الفصل قصير انا عارفة و متاخر كمان
بس انا فعلا تعبانة محتاجكم تدعولي بالشفا و صلاح الأحوال
الفصل العاشر
لون أحمر
كانت ثابتة كما كانت دائما فقط عينيها كانت ترتجف.
هل يمكن؟
أيذهب كل ما فعلته طوال سنوات جفاءً!! هباءً منثورًا!!
في تلك اللحظة شعرت بيده التي تضمه يدها، و عيناه تحتضن عينيها! لم تكن مجرد نظرة أو لمسة بل كانا انقاذًا لها من الغرق في غيابات الخوف!!
كنت تنظر لعيناه بضياع من فيض عطاياه! عطايا لا تشمل أية أجزاء مادية! عطاياه تغذي الجانب المعنوي لديها، ذلك الجانب الذي استطاع أسامة وحده عزوها منه! وكأنه دخل وأغلق الباب خلفه بحيث لا يعبر أحد بعده.. ولن يعبر أحد بعده!
رمقت بريهان عصام بنظرة جانبية، ثم وقفت أمام أختها ثم أمسكت يدها الأخرى تردف بتشجيع:
-هتنجحي.. هتنجحي يا مريم! أنتي تقدري.
أومأت مريم برأسه مع ابتسامة خافتة.
قاطعهم وصل سيارتهم مع السائقين.
ركب كلا زوج سيارتهم متجهين نحو فيلا سامي حجازي.
في سيارة عصام،
-أبوكي مكبرالموضوع كدة ليه سواق وحراسة!
لم ترد عليه بريهان، فماذا قد تجيبه؟
هذه النقطة في شخصية عصام لم تنتبه لها من قبل؟
سخريته المقيتة!! خصوصًا من أفراد عائلتها! عصام تقريبا لا يعجبه أي فرد من أفراد عائلتها و يسخر منهم و ماذا يعتقد منها ان تسخر معه أم ماذا؟!!
الصمت أفضل حل حتى تجد معه الحل؟
تأمل عصام وجهها الصامت بإزعاج و القليل من الذنب، تابع حديثه يأمل أن تشاركه:..
-أنا هوصلك و هعدي على المهندس اشوف فاضل أد إيه في الدور التالت واديلوا شيك تحت الحساب!
أومأت برأسها و لم تكلف نفسها عناء الرد عليه، تابع هو أوامره.
-هنروح عند ماما على بليل.
" تحدث من هنا للصباح وانظر من سيرد عليك"
الإيماءة الثالثة أو الرابعة، زفر بملل واستدار برأسه نحو النافذة يتابع الطريق بشرود.
....................
في سيارة أسامة،
نست كفها بين يديه و هي تتأمل ملامحه وجهه- الحبيبة- المنزعجة بغموض.
سألت نفسها سؤال أخر.
لماذا؟ لماذا أحبها أسامة هي بالذات؟ لماذا زرع صحراء قلبها القاحلة حبًا؟
سألته يومًا لكنه لم يجب؟ لكن أيصمت حبه في وجه ما هي مقدمة عليه؟ أتستطيع أن تخسر حبه في سبيل ما تصبو إليه؟!!
نظرة أخرى نحو كفها المستريح في كفه لتقرر..
أسامة والحب أولًا والبقية تأتي!
هي أيضا ليست واثقة تمامًا أن ستستطيع أن تصل لذلك الشخص بعد المعلومات التي أعطاها لها جوني... فلتطوي هذه الصفحة و تريح عقلها قليلًا!
فلتمرح معه قليلا ولتمحُ وجهه العابس هذا!
...
بينما هو كان في عالمه الخاص به.
مريم معضلته الأبدية!
حبه ووجعه!
شقاءه وسعادته!
بينما من المتوقع منه أن يساندها حتى تنجح كما يحب دوما أن تراها ناجحة، جانب أحمق أنانُ منه يريدها أن تفشل لا تريدها أن تواصل في هذا الكيان الذي يستنزفها ويسرقها منه! يريدها له وحده!!
يحبها نعم لكن شخصيتها الجامحة تلك باتت تشكل تهديد لاستقراره
وبين هذين الجانبين ضائع هو.
انتبه من شروده على لكزتها لقدمة هاتفة بصوت مرح:
-أنا قولت بقي الكيف منولة.. فلازم أمسى عليك يا شقيق.
انتبهت لها كل حواسه مذهولًا سواء من حديثها أو من السيجارة التي في يدها وتمد يدها الأخرى له بمثيلتها، أمسك يدها اليسرى -الممدودة له- بعنف صارخًا:
-نعم! تاني يا مريم هولع فيكي.
شاكسته بنظراتها هاتفة:
-أنت قفوش ليه يا جدع؟!
-مريم ارمي القرف ده.. ولو شوفتك ماسكة القرف دا تاني ردة فعلي مش هتعجبك أبدًا.
قامت بفتح اللفافة وأخرجت العلكة منها، تلتهما بتلذذ، مردفه ببراءة مصطنعة:
-مقرفة!!!دي جميلة قوي وهتعجبك صدقني.
رمقها بنظرة مدهوشة، ثم أردف بصدمة:..
-لبانة.. لبانة يا مريم !!!
تابعت بنفس البراءة:
-أيوة لبان يا أسامة أومال انت كنت فاكر إيه؟
وبحركة غاشمة جذب رأسها أسفل إبطه، حركة عنيفة لم تؤذيها بقدر ما أضحكتها كثيرًا وأضحكت أسامة معها بشكل أثار دهشة السائق والحارس الذي يجاوره، فتنحنح كلاهما معتدلين في مكانهم مبتسمين بخفة
رفع سبابته في وجهها هاتفًا بتحذير:
-حذاري تشتغليني الإشتغالة دي تاني.. مش كل مرة هتلاقيني متمالك أعصابي.
-مقدرش أوعدك بصراحة.. شكلك وأنت متنرفز أحسن بكتير من وأنت بارد وساكت.
و يقبل أن يرد على مشاكستها قاطعه صوت هاتفه معلنا على مكالمة من "اللورد مراد".
أجاب اسامة مازحًا:..
-أكيد مش قادر على بعدي صح؟ قول صح؟!
قاطعه صوت مراد الخائف والمرتبك -بشكل لم يعتد عليه مطلقًا- قائلا:
-أسامة الحقني.. أنا مش عارف أعمل إيه الحقني؟
..
لم تنتبه مريم للمكالمة كثيرًا منذ البداية فلتفتت تتابع حركة السير المتوقفة عند الإشارة.
قلبها بلا أي سبب لا يتقبل مراد شرف الدين هذا! تشعر وكأن بعد كل محادثة له مع مراد تصيبهم كارثة أو تحل قريبا من دارهم!
وقفت أمام سيارتهم عزة تطرق زجاج نافذة السائق بجلبابها المهلهل كما رأتها أول مرة، فتحت نافذتها بسرعة هاتفة بدون تصديق:..
-عزة! أنتي بتعملي ها إيه؟!
طالعتها عزة بسخرية هاتفة بتهكم:.
-سلامة الشوف يا مريم هانم، بشوف رزقي.. عن إذنك يظهر إنكم مش عايزين مناديل.
-عزة! استني .. أنا ..
قاطعهم لمس أسامة لكتفها هاتفا بتوتر:..
-مريم أنا لازم أمشي .. هروح مشوار روحي عند أهلك و انا هاخد تاكسي و هبقى أجيلك على هناك.
توتر من منظره، فحاولت إيقافه قائلة:..
-فيه إيه ؟؟حد جراله حاجة طب؟
لم يجب عليها بالطبع لأنه ترجل من السيارة و تركها، تابعته بنظرها فوجدته أخذ سيارة أجرة وذهب هكذا!
زفرت مريم بارتباك.
ربااه ما الذي يحدث؟
التفتت حولها تلاحظ احتفاء عزة، فغادرت السيارة تبحث عنها وخلفها الحارس متحفزًا. دارت بعينيها في المكان تتجاهل تماما زامور السيارات المنزعجة من تعطلهم بسببها بعدما فتحت الإشارة أخيرًا، أجفلت بذعر عندما سمعت صوت ارتطام شيء ما بسيارة، ثم ميزت جسد عزة الذي ألقي على الأرض مدرجا باللون الأحمر!
لون الدم !
صرخت مريم باسمها من هول الصدمة:
-عزة!
.............................
في المشفى،
كان وائل جالسا أرضًا بانهزام، محني الرأس يستقبل ضربات القدر قبل صفعاته، تصفيات القدر لحسابته القديمة!
المرارة التي يشعر بها في حلقه تفوق مرارة الحنظل، الحرقة التي تكوي قلبه سيظل يتذكرا لسنوات وعقود!
لا شيء بقادر على أن يمحوا الصورة التي وجدها عليها من عقله إلا بنزع ذاكرته؟
...... قبل ساعتين ...
دخل منزله الصامت تماما كالعادة في مثل هذا الوقت، كاد أن يتجاهل ويتجاهل غرفتها كما خطط ويذهب لغرفة أولاده، لولا تلك الوخزة في صدره التي لا يعرف لها سبب.
"سأطمئن عليها فقد وأغادر بسرعة، هذا لا يفرق بشيء، لا يغير شيء في قراراتي."
وبرفق فتح الباب، يشرأب برأسه لكنه انصعق عندما وجدها منبطحة أرضا على وجهها قرب الباب.
دخل بسرعة لتصعق تمام لمرأى الدم الذي يغرق جسدها الظاهر من المنامة، جثا على الفور على ركبتيه يديرها ثم رفع وجهها، نادها بلهفة خائفة:
-رباب!!!
أكانت مغمضة العينين بإرهاق، تلتقط أنفاسها بصعوبة وكأنها الغرفة والواسعة تطبق على صدرها مما جعله ينتفض طالبا الإسعاف يخشى أن تصيبها الأزمة.
كان يلتقط أنفاسه بصعوبة و كأن ما يؤلمها يؤلمه و بقوة، كانت يديه تمسح وجهها و يديها يتحرى عمق جراحها، انتفض قلبه عندما لاحظ الدماء التي تندفع بغزارة من جروح عنقها، فصاح بذعر :..
-ربااب فوقي .. رباب عشان خاطري اصحى ... ايه اللي عمل فيكي كدة ..
مازالت عيونها مغلقة، لكن ذراعها تسلل ببط و إرهاق لجانب وجهه تربت عليه هامسة:
-وائل! ...... الحمد لله!
قالتها الأخيرة و قد أظهرت أخيرًا غيوم عينيها الملبدة، أمسك يدها التي على خده و قبل باطنها و عينيه لا تحيد عن عينيها، هدر بعنف لما رآها تطلق شهقات تجاهد كي تلتقط أنفاسها و لا قدرة لها حتي تسعل:
-لأ .. لأ ... رباب .. الإسعاف جاية متخافيش .. كله هيبقى تماما .. البخاخة فين البخاخة؟؟
قام من مرقده يقاوم ارتجاف ساقيه يبحث عن بخاختها، يقلب الغرفة رأسا على عقب حتى وجدها، أسرع نحو يجعلها تستنشق منها ويده الأخرى تضغط برفق على جرح عنقها الذي مازال ينزف.
-اتنفسي بالراحة.. اتنفسي يا حبيبتي.
دون أن يدري كانت دموعها الساخنة تنزلق ببطء على وجنتيه!
لكنها استسلمت فجأة للدوامة السوداء التي تقاومها منذ وقت طويل وعندما اطمأنت لنفسها بين ذراعيه تركتها تبتلعها، لتغيب عن الوعي، صاح وائل فيها برعب و يديه تهزها بهستيريا لتفيق..
-لأ رباب لأ.. فوقي مش هستحمل المرادي .. و الله ما هستحمل!!!!
.............. عودة .....
كان مازال جالسا مكانه أمام غرفة الطوارئ حيث اختفت منذ مدة!
لم ينتبه لصدى الخطوات التي تقترب منه و لا للظل الطويل الذي يقف أمامه حتى أنه يغطيه.
" أستاذ وائل .. أنا المقدم عصام زهران و كنت جاي عشان .."
هدر وائل مقاطعا:..
-انا معرفش أي حاجة؟ و مش هقوم و مش هجاوب على أي حاجة إلا لما أطمن على مراتي و أشوفها قدامي .
حاول عصام أن يتحدث لكن وائل صاح مجددًا:..
-ابعدوا عني .. سيبوني في حاااالي.
لا يبدو ان هذا الرجل سيسمعه مطلقًا، فانزوى عصام إلي الجانب يراقبه، و يحرسه كما طُلب منه أن يفعل بهدوء.
الرجل الذي أمامه إما مختل أو عاشق مجنون؟
و كلا منهما أخطر من الأخر لو تعلمون:..
بعد مدة خرج الطبيب، فاستند وائل بكلا يده على الأرض يحاول رفع جسده المستسلم لبرودة الأرضية الرخامية!
استطاع أخيرا أن يستقيم و عيونه تسأل الطبيب بلهفة، فأجاب الطبيب بهدوء..
-المدام حالتها صعبة أوي..
و قبل أن يتم الطبيب كلامه خر وائل ساقطًا على الأرض.
انتفض عصام و الطبيب يهرعون نحوه بقلق ليجدوه فاقدًا للوعي.
....................
ظهرا في منزل مراد،
أردف أسامة برزانة يحاول تهدئة الواقف في مواجهته :..
-خلاص يا مراد ما تقلقلش .. احنا بنتبع كل الخطوات الصح دلوقتي .. خطوات أنت اتأخرت عليها من زمان .. و أولهم ترخيص السلاح ليك انت و شريكك ده .. و احنا تواصلنا دلوقتي مع ناس مهمة جدا .. و مستنين الأوامر و هنجبلك الك.. ده مربط تحت رجلك ..
لكن مراد لم يهدأ بل دار حول نفسه بجنون، و فرك شعره بكلا يديه، فبدى أشبه بالمجاذيب بعيدًا كل البعد عن وجهته الأرستقراطية تماما، ثم هدر بانفعال:..
-انت بتطمني بإيه يا أسامة أنت بتضحك عليا و لا على نفسك .. و لا أنت بتستغبى و لا إيه ؟ دا كان ميت؟ كان عايش ميت كانوا هيفصلوا عنه الأجهزة كمان أسبوع؟ كنت هرتاح منه نهائي و اطمن للأبد .. وحد ميت اكليكنيا عاش إزاي ؟؟؟؟ و هرب إزاي؟ و لحد دلوقتي مش عارف عمل إيه في اخت مراتي؟ عذب رباب؟! ولا قتلها؟!!! و انت عمل تقولي خطط و مستنين ؟ و أوامر عليا كانوا فين دول؟ عملولي إيه قبل كدة و بيعملولي إيه دلوقتي ؟
دار حول نفسه حتى تعب، و القى بجسده بإنهاك على مقعد مكتبه الجلدي المريح يضع كلا يديه على رأسه، يشعر الصداع يكاد يفتك برأسه، اقترب منه أسامة حتى وقف أمامه تماما و اتكأ على المكتب خلفه، هاتفا بثقة يحاول أن ينقلها للأخر:
-مراد هدي نفسك شوية! انت لسه بتقول مش عايز مراتك و الولاد اللي برا يحسوا بحاجة.
-مش عارف أفكر نهائي .. مخي هيتشل من ساعة مكالمة الصبح و أنا مش قادر أتلمى على أعصابي.
...............عودة بالزمن لعدة ساعات مضت.....
نزع جسار اللاصق من على فمها ببطء، و بمجرد ما نزعه حتى شهقت رباب تجمع أكبر قدر من الهواء داخل رئتيها.
-غنا فين؟ انقذني نفسك و سيبها لمصيرها؟ غنا ليا لحد أخر نفس تتنفسه؟ أنتي ملكيش ذنب تتورطي مكانها.
ظل الأخر ينشر سمومه في عقلها كأفعى كوبرا سامة منتظرا منها أن تنقذ نفسها و تورط أختها؟!
ثوان هي ما استغرقتها قبل أن تبصق في وجه بحقد و غل ثم هدرت باشمئزاز :..
-مش عشان أنت مجنون وو.. تتوقع الناس كلها زيك.. لو قتلتني مش هقولك مكانها!
و قبل أن تعي شيء كان الأخر يحرر يدها من اللاصق و يطبق بيد على فمها بعنف و بالأخرى يشوه جسدها بالسكين، كانت تقاومه بضراوة لكن مقاومتها كانت تزيده شراسه أكثر و تزيدها هي أذى!
بعد مرور بعض الوقت سكن جسدها باستسلام موشومًا بختم الدم، بينما غيوم عينيها الملبدة مازالت تقاوم حتى لا تغلق، اقترب منها بوجهه و هو موقن تماما أنها لولا أنه لو أفلتها لسقطت أرضا دون مقاومة، همس لها بخبث:..
-ليه الناس مفكرة إن الموت هو أبشع مصير، أنا هسيبك تنزفي كدة، هسيبك عايشة تحلمي في صحوتك قبل نومك بيا و باللي عملته فيكِ.. تتخيلي اللحظة اللي هرجعلك فيها تاني .. تموتي من الرعب كل ليلة خايفة إني ازورك تاني .. و هزورك تاني!
قالها و تركها لا تقو حتى على التنفس.
لكنها لا تستسلم! ستحذر غنا و لو كان أخر ما تفعله في حياتها.
زحفت حتى وصلت لهاتف المنزل تطلب رقم مراد المسجل و هي تلهث، انتظرت حتى أجاب عليها بعد مدة بقلة ذوقه المعتادة منه معها، لكنها قاطعته تهتف بصوت متقطع من الألم:..
-مراد! غنا!! خلي بالك.. جسار ع.. عايش .. كان هنا ...
انتفض الأخر من على فراشه يهتف :..
-عايش إزاي ال... ده ؟ كان عندك؟!! عمل فيكي إيه؟! وائل فين؟؟
-خلي بالك بيدور ... عليكم ... الأولاد
و قبل أن يختفي صوتها جمعت اكبر قدر من القوة لتقول:..
-وائل.. قوله إني بحبه!!
و أغلقت ترمي بجسده على الأرض بإنهاك غير قادرة على فعل ما هو أكثر !!
بينما تزينت الأرض و الهاتف باللون الأحمر!
لون الدم!!
................ عودة للوقت الحالي ..
هتف مراد بألم يحرق قلبه:..
-أنا مش عارف أتصرف .. لولا إني فكرت فيك يا أسامة على طول مكنتش عارف هعمل إيه ؟ انا خايف و متلخبط؟ أنا مش عارف أبص في عيون غنا لأنها هتفهم .. هي أصلا قلبها حاسس و شاكه.. اي غلطة معما كانت بسيطة هتكلفي حياة أهم حاجة في حياتي مراتي و ابني؟
وضع أسامة كلا كفيه على ذراع مراد هاتفا:..
-مراد! أنا معاك.. انا في ضهرك يا صاحبي .. ثق إن كله هيبقى تمام!
نظر الأخر في عيونه يتقبل دعمه داعيًا من الله أن تكون ثقة مراد في محلها!
.........................
في فيلا سامي حجازي ،
عصرا،
عادت مريم منهكة القوى بعد تلك المعاناة في اروقة المشفى حتى اطمأنت على حالة عزة مؤقتا!!
كان حسين و نورا و سامي يجلسون برفقة بريهان في الحديقة الكبيرة جوار حوض ورد محمد و دعاء!
كانوا يبدون مرتاحون و يتناولون الأحاديث الشيقة، و سماح تقدم لهم العصائر و الكعك.
بمجرد ما رأتها نورا حتر اتجهت نحوها بلهفة تضمها بين أحضانها بحب هاتفة:..
-اتأخرتي ليه؟ وحشتيني أووي يا مريم؟ وحشتيني يا بنتي؟
كانت مستغرقة تماما في حضنها الدافئ!
هل تعلمين كم حضنك دافئ يا أمي و كم أحب أن أرتمي فيه! أتمني أن أرمي بثقل اوجعي كلها عليه! أريد أن افضي لك كل ما في جعبتي دون أن أبقي شيئًا!
هل لو كنتِ تعلمين، كنتِ ستحرمينني منه ؟
تبقى الأمنيات أمنيات!
جذبها من عناق والدتها القوي يد والدها الحازمة و هتافه الحنون الغريب عليها:.
-كفاية بقى يا نورا سيبهالي شوية .
ظلت مدة لا بأس بها تنعم في فردوس أحضانهما التي حرمت منها عمرًا، قبل أن تنتبه لنظرات جدها الجامدة ثم غادر نحو الداخل دون أن يلقي حتى سلام عابر!
تهدل كتفي مريم باستسلام ذاهل.
الهذه الدرجة لا يتحملها!!
سامح الكل إلاهي!!
أسيبقى ذنبها في حق ابنه نقطة سوداء تحمي بياض لوحتها الماضية معه!
إذا لابد أن يقول اللون الأحمر كلمته!
لون الدم!!
أسفة يا أسامة حبك ما عاد قادرا على ري زروع حبك في صحراء قلبي .. فذبلت و ماتت!
لقد شبك حرف الراء نفسه فاصلا بين الحاء و الباء!
حرف راء منقوش بلون الأحمر!
نقطة و من أول السطر.
بقلمي أسماء علام
توقعاتكم
أنت تقرأ
أسطورة البطل بقلمي أسماء علام
Romanceالجزء الثالث رواية أكشن - رومانسي - كوميدي- خيال قصة حبها أسطورة قام العنيدان فيها بدور البطولة فهل تتحقق الأسطورة أم تظل الأسطورة أسطورة!
