#ملحوظة تم وقف الرواية شهر لاني واخدة حظر ع الفيس شهر وبالتالي النشر هيتوقف ع الفيس شهر ومش هينفع انزل هنا واسبق عن الفيس علشان حصرية المكان اللي بنشر فيه ❤.
🍒الفصل الثاني والأربعون
قال عليّ بن أبي طالب..
إِذا كُنتَ في نِعمَةٍ فَاِرعَها ـــــــــ فَإِنَّ المَعاصي تُزيلُ النِعَم
وَحافِظ عَلَيها بِتَقوى الإِلَهِ ـــــــــ فَإِنَّ الإِلَهَ سَريعُ النِّقَم
فَإِن تَعطِ نَفسَكَ آمالَها ـــــــــ فَعِندَ مُناها يَحِلُّ النَدَم
فَأَينَ القُرونَ وَمَن حَولَهُم ــــــــ تَفانوا جَميعاً وَرَبّي الحَكَم
وَكُن مُوسِراً شِئتَ أُو مُعسِراً ــــــــ فَلا بُدَّ تَلقى بِدُنياكَ غَمّ
وَدُنياكَ بِالغَمِّ مَقرونَةٌ ــــــــــ فَلا يُقطَع العُمرُ إِلّا بِهَمّ
حَلاوَةُ دُنياكَ مَسمومَةٌ ــــــــــ فَلا تَأَكُلِ الشَهدَ إِلّا بِسُمّ
مُحامِدُ دُنياكَ مَذمومَةٌ ـــــــــ فَلا تَكسَب الحَمدَ إِلّا بِذَم
إِذا تَمَّ أَمرٌ بَدا نَقصُهُ ــــــــــ تَوَقَّ زَوالاً اِذا قيلَ تَمّ
فَكَم آمِنٍ عاشَ في نِعمَةٍ ــــــــــ مِما حَسَّ بِالفَقرِ حَتّى هَجَم
وَكَم قَدَرٍ دَبَّ في غَفلَةٍ ــــــــــ فَلَم يَشعُرِ الناسَ حَتّى هَجَمالمِحن تُعرف الإنسان قدر النعمة التي هو فيها.. فيشكر الله عليها قبل أن يأتي الوقت وتزول تلك النعمة.. أو يُختبر فيها..
المحنة درس يقع فيها المرء وعليه أن يجاهد للخروج منه مدركا لمعنى وجود النعمة.. على الانسان أن يتعلم كيف يسد ثغرات روحه التي تجعله في مهب لحرب الشيطان فيها طرفا قويا مع الغافلين المتكبرين ..
أما أقوياء القلوب والإيمان فهم في معية من الله فائزين بما تمنوه..****
نيران تلتهم أحد الأماكن التابعة له والفاعل ليس مجهول..
الفاعل معلوم حد تركه لرسالة على أحد الجدران السوداء بفعل دخان الحريق..
( سيادة السفير يبلغك سلامه)
والحرب أصبحت علانية بشكل سافر.. فج حد اللعب بأوراق مكشوفة دفعه لمهاتفته..
" ستندم "
ليتبع كلمته بتهديد شابه شيء من جنون..
" أنت لا تعلم مع من تلعب "
والآخر أبلغه إجابة تضاهي عنجهية الناطق قبله..
" وأنت لا تعلم مقدار مَن تلاعب "
شراسة كلماته تُعبر عن فجاجة التحدي..
" أنت مجرد كلب يهز ذيله بخيلاء "
نفور ساخر أضفى فوق كلماته سطورا..
" كلب وسط قطيع إن أساء فيهم فرد التصرف سيطلقون عليه البقية لينهشوه "
ثم انتصاره الأول..
" وهذا ما فعلت "
والتوضيح خرج سلساً..
" وضعت يدي بيد كلب آخر رامياً له قطعة لحم أكبر مما رمتها لك يوماً "
لينطق الآخر بخبال مسه..
" جميع ملفاتك السوداء معي "
ضحكة هازئة كل ما ناله تبعها هامساً بثقة في مكانته قبل ثقته فيمن تعاون معهم..
" لن تستطيع التحرك بها..
البيت الذي تقبع فيه تحت عيني الآن إن خرجت ستكون في عداد الأموات في الوقت الذي أحدده أنا لا ما يحدده قدرك "
وجنون العظمة يميت صاحبه.. ليهتف الآخر متحديا كل المنطق..
" ابنتك معي "
" أعلم "
ثم وعيد وتهديد مستتر بين حروف أمرٍ من كلمتين..
" وستخرجها لي "
ليرمي الآخر متعلقات موضوعة بجانبه أرضاً زاعقا بجنون سِمة اللحظة..
" أنت تحلم، ستظل هنا معي إنها ورقتي الرابحة لكل الأطراف "
والمقصود طرف بعينه ولكنه صدق في تعميمه فـچود هي نيران حربه مع آخر وتذكرة خروجه من هذا الجحيم بضمانها مع والدها..
والدها الذي قرأ المساومة واضحة فأراد استغلال الموقف..
" أخرِجها من عِندك وسأزيل يدي عنك وأدعك تعيش لبعض الوقت "
وكون مصيره منوط بكلمة من السفير أزعجه ليزفر أنفاسا حارقة تحت أسماع من بالطرف الآخر..
" السفارة مقلوبة رأسا على عقب عليك.. من خطفت "
والمعلومة مقصودة متعمده للسؤال الأخير رميا بكل أوراق حرقه..
" ماذا تقصد "
قهقه السفير متهكما.. متخيلا نصراً وشيكاً لا يفصله عنه سوى تحرك واحد من جهة الآخر..
" هاتف أعوانك في الجهات الأمنية واطلب منهم حمايتك وانظر لردهم عليك "
" ماذا تقصد "
والسؤال تكرر ليقهقه السفير هذه المرة شامتا..
" لقد باعك الجميع يا بيتر.. هنيئا لكَ لقد أصبحت ورقة محروقة "
ثم انتهى الاتصال دون سابق إنذار..
وبيتر توقف مبهوتا يناظر شاشة هاتفه يتأكد من انتهاء الاتصال حقا كانتهاء حياته الذي يلوح بالأفق كما لمّح السفير..
السفير وما رماه من معلومات تخبره أن النهاية قادمة لا محالة..
وتذكر.. تذكر سؤاله بخصوص هوية من خطفه ليهيئ له ( تمّام)..
تمام النويري سبباً آخر للانقلاب في حياته..
أعاد الهاتف لجيب سترته
متذكرا تمام ومكانته في وطنه..
دك بخطواته دكا على أرضية المكان وصولا لغرفة چود.. فتحها.. خطى داخلها يحل وثاقها تحت عينيها الواسعتين بذهول..
" ماذا تفعل؟.. أين ستأخذني؟ "
رمت أسئلتها بوجل.. ذعر أن يكون الموت قد اقترب..
" سأجمع رهائني بمكان واحد حتى لا أتشتت "
دحض خوفها اللحظي ليحل محله عدم الفهم متسائلة..
" ماذا تعني؟ "
" ستعلمين بنفسك "
أجابها أثناء جرها في رواق معتم إلا من إضاءة بعيدة.. خافتة تكاد تؤلم العينين لا تُيسر الرؤية..
وصل لغرفة ما وقف أمامها.. فتحها.. ثم رماها بعنف داخل الغرفة التي تحتوي جسد رجولي مرمي أرضا.. رفعت رأسها تنظر إليه للحظات قبل أن تتسع عيناها إدراكا لهوية المسجي أرضا بكدمات تخط معالم وجهه.. ولون أحمر قاني يتخلل شعيرات رأسه من الخلف وصولا لياقة قميصه الأبيض والذي تغير لونه كليا..
سمعت الباب يُغلق وصوت بيتر يصلها من الخارج آمراً أحد رجاله..
" لا تبرح مكانك! "
ثم تأكيداً لأوامره..
" لو حشرة خرجت أو دخلت يكون لديك علم بها "
ثم تباعدت خطواته تحت مسامعها وعادت بانتباهها مرة أخرى للمرمي أرضا.. زحفت على ركبتيها وكفيها حتى وصلت إليه..
مدت يدها بحذر أمام أنفه تستشعر تنفسه.. فتنفست الصعداء حين شعرت بسخونة أنفاسه البطيئة..
مالت تجاهه هامسة بخفوت حتى لا يسمعها كلب الحراسة بالخارج..
" سيد تمام "
مدت يدها بتردد تملَّك من كيانها كله ولكن بالنهاية حسمت أمرها حين حطت بأصابعها على كتفه تهزه برفق..
" سيد تمام أفق أرجوك "
دفعة وأخرى والرجاء في صوتها يصيبه اليأس حتى همهم الغارق في لا وعيه تحت عينيها ليجعلها تزفر أنفاسها راحة لعودته لوعيه مرة أخرى..
كانت تراقب انفراج عينيه لتظهر سحابتين من غيوم داخل مقلتيه لتدرك أنها علامة حمقاء من جهتها لكون هذا العائد لوعيه أخاً لغائب حاضر داخل قلبها..
" أين أنا؟ "
قالها يعتدل بوجهه فتجيبه متصنعة ابتسامة مغايرة لما تنطقه..
" أنت في جهنم "
ثم تضيف حانقة منه ومن أخيه والوضع برمته..
" ما الذي أتى بكَ لهنا؟ "
وكأنها لا تعرف.. ولكن مغزى سؤالها ليس بالكيفية بل باستفهام لسبب ما فعله.. فكيف يغامر بهذا الشكل..
" إنها أنتِ "
استرعى انتباهها أثناء محاولته للاعتدال مستنداً بظهره للحائط ورائه..
لتسأله تستفهم..
" عفوا "
يتأوه تحت مسامعها لتقترب تحاول اسناده فيزيد تأوهه لتدرك أن كفها التي تسند جزعه فوق ضلوعه تحديدا تؤذيه وقد وعت لكسر في أحد أضلاعه لا محالة.. فتبعد كفها سريعا بحركة موازية لقوله..
" أنتِ من كانت بالصورة "
تلوي شفتيها تلعن حظها وتلعن بيتر وأبيها أيضاً..
" نعم أنا "
يناظرها بتدقيق للحظات طالت أو قصرت لا يعلم ولكنه أخذ وقته بتفحصها وكأنه يقيم شيء ويسطر أشياء أخرى داخل عقله..
ثم أفرج عن أهم تساؤلاته المطروحة من عقله..
" هل تعرفين يونس فعلاً "
" اللعنة عليه "
والتشكيك في سؤاله دحضته بهتافها المغتاظ ليبتسم مسبلا أهدابه براحة..
" حسنا من الواضح أنكِ تعرفينه حق المعرفة "
أغمضت عينيها وسيرته والكلام عنه يؤذيان قلبها بحنين لأيام كانت جواره تنعم بوجوده ودفئه الذي يغزو به قلبها دون استئذان.. دون قرار وبإقرار إعلانه الغزو لقلبها وعقلها وحياتها بل وكل ما يخصها ..
ولا يدرك كم كان هذا يشعرها بالحياة..
لا تعلم أن كل تتابع مشاعرها كانت في مرصد لعيني المارد بجوارها ليدرك أن أخاه الصغير فارضا سيطرته على كيان من بجواره..
ابتسم في نفسه وشعور غريب ورائع في نفس الوقت يتسربل داخله..
شعور أبوي الإيقاع..
" هل تعملان معاً؟ "
سألها بود راغبا في كشف دواخلها لتستمر في دحض كل محاولاته وتخيلاته..
" لا تأت على ذكره "
توسعت عيناه وعقله يهديه لوجود ما يعكر صفو هذه العلاقة العجيبة..
" أنا لا أطيقه "
همستها بغصة جعلت قلبه يشفق عليها وعلى الغائب..
" واضح "
رماها متهكما لتزمجر وملامحها يعلوها أمارات الغضب ثم تنحيه جانبا بعد لحظة تسأله..
" لماذا فعلوا بك هذا؟ "
مشيرة لحالته المزرية أمامها فيتهكم مشيرا تجاه الغرفة قاصدا محتجزهم..
" لم أرق لتخيلاته "
دققت النظر إليه مطولاً وحين لاحظ سألها..
" ماذا؟ "
فتتنهد بسخط ترمي كلامها بغضب لم تتحكم به..
" لماذا لم تهادنه؟ "
"لأن هذا ما يريده بالفعل "
وإجابته لم تكن ترضيها..
" لا أفهم "
تنهد متذكرا الحوار الذي جمعه بمحتجزه..
" كان يرغب بمساحة حوار مشترك بيني وبينه ضد يونس "
والنظرة المرتعبة داخل عينيها جعلته يضيف مفسرا..
" يريد التوصل لمنطقة وسط يستطيع من خلالها النفاذ والتنفيذ لما يرغبه "
تهز رأسها يمينا ويسارا ورغم فهمها إلا أنها همست..
" ما زلت لم أفهم "
" فعل معي ما تريه هذا لأنه لم يستطع إيجاد نقطة ضعف ينفذ من خلالها إليّ وإلى يونس "
تضم شفتيها بتذمر قائلة بحمائية..
" مازلت على كلامي كان عليك المماطلة "
" إلى متى؟ "
وسؤاله صريحا بشكل مغيظ لتهتف ومازالت على تذمرها..
" لا أعلم "
أدرك حمائيتها تجاهه لكونه أخاه ليونس.. ابتسم لها مغيرا الحوار..
" كيف أتيتِ لهنا؟ "
غامت عيناها بخزي أدركه جيدا ليتساءل مضيقا عيناه..
" ماذا هناك؟ "
تنهدت تحت عينيه وصوتها يخرج تحت مسامعه مخنوقا متحشرجا ولا تعلم سببا لما ستنطقه..
" أبي متفق مع بيتر منذ فترة طويلة حتى يبعد يونس عن طريقي "
والآن هو من يشعر بالحمائية تجاهها وتجاه أخيه ليهتف..
" ونجح؟! "
نكست رأسها بخزي لا تعلم سببه..
" نعم.. نجح وبشدة "
تغمض عينيها تحت نظراته المتابعة ثم تتابع..
" فخ سقط فيه كلانا "
صمت للحظات وعقله يعمل بشكل سريع على لملمة خيوط وهمية لكثير من أفرع الحوار..
" ماذا ستفعلين لو خرجتِ من هنا؟ "
سألها بشكل سريع مُراقبا الألم الذي خطّ ملامحها وإجابتها أبعد ما كان ينتظره..
" سأسافر من هنا.. سأبتعد "
تأكيدها لبعدها جعله يضيق ما بين حاجبيه متسائلا..
" ويونس؟ "
" لا يريـ ـدني "
تقطُع إجابتها كان دليلا على مدى صعوبة نطقها ليست صعوبة بالمعنى الحرفي ولكن الإحساس بها يقسم أن داخلها سكينا غُرس مع النطق.
" ومن أخبركِ بهذا؟"
" هو "
شعت عيناه بغضب طفيف مدركاً إلى أي مدى قد يجرح أخوه من أمامه..
" ماذا قال؟ "
تضيق ما بين حاجبيها بغضب موجه لذاتها لكشفها نفسها بهذه الطريقة.. لفت وجهها عنه تعتدل في جلستها تستند بظهرها هي الأخرى تنأى بروحها بعيداً ولو لقليل..
" لمَ كل هذه الاسئلة؟ "
يلاحظ هروبها من الإجابة فيقول مخففا الوضع..
" وماذا تريدينا أن نفعل بوضعي هذا الذي يحتاج لجبيرة؟ "
تناظره بجانب عينيها دون أن تلتفت حقيقة.. تصمت لحظتين ثم تختمهما بقولها المعترف والمليء بالوجع..
" أخبرني.. أنه.. يريد علاقة معي.. حتى وإن كان..
كان تحت مسمى الزواج "
" الأحمق "
هتف بها بشكل مباغت جعلها تلتفت له تناظره بجمود سرعان ما انقشع تاركا ابتسامة متأثرة على شفتيها مخلوطة بتعجب زين عينيها..
" أرى أن يونس أبخسك حقك "
قالتها ومازالت ابتسامتها معلقة بين شفتيها فتجعله يهز رأسه مستفهما..
" لماذا تقولين هذا؟ "
تلتفت له أكثر وكم ودت وجود يونس أمامها الآن لتصفعه على ما فوته على نفسه..
" خسر الكثير بعدم وجوده جوارك "
ورغم بساطة حروفها إلا أنه تأثر بشكل لا يعقل جعله يهمس بصوت يكاد لا يُسمع..
" ليته يعلم هذا! "
إلا أنها سمعته.. واخترق قلبها حزنا وشفقة على كليهما..