الفصل التاسع 🍒🎶

1.6K 66 11
                                    

الفصل التاسع

حين يريد آدم أمرا يتحول إلى ثعلب..
ثعلب مَكار يظل يحوم حول فريسته بنعومة حتى تقع في فخه..
لا يعلم آدم أن لكل وقوع ثمن
و لكل ثمن ضحاياه..

حين رمى برهانه و تحديه في وجهها كان يعلم أن النتيجة لصالحه..
و هذا ما حدث و هو يناظرها باستمتاع..
يراقب وجوم ملامحها..
تتركز عيناه على زمة شفتيها راغبا أن يدللهما بطريقته و يبعد عنهما تلك الزمة المُغيظة لرغبته..
" ها.. ما رأيك ؟"
قالها و هو يقترب بجسده من طاولة يجلسان حولها.. مكتفا ذراعيه و مستندا  بهما على سطح الطاولة..
تلمع عيناه بترقب للنتيجة التي ظهرت على هيئة نظرة ساخطة منها ..
متمتمة بحنق..
" حسنا.. لقد كسبت.. "
تنفست بعمق ثم أكملت بتأفف..
" ماذا تريد ؟"
إبتسم
بل زادت ابتسامته اتساعاً..
رجع بظهره للوراء واضعا ساقا فوق أخرى..
و أسند ذقنه بين سبابته و إبهامه.. و هو يطالعها بغموض..
ثم قال منتشيا..
" أولا .. "
و ترك كلمته معلقة قليلا ليثير داخلها الترقب.. ثم تابع آمرا..
" ستأتين بملفاتك الخاصة بالمشروع.. و ستعيدين العمل عليه أمامي.. "
ضيقت ما بين حاجبيها بعدم فهم لتسأله مستفسرة و متشككة في نفس الوقت..
" هل هذا كل ما تريد ؟؟ .. "
ثم أضافت ساخرة.. و كأنها لا تصدق البراءة التي يدعيها بطلبه..
" حقاً !! "
إبتسم ثانيةً ..
و لكن تلك المرة بشقاوة متأصلة فيه..
تخلى عن وضعيته ثم تحرك باتجاه الطاولة كما وضعه السابق..
مستندا بمرفقيه.. غامزا بإحدى عينيه و هو يقول ..
" ستتفاجئين بما أريده حقا "
رفعت أحد حاجبيها تحاول فهم ما يريد إيصاله لها.. و لكنه تحرك فجأة واقفا حتى لا يترك لها فرصة التفكير أو فهم ما يبتغيه..
" هيا.. هاتي أوراقك و حاسوبك و سأنتظرك هنا "
تحركت من مكانها لتذهب لمكتبها تجلب أوراقها و حاسبوها و سرعان ما عادت إليه لتجده قام بتغيير وضعية الكراسي لتكون أقرب..
و جلس هو على كرسيه بوضعية مريحة.. و لكن وجهه ليس للطاولة..
بل مواجه للكرسي المجاور له و الذي من الواضح أنها ستجلس عليه..
و بالفعل وجدته يشير له..
فنظرت له بتشكيك قبل أن تقول مشيرة برأسها لكرسي أبعد.. قليلا تقريبا..
لا هو كثيرا.. و كأنها تدرك أنها بمجرد جلوسها في المكان الذي اختاره ستكون في حيّز خطورته لا محالة..
" لماذا لا أجلس هنا؟ "
اِستند بكوعه على حافة الطاولة بجواره.. و أراح جانب وجهه على راحة يده المرفوعة..  ثم قال بتكاسل.. 
" حتى أستطيع متابعة تقدير المساحات لكي لا تقعي في نفس الخطأ
مرتين " 
الوغد!!..
لن ينسى لها خطأها.. بل و يستغله ضدها..

تحركت من مكانها بتأفف واضح لعينيه مما جعل استمتاعه يصل لمرحلة أعلى و خاصة و هو يرى عدم قدرتها على الرد..
إبتسم بشماتة.. تستحق ما يفعله فلكم أفحمته بردودها المستفزة..
يراقب جلوسها برشاقة.. و لم يخف عليه تحريكها للكرسي لتبعده قليلا..
إبتسم ثانية .. و لكنه لم ينطق..
فاللاعب المتميز هو من لا يكشف كل أوراقه دفعةً واحدة..
مد يده لسطح الطاولة ممسكا بعلبة سجائره ثم أخرج واحدة منها و وضعها بين شفتيه.. و عيناه لا تفارقان وجه تلك الحسناء أمامه..
أشعل سيجارته و أخذ يمج منها باستمتاع ليس له مثيل..
أبعد السيجارة عن شفتيه واضعا لها بين إصبعيه.. ثم أسند ذقنه على راحة يده الممسكة بها.. و قال بمغزى لم يصلها..
" ها.. من أين نبدأ؟.. بما أريد؟.. أو بما ستفعلين؟ "
أجابته دون أن تنظر إليه و أصابعها تعمل على لوحة مفاتيح حاسوبها..
" بالتأكيد بما تريد.. فأنت من كسب التحدي "
إلتمعت عيناه متخيلا لو نفذ بالفعل كلامها و بدأ بما يريد..
التخيل كان كفيلاً لإشتعال حيز التنفيذ..
هنا..
في مكتبه..
فهتف بصوت أجش..
" أرى أن نؤجل ما أريده قليلا "
رفعت عينيها له أخيراً.. فتابع مُسلطا نظراته على عينيها..
" فلنبدأ بما ستفعلينه "
إبتسم ثم أخذ يمج من سيجارته بإنفعال لم يخف عن عينيها..
و لكنها لم تعطه بالاً فإلتفتت تتابع عملها بدقة أثارت إعجابه..
ظل يتابعها بعينيه و كأنه سيفترسها..
و كأنه سينقض عليها.. 
لم يكن بهذا الضعف تجاه إمرأةٍ..
و لا تلك الحاجة المميتة تجاه إمرأةٍ بعينها..
هو لم يعط بالا لأي إمرأةٍ من الأساس..
و في عُرفه المرأة خُلقت للمتعة..
لن ينافق و يقول أنه قديس..
أبدا..
هو ليس قديسا..
هو شيطان خرج من النعيم ليعيث في الأرض فسادا بعد أن طُرد..
و لكن في حالته هو لم يُطرد..
هو اختار البعد..
اِستهواه العبث فأصبح له نهجاً ..
عشق اللامبالاة بعد أن جرّب المبالاة و لم تذقه سوى الألم..
نعم هو شيطان تم تشكيله بواسطة أيادٍ أخرى..
و لكنه أحب دوره..
بل فضله..
نعم هكذا أفضل..
اللامبالاة تطيل عمر الإنسان..
و تجعل قلبه في حالة من السُكر..
أما حقيقة الأمر..
فقد استعذب دور الضحية فتفنن في اِرتداء قناعه..

قلب بين شقيّ رحى ج٣ من سلسلة والعمر يحكي بقلمي راندا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن