عاصفة من نوع أخر

2.2K 118 19
                                    

الفصل الثالث عشر

-مش عارفة بصراحة المفروض أرد عليك أقول إيه ... بس يظهر إننا اتسرعنا في جوزنا يا عصام !!

و اختفت خلف باب المرحاض، و تركته يقف مكانه مصعوقًا!

لا يصدق ما تفوهت به!

و خلف الباب جلست بريهان على حوض الاستحمام تجهش بالبكاء.

لكم تمنت حياة لا تشبه مأساتها مع عائلتها و إذا بها تراها تتكرر بحذافيرها!

تمنت و تمنت ثم أضحت الأمنيات هباءً منثورًا!

تخيلت في يوم أن تصل لحالة والدتها مع أبيها.. خاضعة صامته بهد أثمها الكبير في حق أولادها !

و عند ذلك الخاطر أخفت وجهها بين كفيه وزادت في البكاء و تعالت شهقاتها.

هاهنا و لم يعد يتحمل عصام صوت بكاءها، طرق على باب المرحاض هاتفًا بانفعال :.

-بريهان ! اطلعي .. ما تعيطيش في الحمام .

و كأنه ضغط على الزر لتزيد في البكاء أكثر، لم يعد يتحمل أكثر فدفع الباب بقدمه و فُتح أخيرًا ليجدها على حالها، انتفضت واقفة من دخوله الهمجي، فهدرت :

-أنت إزاي تــــ ..

جذبها من ذراعها رغم محاولاتها المضنية للتملص من قبضته غاشمة القوة.

-سيبني .. أنت عايز إيه ؟؟

أجلسها على الفراش و جلس أمامها، يمسك كلا كفيها بكفيه بقوة حانية، يهدر بصوته الأجش:.

-ينفع تعيطي في الحمام كدة؟

صدر عنها عدة همهمات غير مفهومة ، تنهد عصام ليردف بهدوء بعدها :.

-طب إيه مزعلك بس .. المفروض أنا اللي أزعل من الكلمتين الهبل اللي رمتيهم في وشي .. بس أهو بالعقل بسألك بتعطي ليه؟ إيه السبب؟

-أنت!

قالتها و هي نكتد تختنق من أثر شهقات بكائها و لم تعر صدمته الخاصة أية اهتمام إلا حينما هدر مصدومًا:.

-أنا!! يبقى أنتي مكنتيش بترمي أي كلام و السلام ! أنتي فعلا حاسة إنك ندمتي إنك اتجوزتيني!

نظراته المصدومة بدلا من أن تصدمها أفقدتها صوابها كليًا، فهدرت منفعلة تتجاهل تماما قلبها الذي يؤلمه لأجله –كالأبله-:

-أنا مش عايزة مأساة تانية .. أنا صرحتك .. قولتلك قبل ما نتجوز .. فهمتك عقدتي و أنت .. أنت.. حققت أسوء مخاوفي .. أنت زيه زي بابا و عايوني أكونماما تانية و أنا مش هكون نورا تانية.

حاول أن تحدث فقاطعته بوقفها بينما تتابع بانفعال باكِ:.

-حازم ما عملش حاجة هو شاب مجتهد، وأد المسئولية و أنت عارف و لو مش دي الحقيقة أنت مكنتش هتجوزه أختك .. ماينفعش أبدًا كل شوية تهينه بس أنت مش بتسمع إلا رأيك و بس و ناسي إن هو أخويا الوحيد.. و اتريقت على بابا رغم إنه خايف علينا .. و حاليا مريم كمان بس خالتك سميرة فعلا غلطت فيها كتير و اتريقت على شكلها و لبسها و طول القعدة مقارنات بيني و بينها! و أنا مش بكون عارفة أرد إزاي و أعمل إيه و أنت بتسخر من عيلتي كدة .. و كمان .. كمان بتميد إيدك عليا و أنا بقيت أخاف منك وإحنا لسه في شهر العسل .. و مرة ورا مرة هنكون نسخة أسوء من حسين باشا و نورا هانم لأن الفرق بينا كبير بابا كان بيحب ماما أنت لأ..

أسطورة البطل بقلمي أسماء علامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن