الفصل الثامن والثلاثون 🍒🎶

1.2K 66 7
                                    

الفصل_الثامن_والثلاثون

يغار علينا الماضي وقت الضعف
وقت الوحدة
وقت نكون فيه أشد افتقارا لكلمة..
همسة..
سند..
باختلاف مسمياتهم ولكن جميعهم يندرجون تحت بند الضعف.. 
فنجد أنفسنا نلجأ للهروب..
و الهروب هو الوجه الآخر للاستسلام
استلام روح..  استسلام جسد..  استسلام عقل.. 
جميعها استسلام وكلٌ له غرضه وطريقته .. 
فاستسلام الروح هو موت.. 
استسلام الجسد إنهاك.. وانتهاك.. 
استسلام العقل لا يختلف كثيرا عن الموت ولكنه موت بطيء.. 
فليس العقل دوما نعمة..  قد يكون نقمة لكل من ينهكه.. 

****

قبل أيام

" مبارك يا حكيم "
توقف المقصود بغتة لا يعلم لمَ النبرة أرهبته للحظات.. 
ولمَ الوقفة أثارت ريبته.. 
" مجد؟!  "
والتساؤل خرج ملهوفا رُغماً عنه..  فإن وُجد مجد ستكون أخرى هنا..  دار بعيناه فلم يجدها..  عاد بنظراته للواقف يناظره بجمود..  قسوة نضحت بها ملامحه.. 
" هل تنتظر أحد "
والسؤال مراوغ من القاسي.. وكم يلاعبه عقله أن يسدد بعض من اللكمات الضارية لملامحه علّ ناره تهدأ.. 
" لا..  "
وإجابة الحكيم بسيطة في نطقها.. ولكنها كنفس خرج محموما مليئا بنفحات نيرانية ترغب بالقضاء على كل شيء.. 
رغب في رد الصاع صاعين للغائبة ولكن ها هي تركت له ثأره منها..  ثأره لكرامته التي أهدرتها ببساطة كبساطة اعترافها بحب الواقف أمامه.. 
" العقبى لزفافك يا مجد "
قالها شاهر بقصد يرغب بإيلام الواقف..  لا يدري أن الألم يتشعب بروحه قبله .. 
ندان يواجهان بشراسة وكلٌ له أسبابه.. 
" على حسب معرفتي كان زفافكما خلال الأسبوع الحالي.. هل حددتما الموعد "
يكور مجد قبضتيه مانعا نفسه من تنفيذ رغبته المكبوتة.. 
" لا..  لم نحدده "
والنظرة مظلمة..  قاسية..  منتظرة..  فيهديه مجد الضربة القاضية لروحه ولغبائه.. 
" لأن الزفاف تم إلغائه "
اتسعت عيني شاهر بغير تصديق..  استفسر بعدم فهم.. 
" ماذا تعني "
" أعني أن خطبتنا فُسخت "
إجابة كضربة فوق رأسه فيقترب بتحفز.. 
" ماذا تقول أنت "
وتحفزه أغاظ الآخر ليهتف بتهور جاذبا أعين بعض الواقفين.. 
" ما سمعته أيها الغبي "
أمسكه شاهر من تلابيب قميصه الأسود يزمجرا كأسدين يتقاتلان.. 
وصياحهما جلب بعض الأنظار القريبة وأول من نظر كانت العروس التي اقتربت ببطء والكلمات القادمة كخنجر مسموم يصيب أعمق قلبها..  لتدرك أنها لم تؤذ يونس فقط.. 
فلقد أوجعت أعز صديقة لها..  بل صديقتها الوحيدة.. 
" فسخنا الخِطبة لأنها تحبك أنت وأنت ماذا فعلت..  تزوجت صديقتها.. 
فلتهنأ يا شاهر دويدار بنار قلبها تجاهك "
ثم ختم كلماته بلكمة قوية زينت جانب وجه الحكيم .. ولم يكن لدى شاهر الوقت اللازم لتفاديه فقد كان غارقا فيما سمعه.. 
" أين هي "
هتف سؤاله بخفوت مترجي..  ولكن قابله مجد بجمود..  مبعدا قبضتي شاهر اللتان تمسكان به.. 
