الفصل العاشر 🍒🎶

1.8K 63 7
                                    

الفصل العاشر

و مازلنا بأرض الوطن..
هناك ترى
تشاهد..
يحتل أفكارك ما يجعلك تفعل أي شيء لتحقق ما تريد..
أيا كان ما تريده..
و أيا كان ما ستفعل لتحقيقه..
و هي أرادت جنينا..
و ستفعل أي شيء للحصول عليه..
تتحدى إرادة القدر.. 
و القدر دوماً يُعاقِب مُتحديه..

أمسكت الكيس الأسود و الذي يحوي عدداً من الأعشاب المختلقة المطلوب منها غليهم في ماء ساخن و شُربه ..
و لكنها كانت أجبن من التنفيذ.. وخاصة و هو يجلس أمام التلفاز يراقب تحركاتها الخرقاء.. و المتوترة..
و لذلك دفنت الكيس بين طيات ملابسها في خزانتها مُقررة أنها ستبدأ غداً بعد خروجه..

و ستتحجج بأي أمر يمنعها من تناول فطورها معه..
حتى تستطيع شُرب وصفتها قبل الفطور..

و جاء الغد يحمل بين حناياه الكثير..
تحججت بالتعب و لم تتبعه في النزول..
و هو لم يعترض..
بل ناظرها بلامبالاة و كأن وجودها كعدمه .. 
فهو على هذا المنوال منذ فترة.. 
و هي لم تحاول إصلاح ما بينهما .. 
فقط تنأى بنفسها بعيداً تفكر و تفكر.. 

فتحت الكيس و أخذت قبضة من تلك الأعشاب ثم غادرت متجهة للأسفل..
رأت جمالات فتوجهت إليها تعطيها الأعشاب قائلة بخفوت هامس..
" قومي بإعدادها سريعا قبل عودة الشيخ لأي سبب "
أومأت المرأة ثم اتجهت لعملها في حين جلست دلال تراقبها..
و ما هي سوى دقائق و تم تجهيز المشروب..
قربت دلال الكوب من فمها و لكنها جعدت أنفها باشمئزاز قائلة بقرف..
" رائحته بشعة "
و لكن جمالات قرّبت الكوب من فم دلال قائلة..
" ليس بتلك الدرجة.. اشربيه دفعة واحدة و لن تشعري بطعمه "
نظرت لها دلال بشك و لكن المرأة أومأت و هي تدفع الكوب باتجاه فمها و ما كان من دلال سوى فتح شفتيها مُلقية بالسائل في جوفها و خلال لحظات كانت تركُض باتجاه الحمام تحت أنظار جمالات الممتعضة خيبة من بنات تلك الأيام و كيف لا يتحملّن مذاقا مُرا قليلا من وجهة نظرها..
كانت تفرغ ما في معدتها بالحمام الموجود بالطابق السفلي..
في نفس التوقيت الذي كان جاسم يخرج به من باب غرفة المجلس الداخلي.. راغباً في غسل وجهه بالماء علّه يطرد عنه الصداع الذي يضرب رأسه بسبب قلة نومه و تظاهره بالنوم ليلة أمس  خاصة و هو يلاحظ توترها..
منذ آخر لقاء حميمي جمعهما و هو يتعمد البُعد..
لا يريد لعلاقتهما أن تتخذ هذا الشكل..
أراد ببعده أن يُعلمها الدرس فليس ما يجمعهما الفراش فقط..
و هي و كأنها رحبت ببعده..
يتمنى فقط.. يتمنى أن تفيق لحالها..
حالهما..
قبل فوات الأوان..

وصل للمطبخ فقابل تلك المرأة الجديدة هنا.. مُلاحظا ارتباكها و تعتمدها انشغالها حين رأته..
هم ليتحدث و لكنه توقف إثر صوت قادم من دورة المياه
و هذا الصوت ما كان سوى صوت أنثوي يئن بألم..
توجه لباب دورة المياه مُرهفاً سمعه ليتأكد من إحساسه..
و لم يكذب إحساسه حين عرف أنها زوجته التي بالداخل..
حاول فتح الباب.. و لكنه لم يفلح..
خبطة.. و أخرى بكتفه..
ثم ثالثة..
فانفتح الباب و هاله ما رأى..
فزوجته تنحني بجزعها على حوض الغسيل ممسكة بمعدتها.. و تتقيأ ما في جوفها..
جرى إليها ممسكا بجسدها من الخلف..
و جذعه قريب من وجهها المواجه للحوض..
هتف بقلق..
" دلال.. ماذا بك؟؟ "
كانت تهز رأسها يميناً و يساراً.. تُحاول تخليص نفسها من هول قلقه الذي سيضطرها للإجابة.. و لكنها تجاهلت الإجابة عليه و فتحت الصنبور تُغرق وجهها بالماء حتى استعادت عافيتها قليلا..
فحاولت التحرر من حصار ذراعه الملتف حول خصرها بدعم منه..
و قالت متهربة تنظر في كل مكان إلا عينيه..
" لا..  لا شيء.. فقط أشعر بالتوعك "
يراقب ابتعادها عنه بشعور من العجز.. لو عليه لقام بتكسير رأسها العنيد..
الفارغ و الذي يفكر في تفاهات من وجهة نظره..
و لكن حميته كزوج..
مُحب..
عاشق..
تجعله يسألها بهمس قَلِق ..
" ما رأيك أن نذهب للطبيبة؟ "
و لكنها نفت بتوتر..
" طبيبة.. أي طبيبة.. أنا بخير "
اندفاعها في النفي زاد قلقه..
و لكنه لم يصرح بقلقه هذا..  بل ظل صامتا..  ناظرا لها بجمود لاحظته جيدا..  فابتسمت تغاير حالتها حتى تطمئنه و لو كذبا.. 
" أنا بخير..  لا تقلق "
و لكنها لا تعلم أن القلق بالفعل مزروع داخله منذ فترة.. 
اعتدل بجسده واقفا ينظر إليها مطولا.. 
و بعد صمت قَلِق دام بينهما..  قطعه هو قائلا بجمود أرعبها.. 
" جيد أنك بخير "
و غادر دورة المياه تاركا مساحتها التي تشعر و كأنها ثقب إبرة..

قلب بين شقيّ رحى ج٣ من سلسلة والعمر يحكي بقلمي راندا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن