رحلة

2.5K 133 16
                                        

الفصل الرابع عشر
"رحلة"
جلست بريهان على فراشها، تتضع قدما فوق الأخرى بوجه واجم، تتنازع بداخلها رغبتان شديدتي التناقض..
رغبة في البكاء و التشبث به ترجوه ألا يتركها وحده، تحبه و تريده جوارها، فهي مازالت عروس  جديدة تريد حبيبها جوارها لا يغيب عنها أبدًا!
و رغبة أخرى أن تغضب عليه و توبخه كثيرا، كثيرا حتى تفرغ ما في جعبتها ضده، تشعر بأنها سهلة و ضعيفة تغفر و كأن شيئا لم يكن، بمجرد كلمتين قد لا يكون يعنيهم حقا و يومًا بعد يوم ستتحول لنسخة أكثر بهوتًا من والدتها حقًا..
و لن تكون مجرد عقدة فقط بل حقيقة واقعة.
بينما عصام يدور في الغرفة يبحث عن أغراضه، يشعر و كأن الفوضى تلك تجثم على صدره!
عدم التنظيم هو كارثة حقا .. لذلك يمقته أكثر من أشيء على الإطلاق!
-بيري .. ممكن تحضري معايا الشنطة اتأخرت أوي.
زمت فمها بحنق طفولي و أدارت رأسها بعيدًا.
يبدو أن رغبتها الأولى قد انتصرت في الوقت الحالي!
جلس بجوارها ثم أمسك ذقنها بخفة جاذبًا وجهها نحوه هاتفًا برقة :.
-مش قولنا هعوضك بعد المهمة دي .. بس المهمة دي  مهمة قوي بالنسبة لينا عشان الفرقة ترجع تشتغل تاني، عجبك يعني وقف الحال.
نظرت له بعيونها الزيتونية البريئة و قد ترقرقت الدموع في عينيها، ضمها إليها بقوة رفيقة يردف :.
  -عشان خاطري ما تعيطش .. كدة مش هعرف أسافر وأنت كدة!
-ما أنا مش عايزك تسافر .. عصومي إحنا مكملناش أسبوع  متجوزين و هتسبني لوحدي!
قالتها وزادت في البكاء، فقربها أكثر لصدره العريض قائلا بنبرة متأثرة :.
-و الله لو  عليا مش هسيبك أبدًا بس دي الأوامر .. و انا سيبك أهو مع أهلك .. و اتأخرت جدا و هتكدر من بوز الأخص مري..
ابتلع باقي كلماته على أثر النظرة المرعبة التي رمقته بها زوجته –المبجلة-
-قصدي هتكدر على التأخير .. يرضيكي بطولي و عضلاتي دي كلها اتهزق هيبقى منظري  إيه؟!
ابتسمت له ابتسامة صغيرة كفيلة بجعل قلبه يرقص من شدة فرحه، قاطع خلوتهما رنين هاتفه، فانتفض من مكانه متذمرًا، أجاب على أخيه الذي لامه كثيرا على التأخير، متوعدًا له بالعقاب، ثم شرح له موجز عن المهمة، فقط وضح له الخطوط العريضة و المطلوب منه في الوقت الحالي.
-يعني المهمة في المنصورة ..
-أها في المزرعة اللي حكتلك عنها.
-يعني المكان حلو بجد؟
-تحفة يرد الروح !
-و متأمن كويس على كدة؟
-يا بني أنت سكران؟! احنا اللي هنأمن المكان ؟
-أه مأخدش بالي..
-نص ساعة تكون خدت خط السير  اللي مريم هتبعته لك و معاك أستاذ وائل و ولاده الاتنين.
-اشمعنا أنا اللي أخد سي زفت ..و مريم هتبعت لي ليه ؟ ما تبعت أنت؟
ضحك أسامة قائلا:..
-القائد هي اللي بتحدد خط السير و المرافقين.
و تعالت ضحكاته أكثر بعد ردة فعل أخيه الغاضبة و زئيره القوي .
استغرق الأمر منه عدة ثوانِ حتى هدأ، رمق بريهان الجالسة تناظره بفضول!
لماذا يجب أن تبدو ناعمة جدًا و مربكة لقلبه و عقله؟!
هتف لأخيه أخير بارتباك:.
-يعني المكان متأمن كويس صح ؟
-طيب و الله ماليك رد غير كدة .
ثم أغلق الهاتف في وجهه، توعد له عصام في سره قبل أن يردف مكرهًا:.
-أنا طالع خمس دقايق برا لو مالقتكيش هغير رأي و مش هخدك معايا.
وقفت بريهان ناهضة تهتف بفرح:
-بجد هروح معاكم!!
-فات 30  ثانية.
قالها ثم غادر الغرفة، فانطلقت بريهان تلقط ملابسها و تحزم حقيبتها، تشكر ربها أنها لم تفضها أمس!
.........................     
            -أهلا يا فندم .. مع حضرتك الرائد أسامة زهران المسئول عن وصول حضرتك آمن للمزرعة.
ختم قوله بغمزه مرحة لمراد الذي كزر يديه بغضب، يتمنى أن يمحى ابتسامة أسامة السمجة من على وجهه، أو يمحى وجهه نفسه أيهما أقرب!
-يا ابن ال...
حدجه أسامة بنظرات قوية، فصمت مراد قبل أن يتابع سبته، ارتسمت على وجهه الأرستقراطي ابتسامة شريرة أقلقت مراد:.
-اتفضل يا حضرت الظابط ادخل معايا استفسر منك على كام حاجة كدة؟
ثبت أسامة مكانه يشعر بالتوجس من نظرات صديقه البريئة الماكرة –كما يراها-فقال متهربًا:.
-لا أنا أفضل أفضل مع رجالتي .
-لا دي حاجة مستعجلة جدا يا سيادة الرائد.
"يا عم اخلص بقى .. دي مريم هتنفخنا على التأخير"
قالها سامح –الذي يقف خلفه-بضجر:.
ركله أسامة في ركبته بعنف هاتفًا:..
-اسمها المقدم مريم يا حيوان .
وبدون أن ينتبه سحبه مراد بعنف نحو الداخل، مغلقًا الباب في وجه سامح الذي تنحنح بحرج و تظاهر أنه يتحدث مع صديقه الذي يجاوره.
........
-بلاش غشومية .... الفازة بينها غالية يا ولا ...
قفز أسامة على إحدى الكراسي ليتفادى المزهرية التي تهشمت لمئات القطع، و مراد يبحث عن شيء أخر يقذه به .
-هو مش المسدس مترخص يعني أضربك بيه عادي .
-يا غبي! مترخص يعني مستجل باسمك يعني هتروح أبو زعبل .. أنت مستحيل تكون صاحبي و بالغباء ده.
-أدخل أبو زعبل بس أخلص الناس من سمجتك! يعني شايفني هموت من القلق و أنت عمال تستظرف و تستخف دمك اللي مش مجود أصلا.
ابتسم أسامة بسماجته المعتادة قائلا :.
-ما هو دا كان رأي مريم برضو .. بس أعمل إيه دا كيف ألعن من المخدرات.
-يا ابن ...
تصنمت غنا مصدومة سواء من اللفظ الخارج الذي صاح به زوجها الخلوق أو من أصابع الدمار التي لعبت في ردهة بيتها الأنيق.
-إيه اللي بيحصل ده ؟؟
توتر مراد قليلا من مداهمتها، فأردف بصوت حاول صبغه بنبرته الطبيعية:.
-دا أسامة صديقييا غنا اللي حضرنا فرحه .. بنهزر ما تاخديش فبالك؟
حاول أسامة كبت ضحكته من شكل مراد و ارتباكه قدر المستطاع، وقف على الأرض يعدل من هيئته قائلا:.
-أيوة.. صحاب مراد و صاحب أستاذ وائل .. و كنا بتاقش  مع مراد هنورح  لهم المستشفى و لا هما اللي هيجولنا .
قالها أسامة بهدوء فرمقه مراد بصدمة في حين هرت غنا بقلق:.
-مستشفى إيه؟ عشان كدة هنا و سليم هنا و أسألك تقولي شغلي ..
اقتربت  غنا من مراد بعيون دامعة تردف بقلق و خوف:.
-مراد! رباب حصلها إيه ؟
-مفيش حاجة يا حبيبتي.
-لا أنا قلبي كان قلقان و أنت بطمني على الفاضي .. أنا هكلمها دلوقتي ... لا أنا هروحلها !
و انطلقت سهام كشرر من عيون مراد نحو صديقه المغفل.
........................     
في مقهى مشفى الأمل،،   
-نعم يا مجاهد! أسبوع إيه يا سيادة الرائد ؟
-يا فندم اللي أنتي بطلبيه ده  مش سهل أبدًا..
-هما 3 أيام .. كفاية إني سايبه مهاك معتز و محمد.
-تلت إيه يا فندم؟!!
-طب تمام يومين.
-يومين!!!
-أيوة يومين و تكون عندي كل المعلومات و تسلم نفسك و إلا و ربنا أدورك مكتب.
-يا شيخة ربنا ينتقم منك.
لكم تمنى قولها لكنه استبدالها –رغما عنه-بقوله:
-حاضر يا فندم.
-أنا معتمدة عليك يا نسر .
ابتسم مجاهد على هذا اللقب –المحبب لقلبه- و بالرغم من أنه لا يراها الآن لكنه متأكد أنها تقولها بفخر، انتفخت أودجته عزةً قائلا:.
-النسر قد الثقة يا فندم.
..
أغلقت هاتفها معه، تتأفف بضجر في مضطرة أنا تجالس تلك المرأة المتحذلقة حتى ينفذ لأسامة ما طُلب منه، و تبدأ بالتحرك.
يا الله كيف تنظر لها من رأسها حتى أخمص قدميها بعجرفة.
يجب أن تعرف غير أساسات وجهها هكذا حتى تشكره على صنيعه و الخدمة التي قدمها للبشرية جمعاء!!
بينما  رباب كانت تراقب أدق أدق حركة لها! تحاول أن تكتشف ماهية الكائن المائل أمامها.
جلستها! عجرفتها ! طريقة حديثه! طولها و ملابسها! لذكر أكيد ..
المشكلة أن الهيئة و الشكل أمامها لأنثى مكتملة الأنوثة!
يا الله!
ما تلك العيون المهلكة .. لقد سحرتها هي كمرأة!
لكن شيء غامض و هالة غريبة تحبط بها تدفعها بقوة الاستكشاف  و الفضول الغبي لديها أن تستكشفها و تزيح الغموض الذي يغلفها؟!!
انتبهت رباب لتوترها و حكها لجبينها بعصبية فزادت من نظراتها الفاحصة لها!
تأففت مريم مرة أخرة من نظرات المرأة المريبة، فنهضت من مكانها متأففة تنوى طلب قهوتها التي هي بحاجة لها كثيرًا!
أردفت رباب ببرود محتج:.
-هتقومي و تسبيني مش المفروض تحرسيني ؟
ارتفعت شفة مريم العلوية لأعلى بحركة لاإرادية دلالة على استهجانها، تمالكت مريم نفسها بحزم ثم هدرت بثقة:.
-أنا أقدر أحميكي حتى لو مش معاكي في نفس المكان .. أنتي بس متعرفنيش كويس.
و قبل أن تغادر اقتربت منها مريم حد الخطر تردف بخفوت واثق:.
-رغم إنك مش طفلة عشان تتخطفي .. بس لو ان خطفتي هتبقى الخاطف ريحني و يحيك و ظلم نفسه حقيقي.
عادت مريم تربت على كتفها بحزم قائلة:.
-ما تخافيش مش هسيبك تتخطفي عشان سمعتي مش أكتر.
و تركتها لطلب قهوتها، بينما ظلت مكانها تضحك من قلبها !متأكدة أنها ستتسلى كثيرًا في الفترة القادمة مع تلك الصحبة المميزة!
توترت مع الهاتف الذي صدح رنينه باسم "غنا" توترت لكنها تماسكت قليلا لتجيب :.
-السلام عليكم .. أنتي كويسة يا غنا ؟ الولاد كويسين ؟
أجابها صوت غنا القلق :
-كدة يا رباب تخبي عليا! أنتي في المستشفى؟؟
سبت رباب في سرها و بالطبع لا أحد نال هذا الشرف سوى مراد! 
-و الله كويسة .. بس عشان الولاد ما يقلقوش بقى .. مفيش كنت بنزل من على السلم وقعت و اتعورت مفيش حاجة أنا حتى في الشغل أهو .
-ما أنا جيالك أنا و الولاد؟
-إيه؟!!!!!!!! أنتي جيالي و مراد المتخلف ده سابك لوحدك.
-رباب ما تشتمهوش .. هو باعت معايا رجالة بعضلات كدة .. بس استني ما تخدنيش فدوكة .. أنتي ساكنة في الأرضي.. سلم إيه؟؟؟
ارتبك رباب و بدأت تتصبب عرقًا تحاول اختلاق كذبة:..
-وقعت في المستشفى .. سلم المستشفى أيوة!
لقد أصبحت محترفة في الكذب و هي التي لم تعتده يومًا.
-هو مفيش أسانسير ليه نزلتي من على السلم ؟!
غنا دائمًا غبية لكنها قررت أن تستعمل ذكائها في الوقت الخطأ ؟!
ستلاعبها بدهاء إذن :.
-إيه عايزني طب تمام .. معلشي يا غنا عندي شغل... هخلص و استناكي في كافتريا المستشفى .. باي يا قلبي بوسيلي الولاد. 
     ثم أغلقت الهاتف متنهدة براحة!
حتى الكذب يحتاج لطاقة لا تملكها في الوقت الحالي.
......أسطورة البطل بقلمي أسناء علام
عادت مريم بكوب قهوتها تجلس على الطاولة، ارتشفت منها عدة رشفات تستعد للمكالمة القادمة..
استمتعت لشريف و قد على صوته و قد زادت عصبية و هي لا تتوقع إلا هذا مع المهمة الانتحارية التي أوكلته بها.
-مش مكمن كدة كتيرررررر بس متوقع منك إيه ما أنتيم يجيش من وراكي غير المصايب ... هي دي بني أدمة طبيعية زي الناس .. مش طبيعية أبدًا زي اللي بعتاني ليها.
-ما تلم نفسك و أنا سكتالك كدة من الصبح هشان مقدرة البلوة اللي أنا حدفاك عليها بس ماتنساش نفسك .
تأفف شريف متمالكًا أعصابه بعد ان شعر أنه تجاوز حدوده فعلا!
-أنا أسف يا فندم!
-نشوف موضوع أسف و لا مش أسف دا لو تجيلي .. قولي يا شريف بتعرف تمشي على ايدك؟!
-يوووه.. بس هي مستفزة أوى !
سمعت مريم صوت صياح عزة لم يكن صياحًا بل وصلة ردح عالي الجودة! مسكين يا شريف!      
  -سامعة! يا رب اتعامل معاها إزاي؟
معلشي يا شريف اديها التليقون أنا هتصرف.
أعطاها شريف عزة الهاتف، و قبل أن تطلق عزة لسانها على مريم عالجته الأخيرة بصياحها مطبقة مثل "خذوهم بالصوت ليلغبوكم":.
-فيه إيه يا عزة مجتته الرائد شريف ليه ؟ ما تتعدي و تسمعي الكلام ؟ أنتي المفروض عاملة حادثة ترقد أجدها راجل في السرير مش قادر يتحرك اتهدي شوية.
-لسانه مالوش دعوة .. ربنا ما يقصره أبدًا يعيش و يطول!
-مش عليا فاهمة .. تترزعي مكانك لحد ما يتكتبلك على خروج .. و مكان ما يتقالك تروحي و زي ما يتقالك تنفذي.. لحد ما أخلص مهمتي و أرجعلك يا مصيبة و عالله تزوغي.
شعرت مريم أن عزة لن تصمت و ستضطر لاستعمال القوة معها لكنها فجأة سمعت صوت رقيق جدًا يردف بطاعة:.
-حاضر .. ممكن أقفل دلوقتي و نتكلم بعدين.
و أغلقت، تمتمت مريم بتعجب:.
-لا حول و لا قوة إلا بالله! مش مشكلة هبقى أعرف من شريف بعدين..
انتبهت لشابة جميلة تتقدم اتجاههم بخفة، و قد ارتسم على وجهه رباب ابتسامة مشرقة، هتفت تستقبلها بمداعبتها :..
هتفت رباب بحماس تلقائي :..
-الله الله ايه الحلاوة دي.. غنا ممكن ما تظهريش قدام وائل عشان بدأ يعيرني بيكي.. و يقولي اهتمي بنفسك زيها و انا جعغر اللي جوايا بيمنعني جدا و كدا..
ضحكت غنا بقوة، بينما نظرت مريم لها بتعجب للهجة الجدية التي تتحدث بها رباب بينما أضحكت غنا.. و أيضا رباب لها جمال مختلف عن غنا.. البحر و السماء لا يمكن المقارنة أبدأ بين الصفاء و الثوران!
كادت مريم للتحدث لكن رباب غمزتها بمعني ألا تفعل..
غنا برقة : قولي الجملة دي قدام مراد عشان يبهدلهولك...
رباب بضحك : أيوا اللي بيغيروا ليه حق مش معاه القمر من حقه يغير ... و متقلقيش هو معلقه في الشركة و المصنع من غير حاجة.. حرام عليه الراجل و الله.. ليه مش مقتنع ان دا راجل تغذوي ملوش في الملابس..
ضحكت غنا و مريم بشدة على أسلوبها 😂😂
غنا :رباب أنتي مش حاسة انك بقيتي بيئةشويةيا ريري ..
عدلت غنا الجملة بعدما لاحظت الشرشر المنطلق من عيني أختها..
-أ.. أ  شوية مش كتير..
مريم : قصدك سواق تكتوك.
احتقن وجهه رباب بالدماء، فهتفت غنا مبررة :..
-مش قاصدها.. أكيد يا ريري.
هتفت مريم بثقة تليق بها و هي تضع سلاحها أمامها بشراسة :..
-كنت أقصد عادي..
خافت غنا و انكمشت قليلا في مقعدها.. بينما وضعت رباب ساق فوق ساق و هتفت بثقة هي الأخرى :..
-ما تستغليش سلطتك في تهديد الناس يا سيادة المقدم.. عشان دي مستشفى محترمة و فيها كاميرات.. و احنا نحب نخدم الوطن و نبلغ عن الفاسدين.. بس شكلك بؤء اصلا و مالكيش غير  ف التهديد..
غنا بهمس : هي ظابط... هي ازاي ظابط..
بعد دقائق من التحدى لاحظت غنا أن الوضع ممكن أن يسوء بين الاثنتين فهتفت مدعية الألم..
-اه يا رباب.. اه.
انتفضت رباب تجاهها و هتفت بقلق :...
-ايه اللي حصل يا غنا.. اوديكي للدكتور اللي متبعة معاه الحمل.. بس انتي متبعة الحمل في اسكندرية.. يوووه اعمل... انتي اسنديها معايا.
مريم : هي مالها؟
هتفت رباب بغيظ : بقول حمل و بطنها قدامك اهي تبقى مالها؟
اعتدلت غنا مشقة على رباب و هي تحتقر نفسها لأنها استغلت حبها بهذا الشكل، لكن لم يكن هناك حل لايقاف جوز الثيران هاتان!
-لا خلاص بقيت كويسة..
رباب بقلق : طب أكلمك مراد.. أنتي خرجتي ازاي و انتي في السابع؟
مريم بذهول : سابع ايه هي حامل اصلا فين مش بيان لها بطن اساسا.
تجاهلتها رباب و هتفت:
-يجي حبيب خالته دا و أنا اللي هربيه.. هطلعولك سفاح ما تقلقيش.
غنا بخوف : لا مرسي.. أنا و مراد هنتصرف.
-بت دا هخليه شبهي.
مريم : العالم ما يتحملش نسخ منك كتير.. و خصوصا لو راجل هيبقى كارثة متحركة.
ضحكت رباب باستخفاف و هتفت:
-طب كويس اني معرفولي نوع مش ناس كدة لا ست و لا راجل!
احتقن وجه مريم و برزت عروقها.. أي هي على استعداد للكم تلك المتبجحة.
"صحيح الأشباه تتنافر😂✋"
غنا : رباب أنتي سخنة ليه كدة.. أنتي اخر مرة شوفتي فيها بلال و سمر كانت امتى؟
ضحكت رباب و هتفت بمرح:
-قبل ما نسافر على طول.
هتفت غنا بقة حيلة:
-مش هتكبرووا ابدا.. معملكوا عملو انتي و بلال و لا ايه.. ما بطقوش بعض!
رباب : هو بيستفزني و انا بمقدرش اسكت!
غنا : انتوا بتعملو في بعض عمايل.. انتي علجتيه ازاي عايزة افهم؟
-ما تفكرنيش بالتور ده دا مرة زقيني ورم رجلي.. و مرة سابني اغرق المتخلف دا.
-المهم الزيارة عدت بدون خساير في الارواح.
هتفت رباب بإحراج:
-و الله مش قوي!
غنا : عملتي ايه يا مصيبة؟
-الحمد لله سمر لحقت طقم الصيني قبل ما يحصل دولاب الفضيات اللي اتكسر و احنا بنحدف بعض بيه.
مريم بفزع : ليه كدة..
رباب : كلمة منه كلمة مني شتمنا بعض زاد العيار و انفرط العقد من ايدينا و تطاول الموضوع.. بس مش اوي سمر خلطت ايده من شعري و وائل لحقني اقبل اخنقه و انا ماسكة في زمرة رقبته .. سيبك المهم الولاد فين وحشوني قوووي.
أجابت غنا :.
-قابلت وائل على الباب .. شبطوا فيه؟
بادرت مريم بالنهوض هاتفة:.
-طب يلا .....عشان تشوفيهم مش وحشوكِ ؟ 
قالتها و قد حثتهم على النهوض.. نظرات رباب القلقة المتوحشة يقابلها نظرا مريم الواثقة!
......
وقفت مريم تراقب المكان بغموض، فيما انحنت رباب تقبل أولادها و تحتضنهم بشوق، بينما وقف عصام شامخًا كالجبل بنظرات مغلقة و تفاجأت مريم بمن في صحبته، نظرت مريم لعصان بلوم بقابلها بلا مبالاة.
هتفت بريهان :.
-إيه مكنتيش عايزاني؟    
    -لا طبعا يا روحي الرحلة هتكون تحفة بيكي !
هتفت بريهان بدهشة:.
-رحلة؟
-أه طبعا!
قالتها مريم بغموض قبل أن تسحب بريهان بعيدًا هاتفة :.
-رحلة أحنا طالعين نتفسح تمام .. لسانك ما يقولش غير كدة .. و تخلي بالك من نفسك .. و ما تتكلميش و ما تتحركيش من دماغك..
تأففت بريهان قائلة :..
-يوووه أنتي كمان .. دا عصام اداني الوصايا العشر و احنا جايين ..و قالي هيدربني و يخليني أدافع عن نفسي ..
ثم تابعت بحماس طفلة :.
-و قعد يشجعني و قالي أني هبقى قوية قوي.
-طبعاااا!!
-و إن أنتي ما بتعرفيش تدربيني .. أنتي أصلا إيدك تقيلة إنما عصومي هيدربني كويس و بالراحة.
  -أومااااال !!
قالتها مريم ساخرة من أحلام أختها الحالمة و التي ستتحطم على صخرة الواقع مع أول لكمة ستتلقاها من عصام و التي –هي أكيدة- أنها ستطيحها عدة أمتار!!
...........بقلمي أسماء علام
استعانت مريم بالله قبل أن تضع المفتاح في سيارتها مصطحبة الثلاث سيدات .
غنا المتعجبة! و بريهان المتحمسة كطفلة! و رباب القلقة جدًا جدًا !!
لا تصدق تهور الخطة و كيف وافق عليها مراد !
كيف يجمع بينها و بين غنا قبل السفر لا يخشى أن يصل لها جاسر عن طريقها!
جاءها هاتف فوضعت سماعات البلوتوث في أذنها لتتحدث بينما تقود:.
-أيوة يا أسامة اتحرك .
-أيوة ياجميل من شوية.
-تمام! كدة كويس.
-تعرفي إنك وحشتيني قوي.
-أه و إيه كمان ؟
-يا مريم حسسيني مرة إني متجوز أنثى تقولي كلام حلو و تدلعني. 
-ابقى خلي جومانة تدلعك يا بتاع جومانة!!
-مجنونة!
أغلقت مريم الهاتف في عصبية أقلقت بريهان ! و جعلتها تتأكد أن ليلة البارحة لم تنتهى على خير أبدًا! و تجزم أن أمواج من النكد ستبتلع زوج أختها المسكين!
و فجأة ابتسمت بخبث ما إن لمعت الفكرة في رأسها ..
ماذا سيحدث لو ابتعلت أمواج النكد الأخين معًا!
فكرة رائعة!!
.......................بقلمي أسماء علام
-وصلنالها أخير يا زعيم!
-جيد!
مهما هربت يا غنا! مكانك بين يدي الجاسر و فقط!
ستندمين أشد الند على خيانتك لي؟ و تسليم ما هو ملكي لرجل أخر!
سأنتقم منك و من الوغد الذي تحداني! سأجعله عبرة لكل من وقف في وجهه جسار الجاسر!
هو و من استجار بهم ليحموه!
مجموعة هواة و حمقى لا يخذوا غلوة واحدة مع الجوكر !!     
فصل كبير أهوووو كتعويض عايزة أشوف توقعاتكم

أسطورة البطل بقلمي أسماء علامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن