البريق الثالث
لليوم الثالث يجلس منتظرا في سيارته لكنه اليوم أكثر لهفة .. أكثر راحة أنها أتت بعد غياب يومين يسأل عنها وتكون الإجابة في إجازة
بل بعد غياب سنتين عاشها قلبه في غربة مظلمة تضئ كلما مرت عليه الذكريات .. تضئ نارا تحرقه وترحل
لا يصدق أن ليلة هى سبب معرفته مكانها كما كانت السبب في رحيلها .. وبهذا التوقيت .. قبل أن يذهب لبلدته مقررا حضور جلسة الصلح بين عائلته وعائلة سلافه البريئة
ينقر على المقود بدقات تشابه دقات قلبه التي ارتفعت فجأة وهو يرى خروج الموظفين من شركة التأمين بأناقتهم الزائدة .. زائدة لدرجة أنه يشعر بالغيرة من كل رجل يخرج أمامه وقد يكون تحدث معها يوما ..تمنى عينيها ملكا له يوما ..
يعلم تمام العلم أن شركات التأمين كما تقدم خدمة تأمينية للبعض إلا أنها تبيع الهواء للبعض الآخر بمحاولات الإقناع واللباقة الكلامية في عرض البرامج الخاصة بهم ولذلك فإن كل مَن يعمل بها يتم اختيارهم لقدرتهم الممتازة على الإقناع وكلامهم المعسول !
نزل من سيارته صافقا الباب يرفع أكمام قميصه الأبيض بتحفز ليتقدم خطوتين قبل أن يبصرها تخرج بطاقمها الكلاسيكي الأسود وحجابها الوردي .. وتوقفت أصابعه !
يده انقبضت وعيناه تمر عليها تلتهم فيها سنوات غياب حارة .. لأول مرة يشعر برغبة التهام أنثى ! .. أن يخفيها داخله بأي طريقة !
ربما لأن سلاف كانت تحبه ولا عائق سوى عائلتها .. لكن صدفة ... عائقها ظروفه ونسائه وظنها السيء به والعائق الأكبر .. هى نفسها
تحركت قدماه خلفها بلا وعي أن يناديها الآن طمعا في لحظات سرقة لوجودها حتى دخلت لزقاق ضيق ممتلئ بالمحلات التي تبيع الأغراض النسائية وصارت تعبر بين النساء من كل شكل ولون وحجم ولا تضاهيها أنثى .. حتى دخلت محلاً للفضة ووقف يراقبها من خلف زجاج المحل
اااه .. كانت تحب الفضيات !
لا تحب الذهب الأصفر بل الأبيض .. ولا تحب الماس بل الفضة
لطالما كان ذوقها غير كل مَن مررن عليه طوال حياته .. سلاف كانت ذهبية الأنوثة .. تحب الذهب وتتجمل به بصدرها وذراعيها .. كانت تزيد الذهب جمالا
لكن صدفة .. فضية الهوى
انتبه إليها تستدير بعد أن وضعت ما اشترت بحقيبتها فتخفى خلف جدار المحل حتى خرجت لتدخل زقاقا آخر لا أحد فيه سوى بعض المحلات المغلقة وحينها لم يصبر أكثر وهو يخرج هاتفه يتصل برقمها القديم فسمع هاتفها يرن لتخرجه من حقيبتها تنظر فيه و ... تجمد كل ما بها
يراقبها ناظرة لشاشة هاتفها فيتقدم منها بقوله الخافت" كنت اتأكد أن رقمكِ ما زال كما هو "
توقف الوقت .. وهى تسمع همس صوته يتذوق حروفها
" صدفـــة "
أغمضت عينيها شاعرة بالدم يتجمع في عروقها كتل ملتهبة تصهر جسدها
تأثيرك القاتل .. تلك الغابة التي أدخلها سائرة وسط أشجارك .. لكن ما عاد مكاني في حدائق حبك
قلبها ينتفض نبضا وهى تهمس داخلها عشقا
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Romanceرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..