عصمت

1.8K 119 47
                                        

الفصل الرابع و العشرون

"عصمت "

جلست عزة على أحر من جمر تنتظر مريم، انهت كل شيء في الشقة من تنظيق و ترتيب و تلميع، لولا تعبها لكانت أنزلت النخف و نظفت لمباته واحدة واحدة.. لا تطق صبرا حتى تعرف عنها كل شيء.. أمها و أختها و البقية لا تهم..
انتظرت وانتظرت حتى أحست بحركة على باب الشقة فأسرعت تفتحها بلهفة فوجدت مريم تتحدث مع محمد.
-تمام يا فندم .. أي طلبات تاني..

-عملت اللي عليك وزيادة يا محمد .. تقدر تتفضل..

-و المهمة ؟ المعلومات اللي أنا و مجاهد جمعناها نفعت.

ابتسمت مريم بشحوب قائلة :.

-ولا المخابرات يا محمد .. أنت رجل المهمات الصعبة .. و الأخبار كلها هتعرفها من الشباب.

-شكرا يا فندم .. أجازة أنا بقى .

أومأت له برأسها بابتسامة، قبل أن تصطدم بدكتور حسن يهبط على الدرج بتلكأ و كأنه ينتظر شيء.. شعرت بإحراج بالغ!! ياللغباءها ما لم تتأكد قبل أن تأتي بعزة هنا !

أشاحت ببصره بتوتر..

قبل أن تصطدم بعزة التي وقفت بابتسامة واسعة على باب الشقة .. ابتسامة لم تكن موجهة لها بل لذلك الواقف يبتسم لها ابتسامة صادقة على شفتيه .

نقلت أنظارها بينهما بتعجب قبل أن تجذب عزة من ذراعها نحو الداخل قبل أن تبتسم بمجاملة تصفع الباب خلفهما بضيق من تلك الصدفة المزعجة..

تنهدت مريم ببؤس قبل ان تجلس على الأريكة خافضة رأسه تحاول أن تلتقط أنفاسها قبل أن تقضى عليها مصابها.. رأسها يضج بأفكاره ورغما عنها تستعيد أحداث الساعات الماضية و كأنها تحدث أمامها..

هتفت مريم بذعر و المشهد القديم يتكرر بحذافيرة أمام عينيها المصدومة .. فرج و عزيز و الأخرين المكان نفسه و الأشخاص عينهم وهو و هي..

-أنت عايز .. أنا معملتلكش حاجة .. أنا ..

دفعها حسين لتسقط على كرسيه، فابتلعت لعابها بخوف وتوقفت عن الكلام وجدتها يخلف سترته و رابطة عنقه ثم هتف بجمودأمرًا رجاله:.

-يلا زي ما فهمتك ..

انكمشت مريم في مقعدها بتوجس عندما وجدتهم يلتفون في دائرة كالسابق لكانها ليست في المنتصف هذه المرة بل أبوها..

شهقت مريم بعنف عندما استقرت أول لكمة من فرج في معدة حسين، وقفت بسرعة تبعدهم صارخة:.

-أنتم اتجننتم في عقلكم؟؟ أنت إزاي تتجرأ؟؟

دفعها حسين قائلا:.

-دي أومري أنا .. كملوا وقفتوا ليه لو أومري ما اتنفذتش عرفين هعمل فيكم إيه؟؟

تتابعت بفدها اللكمات و هو يتلقاها صامدًا.

وقفت تراقب هذا الجنون بهذيان، ثم رفعت سلاحها و أطلقت عدة طلقات في الهواء..

أسطورة البطل بقلمي أسماء علامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن