤلاء يا ترى وكيف علموا عنها؟ الرجل تحدث بالإنجليزية لكن بلكنه غريبة ببعض الشيء!!
ابتسمت مريم ببلاهة وعمدت ألا يظهر على وجهها أي تعبير وقالت:.
-مابفهمش انجلش يا أخ .. عايزة حد يترجملي..
امتعضت ملامح الرجل يحاول فهم كلامتها فسماعة الترجمة مصممة على اللغة العربية الفصيحة ولا تدعم العامية المصرية لكنه فهم إجمالا أنها تدعى الغباء!!
-تتذاكين الآن .. نحن نعلم أنكِ جاسوسة مصرية .. الاعتراف والتعاون معنا سيرحمك من الويلات التي ستعانيها هنا.
أشارت له بمعنى أنها لا تفهم وفي داخلها كان رأسها يدور كالطاحونة في محاولة لتقيم الوضع ووضع خطة للنجاةثم هتفت بالعامية مجددًا :..
-أنا مش فاهمة وعايزة أعرف أنتم مين وعايزين إيه أنا المهندسة شيرين رياض وكنت مسافرة لفرع شركتي في لندن..بصراحة أنا مش مهندسة أساسا أنا ضاربة الشهادة أنا فني كهربا .. طب انتم قابضين عليا عشان التزوير ..وادعت بعدها البكاء..
حاول الرجل طوال ساعة كاملة أن يحصل منها على معلومة واحدة بلا أمل .. فهي مصممة نفس كلامها وعلى عدم فمها لغتهم.. ومن حديثهم من بعض بلغتهم الأم المشتقة من اللغة الإنجليزية استطاعت أن تميز أنها متحفظ عليها  في تلك البلد التي تدعى "سانداليا" لجؤوا بعدها للعنف في استخراج أي جواب منها لكن لا شىء سوى تمثيلها للبكاء مجددًا.. أخر شيء صرخ الرجل:.
-اللعنة توقفي عن البكاء وادعاء البراءة كالقطط نحن نعلم إنك لست شيرين هذه ولا حتى تقربين للكرباء بشيء .. على الأقل توقفي عن البكاء أيتها ****
وتركها مكانها مقيدة وتركوها ليلة كاملة هكذا تدعوا الله بخشوع أن ينجيها مما هي فيها ويساعدها في الهرب!!
........................
عاد حسام إلي منزله ومعه حازم وعلاء وعلى وجههم يبدو أثر الشجار العنيف..
حازم: كل بسببك يا حسام أنت والمصيبتين اللي اتحدفوا علينا!!
علاء: أنا جعان!
حسام: ما تلم نفسك يا حازم دول برضوا أخواتي..
-أنت تسكت خالص ..مش كفاية اللي جرالنا .. أقول لمراتى وشي اشلفط من إيه؟؟أنت عارف جنى ممكن تعمل فيا إيه لو شمت ريحة عصمت في الموضوع؟علاء: أنا جعان!
حسام بانفعال: محدش قالك اعرف عصمت قبل كدة ... وأنتي يا زفته يا عصمت أقسم بالله لو عرفت إنك عملتها تاني وخرجتي من ورايا لكسر رجلي..
ابتسمت عصمت باتساع وهي تجلب الثلج لتضعه على وجهه وترمق حازم بنظرة اشمئزاز ثم قالت:.
-أنت عارف مهما تقول النهاردة مش هزعل منك عشان ربيت***** اللي اسمه خالد ... والله وطلعت راجل مع إن شكلك وعضلاتك ما يدلوش.. أه..
قاطعت كلماتها وتأهت بسبب جذب حسام لأذنها بعنف هاتفًا بتحدير:..-
أنا مش قولت الألفاظ الزبالة دي تبطليها قولت ولا ما قولتش..
ثم جعلها تمد يدها وضربها على ظهر كفها بغيظ قبل أن يسأل بحدة:.
-والهانم التانية فين؟ لتكون هربت هي كمان؟!! أولع في نفسي منكم ولا أرمى نفسي من الدور السادس عشان ترتاحوا!
-حابسة نفسها في أوضتها كالعادة يا بنى..
قالها يسرى بقلة حيلة ..تنهد حسام وربت على كتف والده يطمئنه أن سيتصرف، نظر لعصمت التي تشاهد من بعيد ما يحدث كعرض مسرحي فصاح فيها:.
-أنتي متنحة ليه .. خشي حضرلنا الأكل وأنا هتصرف مع الهانم التانية..
دبدبت الأرض بقدمها وهي تتمتم بداخلها خشية أن يسمعها فيعاقبها:..
-بالسم !!! هاه .......
حاول معها حسام بالحسنى فلم تفتح فاستعان ببنسة شعر استعارها من عصمت التي ركضت تفتح الباب بعدما سمعت الجرس..بينما ارتمنى كلا من علاء وحازم على أرائك الصالون يرتحا قليلًا..
فتحت عصمت الباب فوجدت في وجهها فتاتان لم تعرفهما بينما هما تعرفا عليها من النظرة الأولى فقد رأوا صورتها من قبل .. فدفعنها ليتأكدنا بأنفسهم من ضبطهما بالجرم المشهود!
-أنتم داخلين كدة ليه هي زريبة؟؟!!
اتسعت عينى جنى بصدمة وهي ترى حازم يتمدد على الأريكة بالداخل بارتياحية!!
-شذا!!!
لكن شذا لم تكن متفرعة لها فاستعت حدقتيها وهي ترمق حسام الذي يحمل إمرأة على كتفه كالجوال وسط معارضتها وصراخها!
صعقت جنى عندما رأت ما يحدث فحسام يعتبر أكثرهم حكمة ووقار وعقل ويفعل هذا... إذا ماذا كان يفعل المجنون الأخر.. فورا اتجهت جنى نحو مزهرية نزعت ورودها وصبت الماء صبًا فوق زوجها الموقر وهي تستعد لتهشمها على رأسه .. فانتفض حازم بسرعة وتفادى تهشمها على رأسها بمعجزة..
-جنى!!! أنت إيه اللي جابك هنا!!!!!!!!
-إيه اللي جابني هنا؟!!! كنت هتفضل مستغفلني لامتى .. دا أنا هطلع روحك في إيدي النهاردة..
..
-شذا!كان يقف مصدومًا فاستطاعت عزة النزول من على كتفه أخيرًا بعدما كان يجبرها، ابتسمت بخبث ووجدتها فرصة مناسبة لتنتقم منه.. من ابن أبيها المنعم فضحكت بصوت رقيع قبل أن تهتف بنبرة تعمدت فيها الغنج :..-أيه يا حسام يا حبيبي من دي وبتبصلك كدة ليه؟؟
دمعت عينى شذا بقهر قبل أن تقرر الهرب.. لا تصدق أبدًا توقعت أي شيء إلا هذا!!! حسام!!
هنا لحقها علاء وهو يقول بعقلانية غريبة على طبعه لكن في وقتها:..
-حسام خليك هنا!! أنا هروح أفهمها كل حاجة .. شذا عاقلة.. خليك مع إخواتك والحق حازم من المجنونة!!وهرول خلف أخته، أما هو وقف يرمق عزة بلوم شديد!! لا يصدق ما فعلته .. أن يكون حقدها عميق لتلك الدرجة رغم أنه نوى أن يعوضهما بكل جهده فيكن ذلك جزاءه!!
لم يطق صبرا فخرج من المنزل يلحق بها لا يتصور أن يترك قلب حبيبته مجروحا بطعنه كهذا .. هو من أخطأ ولم يخبرها من البداية لكن عزاءه أنه كان يتحين فرصة مناسبة ليخبرها!..
رمقت عصمت أختها بعتاب قائلة:.
-ليه كدة يا عزة .. دا حتى غلبان وأهبل وجدع .. دا ماشفتيش عمل إيه عشاني ولا عمل إيه في الواحد خالد وأبوه عشان خاطري ..
-اشمعنا هو يعيش ويبسط واحنا نترمى في الشارع .. اشمعنا هاااه!!! مش ده ابن البيه والهانم اللي عاشوا حايتهم وخلفوا وسابوا احنا ناكل من الزبالة ونتهان ونضرب ونبات على الأرصفة في عز البرد.. صعبان عليكي وما صعبش عليكي نفسك ما صعبش عليكي أنااا!! أنتي فاكرة الشقة دي شقتي دي واحدة عطفت عليا وسبتني فيها نظير خدمة عارفة اتعرفت عليها فين؟؟؟ في التخشية ... عارفة أنا كان بتاكل منين من الزبالة زي الكلاب وامشي حافية ابيع مناديل اللي يعطف عليا واللي يطمع فيا !!
هدرت وهي ترمق يسرى –الذي يجاهد ليقف-بنظرات نارية ودموعها تغرق وجهها .. صمت ثلاثتهم مع علو أصوات الشجار بداخل الصالون القريب... قبل أن يسمعوا صوت صفعة وشهقة ثم صمت..... شيء يسقط أرضا وحازم يخرج بعدهاراكضًا وهو يحمل جسد جنى الفاقدة للوعى المحمرة الوجه على أثر صفعة حازم لها!!هنا لم يتحمل يسرى أكثر وسقط أرضا يتأوه من الألم ويضع يده على قلبه..صدمة أصابت الفتاتين وجمدتهما. استطاعت عصمت أن تتحرر من جمودها مع سوء حالة يسرى .. تحاول بمساعدته بخبرتها الطبية المحدودة بينما ظلت عزة متجمدة مكانها وكأنها فقدت روحها!!
.................................
فجرًا،،
شعرت مريم بكوب ماء يسقط على وجهها ففتحت عينيها بخضة لتجد أمامها امراءة نحيلة ذات قوام ممشوق وشعر أسود قصير تضع كحل أسود ثقيل وظلال للعيون بدرجات الأسود لتظر عيونها الرمادية بشكل مخيف نهايك عن السترة السوداء المغلقة التي ترتديها فوق تنورة سوداء متناهية القصر وحذاء أسود بكعب عالِ..علقت مريم بلاهة:..
-مش من السبعنات الحركة دي ... وأكيد سايكو بقى وهتشلي ضوافري وتقعدي تخوفيني ... شوية ابتكار يا عالم..
لم تأخذ وقت لسخريتها السوداء كثيرا إذا أمرت المرة شهصين أن يجذبوا مريم لغرفتها المفضلة لتغذيب الضحايا!!.
.....
صرخت مريم متفاجئة ثم ضحكت بهستيريا، نظرت لها المرأة بعينيها المخيفتين لتكف عن الضحك، و لم يزدها هذا إلا ضحكا ! أخرجت تلك المرأة مادة كاوية بهدوء مرعب أقربتها من مريم الضاحكة، ثم أسقطت منها بضع قطرات متعمدة جعلها تسقط بعيدة بضع مليمترات عن يدها، بمجرد سقوط المادة ظهر فوران و انصهر نسيج الكرسي الجلدي..
-توقفي عن الضحك و اعترفي قبل أن تنصهري كهذا النسيج ... و سأكون أكثر من سعيدة بتشويه وجهك الجميل هذا ..
شهقت مريم لبرهة من المفاجأة ، و ما لبست أن عادت تضحك مجددًا، ثم تحدثت بصوت متقطع :...
-مش قادرة ... شكلها بيضحك و الله ... ضيعت هيبة التعذيب أنا أسفة .
-ما المضحك أيتها المختلة تدعين الجنون ؟ أنا بالأصل مختلة حركات الجنون هذه لا تنفعك معي.
قالتها المرأة السوداء -كما يلقبها الجميع-و عيونها المحاطة- بكحل أسود ثقيل – تطلق شررًا كاد يحرق تلك الضاحكة.
كانت المرأة السوداء على وشك الفتك بمريم لكن أوقفها رجل ما يبدو أكبر منها رتبة، حاولت قراءة ما يحدث بعينيها لكنها فشلت على أثر الغاز الذي أجبروها على استنشاقه لتغيب بعدها على الوعي لدقائق!.
.............
أفاقت مريم لتجد نفسها تغرق و تغرق، حاولت أن تستغيث لكنها لم تقدر، لكنه هناك شيء غريب يحدث ! هل تغرق بالمقلوب أم يهيئ لها !أخرجوا رأسها من حوض الماء، أخذت تلهث في محاولة منها لالتقاط أنفاسها الضائعة، انتبهت الآن لطريقة التعذيب الجديدة ، و قبل أن تستوعب المكان الجديد الذي أشبه بالسجون العربية القديمة ، كانت توضع في حوض أخر من المياه الساخنة!
وضعها بعض دقائق و أخرجوها، كان وجهها أحمر للغاية من أثر سخونة الماء، أردفت مريم بتهكم :..
-كدة صنية البطاطس انحرقت .
و قبل أن تستوعب كانت توضع مجددا في الماء البارد و قد استوعبت أن درجة حرارته انخفضت عن المرة السابقة ..
بعد مرور نص ساعة،،كانت مريم تستند على أحدى الحوائط تلتقط أنفاسها و تبتسم ابتسامة غريبة على وجهها، ثم همست ببلاهة :..
-يا ترى وشي بقى لونه إيه .. أخضر !!
ثم بدأت بالضحك، قاطعه دخول نفس الرجل الذي قاطع المرأة السوداء من قبل، اقترب منها حد الخطر هاتفًا بقوة :..
-من الأفضل لك الاستسلام و الاعتراف بكل شيء أيتها الجاسوسة المصرية..ازدادت نبرته شراسة و هو يتابع :..
-ما شاهدته الآن لا يعد قطرة في بحر مما سيحدث لكِ هنا إن استمريتِ في عنادك ..-و على إيه كل دا؟ فهموني بس أنتم عايزين إيه ؟
..........
بعد ساعة كانت تجلس مريم بهدوء في نفس الغرفة الأولى تسجل اعترافاتها في ورقة كما طلب منها، أمسكت القلم وبدأت بالتدوين حتى لا ينتبه الرجل ليدها التي جذبت حبه غريبة الشكل كانت خبأتها جيدًا في شعرها!! أعطوها لها لكنها لم تظن أنها ستخدمها أبدًا لكن يبدو أن لا مفر منها "سيانيد البوتاسيوم" "السم قاتل الذي سينهى كل شيء في غضون ثوان"
ابتلعته في ثوان قبل أن ينتبه لها الرجل الذي شهر بالقلق منها فجأة ونظر لما تكتب فوجد أن حروف مبعثرة بلغة غريبة ..
" يا اللي على الترعة حود على المالح ... لوووولووووي"
"رجلي بيوجعني .. من إيه!!!! رجلي بتوجعني من لف امبارح"
نظر لمريم يطلب تفسير ليجد تنفسها يضطرب قبل يسقط رأسها على الطاولة فاقدة للوعى أو بمعنى أصح للحياة!!!!

توفعاتكم بقلمي أسماء علام

أسطورة البطل بقلمي أسماء علامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن