الفصل السابع والثلاثون

6.4K 172 33
                                        

البريق السابع والثلاثون

بعد اسبوع

تستعد ألماسة للذهاب معه كما طلبت إلي قبر أبيها ، تراه لأول مرة بحياتها وجهزت الكثير لتحكي وتشكو كل ما مرت به .. تخبره عن حبها الذي يرفضه الجميع .. وتعاتبه لتحكمه في مستقبلها يوماً واختيار جسور لها كأنها لعبة

ارتدت الأسود فخماً لا حزناً ورفعت شعرها تاركة غرتها على جانب وجهها قوساً عريضاً ينافس كحل عينيها اللامعة جمالا
جاءت الزهراء حتى باب الغرفة المفتوح تنظر إليها بصمت فاتجهت إليها قائلة

" سازور قبر أبي اليوم أمي "

كأنه زراً ضغطت عليه فدمعت عينا الزهراء وهى تقول بضعف

" خذيني معكِ "

عانقتها ألماسة بحنانها تمنع الدموع وتقول

" فؤاد سيريني مكانه اليوم .. وقبل أن نسافر سآخذكِ إليه "

شهقت الزهراء في حضنها باكية للمرة التي لا تعلم عددها منذ أتت الوادي .. ما زالت الذكريات حية تتأقلم على فيضانها بصعوبة
انسحبت من حضن ابنتها دون أن تريها وجهها الباكي فعادت ألماسة للمرآة تتنهد بألم مجهول ، كأنه من كل شيء يأتيها ولا مصدر محدد له

تغلق اخر الأزرار الذهبية لسترتها وهاتفها يرن برقم غريب فأجابت ليأتيها صوت امرأة فسألت

" مَن معي ؟ "

ردت المرأة بكل صلف

" أنا تحية رافع "

صمتت ألماسة قليلا ثم قالت ببرود

" آه .. أهلاً "

أتاها صوت تحية مهاجماً بلا مقدمات

" اسمعي يا بنت الزهراء .. إن دخلت أعمالكِ على فؤاد فلن تدخل عليّ أنا .. أنتِ لن تأخذي ابني وأمكِ خرابة بيوت وهى السبب في كل ما حدث "

انفعلت ألماسة وكل وريد بها استنفر وهى ترد بغضب

" إياكِ أن تذكري أمي .. ومجددا اقولها لكِ لولا تربيتي لكنت رددت عليكِ كما تستحقين .. يكفي انكِ كتمتِ شهادة الحق وأنتِ تعرفين ما فعله راسل .. يكفي تعذيبكِ لفؤاد عمره كله تحرضينه على الانتقام لأنانيتكِ "

علا صوت تحية باستنكار واقتناع تام

" أنانيتي !.. لقد جعلته رجلا يهابه الجميع حتى لقبوه بالثعبان خوفاً منه .. اليوم اسمه وحده له وزن الشياطين .. ولا تظني انكِ ستأخذين كل هذا جاهزا "

تلوى القلب كرهاً لما تسمع وألماً لما كان بحبيبها ولم تشعر بعينيها الدامعتين وهى تقول باشمئزاز

" أنتِ لستِ أماً .. ولا حتى امرأة .. أنا اشعر بالقرف لأنكِ من الرافعين "

ردت تحية استفزازا بنبرتها المغيظة

ألماسة الفؤاد(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن