الفصل الرابع عشر 🍒🎶

1.5K 58 10
                                    

الفصل الرابع عشر

يقف بجوارها صامتا.. يستندان على مقدمة سيارته ..

ممسكا بيده زجاجة من الماء البارد..

لا يتحدث بل ترك لها مساحتها الشخصية بعد ما رأى.. و ما حدث..

هو نفسه يشعر بالإضطراب مما رآه..

لم يكن يتخيل أن هناك..
بل لم يكن يتخيل أنها..
هي بالذات..
دونا عن جميع الأشخاص من حوله تعيش مثل تلك الصراعات..
بل لم يشغل باله من الأساس بما يعيشه الآخرون..

كان هو محور تفكيره..

أخاه كان كل تفكيره..

ماضيه البائس الحقير جل تفكيره..

يونس هو محور الكون داخل عقله..

أما الآخرون فلم يكن يسمح لنفسه بذلك أبدااا..

" كيف.. تشعرين؟ "

سألها باقتضاب أثار ريبته و لا يعلم السبب..

أومأت ثم أجابته تشعر بالضياع و لكنها أخلفت قولها..

" بخير "

ثم أضافت تمد يدها تسحب زجاجة الماء التي بين يده دون اٍستئذان تفتحها ثم تتناول من سائلها الذي يخترق جوفها كالماء المتدفق على نيران فيخمدها مقيدا ألسنتها دون هوادة..

" شكرا لما فعلت.. "

قالتها دون أن تنظر إليه.. ليفاجئها صوته قائلا برسمية..

" لم أفعل شيئا  "

ثم أضاف بمغزى مشيرا لما حدث بينها و بين والدها..

" أنت من كنت تخوضين حربا ضروسا "

تنفست بعمق وصل لمسامعه و كأنها تحاول ضبط سيطرتها..

" حرب متأخرة بعض الشيء "

أضافت من بين أسنانها ثم تابعت مستعيدة قوتها الخارقة في نظره..

" و الآن هيا بنا لقد تأخرنا بما يكفي "

راقبها تتحرك باتجاه سيارته تفتح الباب و تجلس بهدوء.. 

أناقة و رسمية تُحسد عليها..

غير واعية لكيانه المبعثر من وقت ما رأى..

كيف لها أن تكون بهذا التماسك؟..

كيف لها أن تكون بتلك القوة؟..

كيف لم تنهار .. و لا تبكي؟..

و لا تنعي أفعال الآخرين بها..

كما يفعل هو..

كما دأب على فعله هو..

تحرك بثقل باتجاه مقعده كسائق.. و حين جلس راقبها تفتح حقيبة يدها مخرجة مرآة صغيرة تعدل من هندامها بثبات و كأنها لم تكن على وشك قتل والدها منذ قليل..

قلب بين شقيّ رحى ج٣ من سلسلة والعمر يحكي بقلمي راندا عادل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن