الفصل الخامس ج١

5.4K 184 20
                                    

البريق الخامس .. الجزء الأول

تتعالى الزغاريد في منزلهم بفرحة عائلية لم تدخل البيت منذ وفاة أحمد أخيها ملازم الشرطة في هجوم على أحد الكمائن في ثورة الخامس والعشرين من يناير أثناء هروب بعض السجناء من السجون المصرية

تجلس دموع بفستانها السماوي كقطرة .. قطرة دموع أو .. دمعة سارحة ، ضاع عمرها ليأتي اليوم الذي تكون فيه لرجل آخر يجلس جوارها بكل هيبته و.. جاذبيته
شريف رجل قد يبدو للناظر إليه جموده ومهابة طلته لكن .. له نظرة تجعل ملامحه الجذابة كلها تبتسم
ملامح رجولية واثقة لضابط جيش فخور بما يفعل ، ضابط يتدرب ليلا ونهارا بهذا الجسد العضلي الضخم ، وللحق .. تلك الهيبة تمنحه وسامة خاصة

أما هى فاكتفت من الاحلام قليلا لتنزل على أرض الواقع ، ولا تصدق كم أن الواقع أسرع مما تخيلت !
بعدة أيام تم الاتفاق بين والدها وشريف وأهله لتتم قراءة الفاتحة وعقد الخطبة
هل كانت بذلك البطء كل سنوات انتظارها ولا تشعر ؟!
اعتادت الروتين بانتظاره .. من البيت للجامعة ثم لمعهد الموسيقى وعملها به كمدربة عزف على الكمان

تلف الحاجة كوثر بصينية تحمل طاقم الذهب في علبته المخملية الحمراء محاطة بالورود وهى لا تتوقف عن الزغاريد .. حتى توقفت أمامهما فابتسم شريف آخذا دبلتها ليضعها باصبعها متمنيا عمرا مع هذه الأنثى
تليها كل قطعة ذهبية تحيط يدها وعنقها وهو ينظر لعينيها .. يريد نظرة موافقة من ذلك السواد العميق
لكنه أغفل أن الموافقة بناءا على القبول .. تختلف تماما عن الموافقة للحب.

دخلت ألماسة شقة دموع فارغة النظرات .. تتذكر خطبتها لماهر ، كانت بالشقة التي تعلو هذه تماما ، حين كانت شقتهم
حفل عائلي بسيط ارتدت فيه لونا أحمر يذوب مع سكر ملامحها معجونا ببريق الماس
كانت سعيدة .. أسعد من أن تتوقع أن الدنيا ستنهار حولها
انتبهت على إشارة دموع فاتجهت إليها تقبلها مبتسمة بإجهاد فتهمس دموع بأذنها خوفا

" هل .... عرف أكرم ؟ "

هزت ألماسة رأسها نفيا تهمس

" لم نخبره .. وأمي تبارك لكِ وتعتذر أنها لم تستطع القدوم "

أطرقت دموع متنهدة بقلق ثم نظرت إليها تسأل

" هل غضبت ماما زهراء مني ؟ "

تضغط ألماسة على كفها تساندها وهى ترد بصدق

" بالعكس .. فرحت جدا حين اتصلتِ بها تبلغينها بالأمر وقالت دموع تستحق كل خير "

يراقب شريف كلامهما يحاول توقعه حين مدت له ألماسة يدها بقولها

" مبارك شريف "

رد شريف يصافحها بإيجاز وملامح لا تعبر عن شيء

" شكرا لكِ "

ابتعدت ألماسة ذاهبة لجمال تبارك له وشريف يمرر كفه على شاربه المنمق ثم يميل على دموع هامسا بضيق وابتسامة غير حقيقية

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن