الفصل السابع والعشرون 🍒🎶

1.3K 62 18
                                    

الفصل السابع والعشرون

" هيا لقد تأخرنا "
قالها يونس بخفوت ..  فتتوقف مكانها تقلب نظراتها بين الباب الخاص بالمطعم الذي لم تزوره قبلا.. ولا تعتقد أنها تعلم بوجوده من الأصل..
متسائلة في نفسها..
من أين يعلم تلك الأماكن..
" ما هذا المكان "
قالتها چود التي كانت تخطو بتوجس لداخل المطعم وهي تناظره بانبهار..
مطعم حميمي للغاية.. ذا إضاءة دافئة..
والمزروعات الطبيعية موزعة بين أركانه بشكل يبعث على الاسترخاء.. النباتات المزروعة من صلب الأرض.. وكأنهم أقاموا المطعم حول النبات وليس العكس..
وكأنهم انتظروا نمو هذه النباتات حتى يحاوطوها بهذه الأعمدة وتلك الطاولات..
أحد جوانب المطعم مطل على جبل شاهق .. وجانب آخر مطل على مياة المحيط..
مما يجعل الجالس به قادر على معايشة الكثير والكثير من الهدوء النفسي..
شعرت بكف يونس يُفرد على ظهرها..
وهمسه المشاغب يتسلل لأذنها..
" هيا يا هاربة "
ناظرته بحنق لم يخف عليه فابتسم ليسلسل قلبها أسيراً له..
وحين همت بتخطي الباب وجدت الهتاف يعلو من الجانب الأيمن بتهنئات ومباركات أعياد الميلاد.. فتتسع عيناها بإدراك ثم تناظره بغير فهم فيميل على أذنها هامسا..
" أول عيد ميلاد وأنتِ حبيبتي.. هل تخيلتِ أني لن أحتفل به "
تتسارع نبضاتها بشكل جعل التوتر يغزوها..
لماذا يغير ثوابتها.. لماذا؟!..
فقد كانت تكره يوم ميلادها.. لماذا يضفي بصمته على هذا اليوم ليبدد كرهها لشعور متناقض تماماً..
خطت خطوة أخرى لتلمح بعينيها الذاهلتين الطاولة المعدة سابقا والواقف جوارها صديقتها تناظرها مبتسمة..
" صفا "
همستها بذهول للمقبلة عليها تحتضنها.. فتركت نفسها لأحضان صفا ..
وحين ابتعدت قالت مستنتجة.
" أنتِ متواطئة معه "
أومأت صفا مبتسمة ثم أجابتها تغيظها ..
" بالتأكيد.. "
ثم تتحول نبرتها للدفء..  والامتنان. 
" لم أكن لأرفض له طلبا وخاصة لو كان هذا الطلب يخصك "
ناظرتها چود بامتنان لم يخف عن الأخرى..
ثم تحركت للاتجاه الآخر حيث الطاولة تاركة يونس واقفا أمام صفا قائلا..
" شكراً لكِ صفا.. لا أعلم ماذا كنت سأفعل دونك "
فتبادله ابتسامته قائلة..
" لم أفعل شيء يونس.. وكل ما فعلته لا يقارن بما فعلته أنت "
نعم فلم يقف معها أحد كما وقف معها يونس في فترة كسر ساقها ..
باستثناء چود بالتأكيد التي لم تتركها من الأساس..
امم.. ومجد..
مجد الذي أغدق عليها بالورود والاتصالات..
مجد الذي رمت حقيقة وضعها في وجهه عله يهرب ولكنه قابل كل هذا بابتسامة عارضا..
" إن أحببت أن تحكي بالتفصيل فأنا مستمع جيد "
ناظرته وقتها بعدم تصديق تنطق سؤالها بذهول..
" ماذا يعني هذا الكلام "
لوي شفتيه قائلا بلامبالاة..
" أعني أن ما قلته لا يغير من طلبي شيء..*
فخرج سؤالها المذهول..
" وهل ستتزوج بإمرأة سبق لها الزواج.. مُطلقة.. وأنت لم تتزوج بعد "
فيهز رأسه قائلة ببديهية..
" وهل المطلقة لا يحق لها حياة بعد الطلاق "
فتحاول التوضيح..
" ولكن اا.. "
فيوقفها قائلا..
" لن أجبرك على البوح بتفاصيل إن كنتِ لا ترغبي بمشاركتها معي.. ولكن دعيني أوضح لكِ شيء.. "
سكت قليلا ثم قال بجدية..
" أنا متمسك للغاية بعرضي الذي طرحته.. وكم أتمنى أن تفكري به بشكل جَدي.. "
عادت من شرودها على وجوده أمامها.. حاملا كوبين من العصير..
" ما سر هذه الابتسامة "
قالها مشيرا لابتسامتها التي صاحبت تذكرها لحديثه.. وتصميمه بل وإنصافه لوضعها..
" تذكرت شيء فقط "
" اممم.. يا ليتي شيء تتذكريه فيجعلك تبتسمين بهذا الشكل "
بالتأكيد لن تخبره أن ابتسامتها هو سببها..
" لمَ تأخر الاحتفال "
سألته تغير مجرى الحديث..
فيجيبها وهو يشرب بضع رشفات من عصيره.. غير واعيا للقنبلة التي سيرميها..
" لقد سمعت يونس يقول أنه في انتظار وصول السيد شاهر "
تصلب جسدها كما شحبت ملامحها دون أن يدري عن اضطرابها شيئاً.. 
اهتز الكوب بين أصابعها دون أن تتركه متحاملة على نفسها أن تصمد.. فقط ستصمد حتى تتمكن من الهرب من هنا ..

قلب بين شقيّ رحى ج٣ من سلسلة والعمر يحكي بقلمي راندا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن