الفصل الثاني 🍒🎶

3.2K 83 4
                                    

الفصل الثاني

" و لهذا أخبرتكِ أني لا أريد أطفالا.. لا أرييييد "

قال آخر كلماته غاضبا.. مما جعلها ترد عليه بشراسة..

" و لكني أريدهم.. و إذا كنت لا تمتلك قلبا لإحتواء أطفالي فهذا لأنك متحجر القلب.. والـ "

و الصفعة دوت في الأجواء لينقطع الكلام..

و تدوي شهقة صغيرة صدرت عن فتحة الباب الذي لم يكن محكم الغلق..

و الذهول تلبّس الأب..

و الألم رسم ملامح الأم رسما لن يُنسى..

و الهمسة المذهولة.. المتوجعة صدرت عن من كان يظنه أبًا..

" يونس!! "

و النداء صاحبه تراجع من طفل تم طعن قلبه بسكين ثلم..

طفل لا يعي ماذا يعني تفضيل أخ عن أخ..

طفل لا يعي معنى

( لا أريد )

و لكنه فهمها..

فهمها بأبشع طرق الاستيعاب ..

غشت الدموع عينيه الطفوليتين.. ثم تراجع خطوة أخرى..

و تسابقت ساقيه في الهرب ..

هرب ليس خوفا من عقاب أب قد يطاله..

و لكنه هرب جزعا و رعبا من المعنى الواضح الذي وصله..

ظل يجري..

يجري.. 

و يجري حتى ذهب لشجرة عملاقة في خلفية البيت.. واستقر تحتها متواريا عن عيون أبيه الذي يبحث عنه و يناديه و لكنه لم يجد لندائه مجيبا..

أما يونس فظل في مكانه متظللا بشجرة هي أهون في عطاءها..

كان ينهت بقوة .. و أصوات أنفاسه عالية لأذنيه..

و عينيه متسعتين ناظرا للأرض بخواء غريب على سِنه ..

و بعقله فكرتين لا ثالث لهما ..

والدهه لا يريده..

و تمام أستحوذ على والده و والدته..

تفكير طفولي و لكنه منطقي و خاصة بعد ما سمعه من والده..

لن ينكر غيرته من أخيه الأكبر بطفولية و خاصة حين تبدي والدته إهتماما زائدا بأخيه..

و تزيد غيرته حين يكون الأخ الأكبر محط إهتمام من جميع العائلة..

و لكن الآن الأمر تعدى الغيرة..

تعدى الحنق الطفولي..

و تلك اللحظة كانت شاهدة على أول نبتة للحقد المجنون بين الأخوين..

إحقاقا للحق.. حقد مجنون و لكنه موجه من الصغير للكبير..

و بنفس اللحظة كانت البداية ليونس آخر لم يتمن أن يكونه أبدا..

قلب بين شقيّ رحى ج٣ من سلسلة والعمر يحكي بقلمي راندا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن