الفصل الثامن 🍒🎶

1.7K 64 14
                                    

الفصل الثامن

عودة إلى أرض الوطن بقرية العمايرية..

" أهلا بك قاسم "
قالها جاسم و هو يدلف إلى داخل المجلس..
لقد هاتفه قاسم و أخبره أنه سيمر عليه اليوم.. و ها هو ينهي كل أعماله مبكرا حتى يأتي ليراه..
وقف قاسم محييا إياه..
" أهلا جاسم.. أعتذر لم أتفرغ سوى اليوم "
جلس جاسم فتبعه الآخر..
ثم قال برزانته..
" لا يهم قاسم.. البيت بيتك يا رجل.. يمكنك أن تأتي وقتما تريد.. "
ثم ربت على كتف قاسم متابعا حديثه..
" و أنت الآن المسؤول عن أمور عشيرتك فإنشغالك أمر طبيعي .. "
إبتسم قاسم ثم جاءه سؤال جاسم الهادئ ..
" أين دلال؟.. هل رأيتها؟ "
" نعم.. كنت أجلس معها قبل قدومك و لكني أخبرتها الصعود لترتاح فقد كانت تشعر بالإرهاق "
شرد جاسم بنظراته ثم قال..
" نعم.. ألاحظ تغيرها منذ أيام ...سألتها و لكنها تجيبني بأنها بخير "
فحاول قاسم طمأنته..
" هون عليك و عليها.. فما تعرضت له ليس بالسهل.. و بالتأكيد لم تتخطاه حتى الآن "
أومأ جاسم برأسه ثم قال مغيرا الحوار بابتسامة لعوب علت شفتيه..
" و الآن أخبرني.. ما الموضوع المهم الذي كنت تريدني بشأنه؟؟"
توترت أصابع قاسم.. و ملامحه.. و لكنه حاول الثبات مجاهداً حتى يقوى على تخطي ما سيواجهه..
" تسنيم "
كلمة واحدة كفيلة بإيضاح الصورة لجاسم فهذا ما كان ينتظره..
كان يريد معرفة موقف قاسم حتى يضع خطته هو الآخر و يعلم على أي أرض سيقف ..
و رغم وضوح الصورة..
تجاهل الأمر قاصدا قائلا ..
" من تسنيم؟! "
تنحنح قاسم موضحا..
" الفتاة.. التي تعمل بمطبخ القرية "
تصنّع جاسم التذكر ثم قال..
" اممم .. ماذا بها؟ "
" أريد أن أتزوجها "
ارتفع حاجبي جاسم مندهشا.. فبرر قاسم سريعا..
" الفتاة طيبة.. متعلمة.. ذكية.. و تتحمل المسؤولية "
إبتسم جاسم بتسلية ثم قال..
" و من أين عرفت أنها طيبة.. متعلمة.. ذكية.. و تتحمل المسؤولية يا قاسم ؟؟"
رفع قاسم يده يحك جانب وجهه بتلاعب.. يشعر و كأنه في ورطة.. و لكنه أجاب مباشرة..
" رأيتها عدة مرات حين كنت أشتري غداء العمال "
مازال جاسم على رفعة حاجبيه.. ثم قال متسلياً..
" و ماذا كنت تفعل غير أنك كنت تشتري الغداء للعمال؟"
عرف قاسم أن جاسم يتلاعب به فهتف مُعاتبا.. مُحذرا..
" جاااسم "
ضحك جاسم مقهقها..  مُتراجعا في تسليته..
" حسنا حسنا.. دعنا نتحدث بجدية "
صمت للحظة ثم قال..
" ماذا تريد تحديدا؟؟.. "
تنفس قاسم بعمق ثم قال..
" أريد طلبها للزواج..  "
لوى شفتيه بيأس ثم قال و القلق يسطر نبراته.. 
" و أنت تعلم ما حدث لوالدها و ما فعله "
لم يجبه جاسم بل انتظر صامتا  .. فجاءه رجاء قاسم..
" جاسم أعلم أنك لا تتهاون في الخطأ.. و لكن رجاءً افعل شيئاً..
ليس من الممكن أن يظل والدها تحت العقوبة التي فرضتها عليه  "
سكت قاسم..  و لم يتحدث جاسم مما أثار حفيظته أن يكون قد قال ما لا يصح.. 
و لكن جاسم فاجئه قائلا بهدوء.. 
" حسنا قاسم..  سأسألك  سؤالا .. و إجابتك ستحدد ماذا سأفعل "
اِنتبه قاسم بكل حواسه لمحدثه الذي تابع..
" هل ستخبر أهلك بما فعله والدها ؟؟"
عقد قاسم حاجبيه مستشعرا مغزى وراء سؤال صهره.. و لكنه للأسف لا يعلمه..
و رغم هذا أجاب صراحةً..
" أبي من حقه أن يعلم على الأقل "
هز جاسم رأسه موافقا.. و لكنه سأل ثانية..
" و إن علم أي شخص غير والدك ما فعله والدها و تعرض لتسنيم بالكلام.. ما درجة دفاعك عنها و إيمانك بأن ليس لها ذنب فيما فعله والدها ؟"
الآن فقط فهم..
قاسم و إن أخطأ فهناك من دفع ثمن أخطائه..
و إن أخطأ والد تسنيم فبالتأكيد هي تدفع ثمن أخطائه..
و لكن قاسم يشعر بها جيدا..
يعلم نقاءها..
يعلم شخصيتها القوية.. المدافعة.. و الحامية..
يعلم إلي أي درجة هي مسؤولة..
و لذلك أجاب جاسم قاطعا..
" أدافع عنها بروحي.. "
ثم أضاف مؤكدا..
" تسنيم ليس لها ذنب في أي شيء "
إبتسم جاسم إبتسامة رزينة.. مُعجباً.. فخوراً بقاسم..
حقا لقد تغير قاسم..
ربت جاسم على كتفه و طمأنه..
" لا تقلق قاسم.. سأرى ما يمكنني فعله "

قلب بين شقيّ رحى ج٣ من سلسلة والعمر يحكي بقلمي راندا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن