أسطورة البطل بقلمي أسماء علام

مهذبات

الفصل الثامن والعشرون الجزء الأول

"مهذبات"

تكومت عزة على نفسها في ركن الشقة، على وضعها هذا منذ مشاجرة أمس.. بعد ان ذهب حسن و قد صفع باب الحب في وجهها لتجد نفسها فجأة فالعراء بثيابها البالية .. طفلة مشردة متسخة بلا عائلة وبلا مأوى!

طفلة عارية القدمين .. لا تملك سوى قطعة خبز قديمة!

وصورة ممزقة لأب غير مسئول وأم مكلومة و لم يخسر سواها هي وأختها!

وعندما وقفت مريم أمامها تحاول تبرير موقفها و الاعتذار منها .. صرخت في وجهها ودموعها تغرق وجهها ..كادت ان تهرب من ذلك المكان الذي لم يزيد جروحها القديمة إلا نزفا .. لولا أن منعتها مريم و اغلقت عليها الشقة وتركت محمد يحرسها و يتأكد ألا تخرج.

ومنذ ذلك الحين وهي في مكانها محمرة العينين منكبة على حالها ببؤس.

رنين!! رنين!!!

طرقات!! طرقات!!

لا تهتم ! لم تعد تريد أن تهتم لأي شيء يمكن أن يحدث..

قاومت وقاومت حتى استنزفت.. منذ ان كانت طفلة وعمرها يجرى ويجرى وهى تستهلك وتستهلك..

سمعت صوت ضوضاء عالية فيما يبدو كنقاش حد بين رجل وامرأة عفوا أقصد -شرشحة-

-هي عايزة مني إيه تاني؟؟ ربنا يخدها .. ما انا بعدت عنها هي و المغفل اخوها ورمتني في أخر بلاد المسلمين..

-يا آنسة احترمي نفسك و حاولي تسكتي دقيقتين على بعض.

-وعايزني اسكت ليه يا بيه؟ هو أنت اشترتنى انا معملتش حاجة.

-يا بت هسفخك قلم على وشك .. إيه المصيبة دي؟؟؟

وعلا صوت المرأة مرة أخرى على الرجل الذى يبدو كمحمد الحارس المخلص:.

-تضرب مين يا اخويا .. دا ممكن اصوت والم عليك الناس .. يكش بس خدتوني على خوانة .. انت متعرفش عصمت سليمان لما تحط حد في دماغها بتعمل إيه؟؟

مهلا! هل قالت عصمت؟ عصمت سليمان ... عصمت يسرى سليمان إذن!!

قفزت عزة تفتح الباب ووقفت مبهوتة تتأمل ملامح هذه المرأة .. هذه المرأة من المفترض أنها أختها التي انفصلت عنها منذ ما يزيد عن اثنين وعشرين عامًا!

وقفت الاثنتان تراقبان بعضهما بفضول مستكشف..

هنا تدخل محمد هاتفا بنزق:.

-هي مهمة سودا وأنا عارف من الأول.. المقدم مريم بلغتنى اوصلك لاختك يا ست عزة .. اقعدوا جوا بقا و سبوني انا برا براحتى .. عشان أنتم قلبتوا دماغي.

دفعهم دفعًا للداخل وأغلق الباب، ثم جلس على كرسيه وأشعل سيجارة وفتح هاتفه يتصفحه بهدوء يحاول استعادة مزاجه الرائق بعد أن عكرته هتان الأختان المزعجتان..