الفصل الأول
دخل يتبختر... حاملا حقيبته بعشوائية فوق كتفه.. وما إن خطى لداخل المنزل الكبير الذي كان دوماً يكرهه..
حتي رآها تنزل الدرج الذي يتوسط الصالة السفلية للمنزل وتبدو شاردة للناظر إليها غير مستوعبة وجوده ..
إقترب منها و على وجهه ترتسم إبتسامة عابثة..
" وا فرحتاه.. ٱنظروا من مازال عندنا "
و اقترب منها أكثر..
أما هي فكانت قد نزلت ما تبقي من الدرج بشرود الخطوة عدا آخر درجتين..
تنظر إليه بوجه شاحب..
فها هو سبب شقاءها وأصعب ما مرت به يتجسد أمامها..
إقترب حتي وقف مقابلاً لها.. هاتفاً بسخرية..
" ماذا يا زوجتي العزيزة... أووه آسف.. "
ثم تابع هازئا..
" أقصد يا طليقتي..
ألم يخبرك أحد أني طلقتك؟.. أم بوجودك هنا تأملين الرجوع إليّ "
مازالت على جمودها غير قادرة على التحرك..
أو التنفس ..
إقترب بوجهه منها منتشيا بجمودها قائلا بوقاحة..
" ليس لدي مانع أبداً .. ولكن يجب أن أعقد عليك من جديد حتى تحلين لي "
سكت قاصدا يرفع إصبعه السبابة يقترب به من خدها ليلامسه.. قائلاً بعبث و وقاحة..
" و حينها سأثبت لك أن بقائك وانتظارك لي.. جاء بثماره "
وقبل أن يلامس إصبعه خدها.. هتف به صوت جهوري من الطرف الآخر للصالة..
" يوووونس "
انتفض مكانه بضآلة أصبح يشعرها.. وبدون وعي منه إلتفت إلى الصوت.. هاتفا بصوت هامس..
متباعد ..
" أخي !! "
إقترب تمّام من أخيه بعنجهيته وسلطته وسلطانه..
ينظر إليه بجليد عينيه..
كان قد وصل بالقرب منه.. ثم قال بصوت بارد..
" تجرأ.. و لامسها بإصبعك فقط.. و وقتها لن تلوم سوى نفسك "
ثم تحرك باتجاه الواقفة كالأموات ..
إقترب منها بحمائية .. مادا ذراعه يحاوط خصرها بتملك.. هاتفاً وهو يقربها منه أكثر وكأنه يوشمها علي جسده
" أقدم لك يا أخي... سيدة هذا البيت .. زوجتي "
*******
يجلس الأخوان قبالة بعضهما.. بأعصاب مشدودة.. وتوتر ملحوظ..
بعد أن رمى تمام قنبلته المدوية أمام يونس الذي تجمد رهبة من الموقف..
( لقد تحرش فعليا بزوجة أخيه)