الفصل الثالث
"أخ باسم صديق "
انتفضت مريم بسبب الصوت القوى الذي نادها في الظلام :.
_أنتي بتعملي إيه هنا؟ و في وقت زي ده ؟؟؟
تنفست الصعداء لما وجدته والدها، لكنها أردفت بغيظ:..
-كنت هتموتني من الرعب .
اقترب حسين منها ببطء قبل أن يهتف :...
-يمكن عشان فيه حد عاقل بيجي لوحده مقابر و بالليل و خصوصا لو بنت .
تجاهلت مريم استخفافه و لومه المبطن، ثم ضيقت نظرها تفكر في سبب قدومه لهنا، لمقابر عائلة حجازي خاصة! و في هذا الوقت تحديدًا! و بسبب وجود باقة الورد البيضاء تلك في يده!
تجاهلها حسين في الوقت الحالي، فقد عاني الأمرين حتى استجمع شجاعته للقدوم لهنا، و لا يرغب أبدًا في تشتيت ذهنه في الوقت الحالي! سيعاقبها على تهورها و هروبها من المشفى فيما بعد.
-مريم! من فضلك سبيني لوحدي معه ، انتظريني برا عشان فيه كلام محتاجين نتناقش فيه.
تباطأت و هي تنفذ طلبه، تتوق لمعرفة ما الذي يفعله هنا!
شعر حسين برهبة تماد تخنقه، لكنه تشجع قليلا ليقترب من قبر رفيقه ، لكن سرعان ما خانته تلك الشجاعة و هو يقرأ الاسم "محمد حجازي" ، قدم له الزهور البيضاء التي كان يفضلها عن نظائرها ، خرج صوت حسين مرتعشًا حين أردف :..
-محمد ! إزيك؟ ؟ وحشتني يا صاحبي .
بعدها لم يتمالك نفسه و بكى ! بكى عمرًا ! بكى أخًا باسم رفيق رفيقا لن يتكرر!
-أنا أسف يا صاحبي و ندمان .. يا ريت الندم يفيد! الموت بيختار أفضل ما فينا و أنت كنت أفضلنا .. أوعي تفكر إني مكنش زعلان أو موتك ما أثرش فيا .. موتك كسر ضهرك يا صاحبي .. مش أول مرة أبكي على فرقك .. بس أول مرة أزورك .. طب كنت أزورك بأي وش ..كنت مقاطعك و زعلان و الموت خاطفك مني يا غالي قبل ما اجيبك و اعتذرلك عن كل كلمة و كل حرف قولته في حقك .. عن كل تصرف بقصد أو من غير قصد ضايقك ..
تنهد يلتقط أنفاسه اللاهثة قبل أن يتابع رثائه:..
-مش قادر أسامح نفسي إنك موت و أنا مزعلك .. مت و أنت شايل مني في قلبك الطيب ده .. هتسامحني يا محمد .. تقدر تسامحني يا صاحبي ؟
..............................
أمام غرفة مريم بالمستشفى
-اتفضلي يا هانم ادخلي .
دخلت مريم الغرفة متذمرة، استنجدت بأسامة أن ينقذها من وصلة التقريع التي ستحصل عليها حتما من أبيها لكنه لم يبالي كثيرًا فهو أيضا غاضب منها لهروبها منه و تسللها وحدها في المقابر ليلًا!
أنت تقرأ
أسطورة البطل بقلمي أسماء علام
Romanceالجزء الثالث رواية أكشن - رومانسي - كوميدي- خيال قصة حبها أسطورة قام العنيدان فيها بدور البطولة فهل تتحقق الأسطورة أم تظل الأسطورة أسطورة!
