البريق الثامن والثلاثون ... الجزء الاول
أربع ساعات على الطريق الجديد كانوا فاصلا بين إبلاغ وصال له بالخبر وبين وصوله إلي المركز الطبي بالوادي
لم يكن استوعب بعد انه نطق طلاقاً حرر به وصال وتحرر معها حتى رن هاتفها وأتاها الخبر لأن هاتفه ما زال مغلقا
وصال ابلغته الخبر مفجوعة بالكارثة فانصعقت ملامحه وهو يسمع خبر موت جديد مماثل .. حبيبته وابنهوبعدها لم يدرِ بشيء ، عقله توقف وعيناه مفتوحتين دون أن يبصر حوله ، كأن المطارق على رأسه تضرب .. وعواء شديد يدب بأعماق مخه ويسري لكل جسده يصيبه بالشلل لدرجة فقد حواسه
لم يستطع القيادة ، في سيارة غريبة ركب إلي سفرٍ لحزنٍ جديد
تائه .. مجرد جسد تنقله الرياح وتذيقه برودة حتى العظام
ومشاعره .. مجرد خيوط مموهة .. مقتولة الروحوصلت السيارة إلي المركز الطبي فنزل منها وسؤال واحد يدور بعقله .. ماتت ؟
في ممرات بيضاء يسير دون أن يفقه اتجاهه ، نظراته مشوشة ينتظر رؤية أحد ما يعرفه
أبصر والده على مقعد بعيد فتباطأت خطواته وشفتاه تهمس بلا وعي كل تذكار من الموت لهماتت .. صدفة ماتت .. روينة ماتت .. سلاف ماتت
وتباعد الطريق حتى اللقاء .. حتى مرت ثوانٍ ک عمر يحتضر ..
وأمام والده ينتظر الموت بهمسه" ماتت ؟ "
وقف الشيخ رشاد عابسا بشدة يرى السنوات تعود لتلك اللحظة التي فقد فيها عماد روحه .. ووقع مذبوحا على صدره
عيناه على باب أبيض خلف أبيه تغيم بلمعانٍ من دموع يهمسها ليتعذب بها مرة أخرى" صدفة ماتت ؟ "
أمسك الشيخ رشاد بساعده يشد عليه قائلا
" لا يا ولدي .. امرأتك بخير الحمد لله "
صدفة حية .. صدفة خلف هذا الباب على هذه الأرض معه .. بإمكانه رؤيتها
تحرك خطوة للغرفة ولم يشعر بدمعة تنحدر على وجهه صدمت أباه الذي أوقفه .. أطبق على ساعده أكثر يمنعه فالتفت يظن أن أباه أوقفه ليخبره فسأل بصوته المذبوح" ابني مات مجددا ؟ "
ربت رشاد على كتف ولده بقوة وبقبضته يشد عليه بكل عزمه ونظراته تبرق حزماً ليقول بصلابة الرجال
" كلاهما بخير .. حفظهما الله من وقعة شديدة .. ربي لا يكسرك أبدا .. اچمد وامسك دموعك يا ولدي .. أنت عـماد الزِيِن "
نظر عماد لأبيه نظرة فارغة من كل شيء .. وانخفضت عيناه أرضا .. وما زالت روينة .. كسرة لم يشعرها يوما
لكن خطوته تجاه الباب حملت كل بقايا الروح فيه .. فتحه ليبصر قدره
على سريرها نائمة مغمضة العينين لتفتحهما وترى القادم .. والقادم لها حب .. وذنباقترب منها حتى جلس على حافة السرير ينظر لعينيها الدامعتين بكل كلام الدنيا
تلك العينان .. أمواج ما زالت تمنح الحياة
ابنه الذي دخل شهره السادس ما زال هنا يشهد حزن أبيه
حفظهما الله من أثر السقوط كي لا يسقط هو بلا رجعة
نظر عماد إلي بطنها واقتربت يده لتلامسها ثم تراجع متسائلا
أنت تقرأ
ألماسة الفؤاد(مكتملة)
Lãng mạnرواية بقلم المبدعة ساندي نور حقوق الملكية محفوظة للكاتبة ساندي نور..