" لن أخبرك "
وهمّ ليتحرك ولكن شاهر أوقفه يعيد رجائه.. 
" مجد أرجوك ..  فلتخبرني الآن.. هناك ما يجب عليها أن تعرفه "
رجائه.. صدقه.. توسله..
كل هذا جعل مجد يناظره بقوة خالطها الألم..  فهمس يخالف كلمته لها.. 
" صفا عادت لوطنها "
تسمر شاهر كما تجمدت أنفاسه داخل صدره مرددا الكلمة.. وطنها!!..
الوطن الذي حرمه على نفسه بعد أخرى ماتت..
" وها أنا أخبرك فلتتنساها يا شاهر ولا تتعرض لها بأي شكل لأني من سيقف لك "
ثم يغادر مجد بحركات سريعة دون أن يزيد حرفا تاركاً الآخر وسط هيجانه وتخبطاته.. ينعى فقد تم بأكثر أشكال الوجع حُدوثاً .. 
فقد كان سبباً رئيسيا به.. 
التفت بناظره ليجد عروسه واقفة بذهول ومن النظرة الأولى إليها أدرك سماعها لكل حديثه..  ونظرات عينيها تدينه!!  .. 
فيجد نفسه يبرر سريعا..  متلعثما.. 
" أنا.. لم.. أكن أعلم "
فتفاجئه بإجابتها الخافتة.. 
" أعرف "
تقترب خطوة منه تسأله ونظرة عينيها تتبدل لتشاركه عشق حُرمت منه أو تعديلا للنص..
هي من حرمت نفسها منه.. عقابا له.. لها.. لا يهم.. 
الأهم أنها حالياً ضائعة..  وضياعها ازداد بما سمعته.. 
" هل.. تحبها.. حقا؟!  "
والسؤال صبغه ارتعاش غير مصدق وكأنها ترغم نفسها على عدم التصديق.. صديقتها تحب شاهر؟!..
وهو؟!.. 
نظر لها دون كلام..  نظرات معذبة..  متألمة..  صارخة بعشق تنبض به ملامحه.. ملامحه التي جعلتها تهمس بارتياع تُؤنب نفسها .. 
" يا إلهي.. ماذا.. فعلت "
لقد أوجعتها..  آلمتها دون أن تدري.. 
اقتربت خطوة أخرى.. خطوة ضائعة..  شاردة.. 
تلوح بذراعيها بغير هدى ولسانها يهمس ذاهلا.. 
" أنا لم.. أكن.. أعلم "
عيناها تصرخان بضياعها.. حركاتها هوجاء بغير راحة.. 
" أنا.. أنا صديقتها.. كيف لم أعلم " 
دارت حول نفسها تتابع تأنيب نفسها.. 
" ليس لها أحد "
تجلد روحها قاصدة فهذا أقل ما تستحقه.. 
" لقد خذلتها "
تنظر له منتفضة وكأنها تذكرت فجأة.. 
" يا إلهي.. لقد ذهبت إليهم "
واجهها واقفا أمامها.. 
" من تقصدين؟!  "
" أهلها "
والإجابة جعلته يضيق ما بين حاجبيه بعدم استيعاب وكأنه يوازن بين كلماتها وبين كون الأهل أمان.. دعم وسند.. ولم تتأخر چود في زيادة حيرته.. 
" يا إلهي أهلها!!.. لقد أساءوا إليها كثيراً "
يقترب أكثر ينتشلها من هذيانها مجبرا إياها على النظر له..  والإجابة عليه.. 
" أساءوا اليها؟! .. ماذا حدث "
نظرت إليه بزيغ وكأنها تحاول رؤيته حقا.. 
" هناك.. هناك أمراً حدث بالماضي بينها وبين زوجها "
والغضب ارتسم على ملامحه.. فزين صوته..
وتحفزت كل خلاياه دفعة واحدة ليمسك مرفقها بأصابعه بقوة وكأنه يجبرها على التركيز كي تُخرج كلماتها صحيحة.. 
" تقصدين من كان زوجها "
لا تشعر بأصابعه ولا تشعر بناره لتزيده فوق نيرانه سيلاً.. 
" يا الهي شاهر..  بالتأكيد عودتها لن تمر على خير "
وذعرها..  هذيانها..  زيغ عيناها جعلوه يتراجع قليلا في هجومه.. 
" جود اهدئي وأخبريني ماذا هناك "
تسحب مرفقها من قبضته تدور بعينيها يمنة ويسارا.. 
" أنا.. أنا لا أستطيع اخبارك بما حدث "
تتراجع خطوة تبتعد عنه تتابع كلماتها.. 
" فقط كل ما أقوى على قوله هو زو..  "
قطعت كلمتها حين رأت اشتعال عينيه فتوضح..
" أقصد طليقها قريباً لها.. "
ونظرات عينيه المستفسرة جعلتها توضح.. 
" يكون ابن خالتها..  "
وهنا توقف الزمن للحظات مُدركا نقطة تشابه أخرى.. 
تشابه لا يعلم مصدره ولا كيفيته..  تشابه لا يعلم هل بينه وبينها أم بينها وبين أخرى .. 
هو يكون ابن خالة زوجته التي توفت.. الأولى.. 
وهي تكون زوجة ابن خالتها.. أي قدر ربط بينهما.. 
" ماذا فعل لها "
تساءل بخفوت حذِر وكأنه يستعد لسماع جريمة في حقها.. 
" لن أقوى على قول شيء يا شاهر فعليك السماع منها وإن أرادت إخبارك ستقول كل شيء "
أخفضت عيناها تنظر للأرض وهمسها يصله مشعلا قلقه وتوجسه ناحيتها.. 
" المعضلة الآن في أهلها.. أرتعب من أنهم قد يسيئوا إليها "
ترفع عيناها إليه.. همسها خرج مشحونا بنبرة بكاء خانتها.. 
" لم يساندها أحد يا شاهر "
ونظرته كفيلة بتساؤله فتجيبه تطعن قلبه بما لم يتخيل أن يسمعه يوماً.. 
" طعنوا فيها وفي شرفها وأهلها لم يقدموا أي دعم لها بل ساعدوا في نشر الكلام عنها بطريقة أو بأخرى "
انحبست أنفاسه للحظات..  أو دقائق لا يعلم وتفسير كلماتها يطعنه بل كخنجر يصيب قلبه مِرارا وتكراراً دون رحمة.. 
كلمات تُعذبه وتُدينه.. 
الآن فهم..  فهم لماذا كانت تهاجمه..  لما وقفت أمامه في الماضي تسأله بتوجس .. 
(هل قصدتني أنا بتلميحاتك تلك ؟)
لتكون إجابته المستخفة..
( ولمَ لا؟.. ألستِ أنثى ؟)
يتذكر..  يتذكر جيدا ما قاله بعدها.. 
( أنثى جميلة.. مغرية.. تهوى جمع الرجال حولها)
همساته خرجت وقتها متشحة بالنقم..
يتذكر ملامحها جيدا..  بل يعايشها في حلمه طوال الفترة الماضية.. 
يتذكر جيدا كيف انخرست أمامه للحظات وكأنها!!  .. 
وكأنها؟! 
وكأنها لم تصدق أن تسمع منه هو بالذات هذا الحديث.. 
وقرأ هذا في عينيها ولكنه تجاهل.. تغافل.. أو لم يفهم .. 
نظرتها كانت منكسرة..  مصعوقة..
الأن فقط علم معنى نظراتها..  نظرات أربكته ولكن زادته عنجهية وغرور ليتمادى مقترباً..
متجاوزا حدود رسمتها بنفسها وتخطاها هو..  تعداها قاصدا أو غير قاصدا الأهم أنه فعل..  فعل ليفقد نفسه فيها أكثر وأكثر.. 
والآن هو لا يختلف كثيراً عن معتدييها.. لا يختلف أبداً عن من ظلموها.. 
" ماذا ستفعل؟!  "
" ماذا تقترحين؟!  "
سؤال وإجابة يتسمان بالحيرة.. بالتشتت.. بفقدان الهوية.. 
" لابد أن تسافر لها وتقنعها بما رتبنا له.. احك لها كل شيء "
والعرض كان منها ليقابلها الذهول والتردد.. 
" أسافر؟! "
تلتفت له تلوح بيدها مقرة بثبات وعزيمة.. 
" نعم شاهر..  أنا لن أستطيع مهاتفتها قبل أن تعلم الحقيقة "
" ولكن!!  "
والاعتراض منه كغريق ليس له طوق نجاة سوى مواجهة الموت.. 
" لكن ماذا "
" أنا لا.. أستطيع.. العودة.. للوطن "
وتقسيمه لجملته ليست ضعفاً بل كانت ألم.. وجع.. ماضي دفنه هناك وهرب منه فيأتي الحاضر والمستقبل ليجبراه على المواجهة ولكنه لم يستعد.. ليس مستعدا لهذا بعد.. 
" لماذا؟!!  "
" لا أستطيع يا چود افهمي "
ناظرته بعينين متفرستين.. بتدقيق وقراءة استطاعت إجادتها لملامحه المتألمة فتراجعت خطوة مقرة بواقع ستفعله إن اضطرتها الظروف.. 
" حسنا سأسافر أنا "
ثم لوحت بذراعها تجاه المدعوين القلائل الموجودين وأردفت.. 
" خلال يومين نستطيع إنهاء تلك المهزلة التي حدثت "
ابتعدت خطواتها عنه ولم تكد تصل للخارج حتى توقفت مكانها مصدومة..  مذهولة..  ورؤية من أمامها تعيد لها لحظات موتها على يد حبيب القلب.. 
الواقف أمامها ليس بمفرده فكان بصحبة من سبقتها إلى حبيبها.. 
ريتا من كانت زوجة يونس تقف بصحبة الطالب الذي تعرض لها قبلا..
الطالب الذي لا تتذكر اسمه حتى.. 
من كان معها داخل إطار صورة لعينة كانت بداية الذبذبة بينها وبين من ملك القلب.. 
اقتربت منهما وعقلها لم يتخل عن السؤال المحير في هذه اللحظة.. 
( ما الذي يربط ريتا بذلك الشخص) 
اقتربت واقترابها هذه المرة كان مليء بالتحفز..  بالخطر..  بالمواجهة الحتمية والمتأخرة بعض الشيء.. 
" هل تعرفان بعضكما؟!  "
التفت بيتر على أثر سؤالها المذهول والذي يشي بالكثير والكثير من المعرفة التي لا تروق له حاليا.. 
" هل تعرفها "
خصته بالسؤال ولم تنتظر الإجابة لتواجه الأخرى وتخصها بسؤال شبيه.. 
" هل تعرفيه؟!  "
ثم تعيد السؤال بشكل أكثر صراخا..  وأكبر كُرهاً
" هل تعرفان بعضكما "
قلّب بيتر نظراته بين ريتا وچود ليُدرك الفخ الذي أوقع فيه نفسه.. 
" انطقي من أين تعرفيه "
صرخت بسؤالها للأخرى الواقفة تحتمي بصمت تظنه نجاة لها من براثن بيتر الذي لن يتردد في قتلها أن علم أنها رأتها من قبل ولم تكون مواجهة شريفة بالمرة.. 
" چود "
ناداها يوقفها محاولا التمسك بثبات لن يكون موجود بمجرد انفراده بريتا الصامتة.. 
" اخرررس "
أمرته تنهيه عن الحديث بل عن نطق اسمها وعقلها الخائن يخبرها
( هذا آخر العناد)  .. 
" هل.. أنتما؟! "
نطقتها بتلعثم..  بخفوت يكاد لا يسمع مترجمة أفكار عقلها التي تتصارع داخله بغير راحة.. 
قاطع والدها هذه اللحظة الحاسمة حين وقف جوارهم متوجها بحديثه للواقف.. 
" بيتر هل لي بدقيقة من وقتك "
ولم تستطع التركيز مع مجيء والدها أو حديثه..  كل تركيزها كان منصبا على حربها الداخلية..
وحين ابتعد كل من بيتر ووالدها واجهت الواقفة أمامها.. 
" من أين تعرفيه.. أخبريني "
وقد ظنت أنها استطاعت السيطرة على الموقف بمجرد اختلاءها بها ولكن ريتا أهدتها أول فتيل لسلسلة من القنابل المتتابعة.. 
" اسمعيني جود فقد لا أمتلك الكثير من وقتي "
نظرت يمينا ويسارا ثم عادت بعينها للواقفة أمامها في ترقب.. 
" لا أعلم ما الذي فرّق بينك وبين يونس ولكني واثقة من أمر واحد "
وتضيق ما بين حاجبيها كفيل بإعلان السؤال وإن لم ينطق.. 
" أن بيتر وراء أيا كان ما حدث "
وبتتمة كلماتها أهدت جود التأكيد على خطأها..  ولكن ريتا لم تنته.. 
" كما أن عليك الحذر من اا.. "
وصمتت لا تعلم هل تجازف بإخبارها أم تصمت ولكن چود لم تعطها الحرية فطالبتها بتفسير.. 
" مِن مَن؟! "
ازدردت ريتا لعابها تخطف نظرة للوراء تجاه المعنيين بالحديث.. 
" من والدك "
قالتها بعد أن عادت بنظرها للواقفة تنظر لها بذهول وكأن ما قالته ضرب من جنون.. 
" ماذا تقولين أنتِ .. "
تنظر لها باشمئزاز تتابع..
" أنتِ بالتأكيد جننتِ "
وهمت لتبتعد ولكن ريتا أوقفتها تمسك بمرفقها..  متعلقة بفرصتها في الحديث لآخر رمق..
" جود انتظري "
توقفت المذكورة تقلب ناظريها بين أصابعها الملتفة حول مرفقها وبين وجهها وكأنها ترسل لها تَعجُبها من جرأتها ولكن ريتا رمت ما عندها رغبة في استغلال الفرصة قبل رجوع بيتر..
"ماذا حدث بينك وبين يونس.. أنا أعلم أنه يُحبك.."
والذهول بعيني چود جعل الأخرى تبتسم وهي تقول..
" قرأتها بعينيه دون أن ينطقها "
تهربت بعينيها من لقاء تصر عليه ريتا بكل قوتها فلم تسمح لها بهروب إذ شدت أصابعها حول مرفقها تجبرها على النظر.. ونظرت.. 
" عودي بذاكرتك لما حدث وبالتأكيد ستجدين هناك
روابط بين الأحداث "
تيه..  تشتت..  زيغ محتمل وعيناها تحكيان حكاية من عذاب..  تقلب نظراتها بين ريتا.. وبيتر الواقف بصحبة أبيها وتلك الطريقة التي يتحدثان بها توشي وكأنهما.. وكأنهما؟! .. 
يعرفان بعضهما؟!!  .. 
ودون إرادة منها بدأ عقلها بسرد الأحداث.. 
بيتر.. الصورة.. 
اليوم المشؤوم وقبلها كانت تقابل بيتر ورسالة..
الرسالة!!.. 
والدها.. والدها أرسل لها رسالة كي تقابله..  
" أتقصدين أن..؟!  "
ولم تستطيع إتمام سؤالها فأهدتها ريتا الضربة القاضية لقلبها وعقلها سواء.. 
" بيتر يرغب في تدمير يونس يا چود "
واتساع عينيها زين ملامحها بشكل يشي بإدراك متأخر لتهديها ريتا تتمة رجائها الخفي.. 
" لو كنت أعلم بخطته  قبلا كنت حذرته "
والمقصود غائب.. جارح ومجروح..
" ولكني أيضاً محبوسة وعلى يقين أنه سيتخلص مني بأي وقف "
والمعنى واضح سبب للأخرى ذعر ارتسم بين حروف سؤالها .. 
" ماذا تعني .. ماذا يفعل بكِ ؟!  "
تجاهلت ريتا الإجابة عن شيء هي نفسها تجهله.. 
" سارعي لمعرفة الحقيقة يا جود وابتعدي عن بيتر وحذارِ من والدك "
تقابلت أعينهما وكل منهما تحكي صراعا فواحدة ارتمت وسط لُجة من جهل ولعبة قذرة كانت هي ضحيتها وآخر كان هو البيدق والزهر في تلك اللعبة وكانت الخسارة على كليهما.. 
تراجعت خطوة للوراء تهدي ريتا آخر نظراتها قبل أن تتوجه لشاهر تهديه حروفها المنهارة.. 
" أريد.. أن.. أغادر "

قلب بين شقيّ رحى ج٣ من سلسلة والعمر يحكي بقلمي راندا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن